شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

قنديل: انقلاب يونيو أصاب مصر بالتشظي والانفلاق

قنديل: انقلاب يونيو أصاب مصر بالتشظي والانفلاق
انتقد الكاتب الصحفي وائل قنديل حالتي الانقسام والاستقطاب اللتان سادتا مصر عقب انقلاب 30 يونيو الماضي حيث قال في مقاله اليومي...
انتقد الكاتب الصحفي وائل قنديل حالتي الانقسام والاستقطاب اللتان سادتا مصر عقب انقلاب 30 يونيو الماضي حيث قال في مقاله اليومي بجريدة "الشروق" : "ما قيل في تسويغ انقلاب ٣٠ يونيو إنه لإنقاذ مصر من الانقسام والاستقطاب، وفي غضون عشرة أيام فقط من الانقلاب أصيبت مصر بالتشظي والانفلاق، كما لم يحدث في تاريخها من قبل .. وصار هناك مصران وشعبان ولغتان مختلفتان صادرتان عن أهل السلطة وآلتهم الإعلامية النحاسية في مخاطبة المصريين".
أضاف قنديل :"أصبح لدينا مصريون مدللون ومبهرون في نظر السلطة الجديدة، وهم بالقطع جماهير الانقلاب، ويقابلهم آخرون بالملايين في ميادين ومحافظات مصر، لكن يجرى التعامل معهم باعتبارهم كائنات غريبة ليست من طين هذا البلد، مخلوقات مستباحة بلا ثمن، تطعن في شرفها وتطعن في صدورها وتتهم بكل أنواع الاتهامات، وتوصم بالجرب والجزام، وتقتل عند المساجد وتسفك دماؤها في التظاهرات، بدم بارد دون أن ينطق أحد".
وقال :"هي كائنات يخاطبونها بأزيز الطائرات التي تستعرض فنونها الاستعراضية فوق رءوسهم كل ليلة، تلقي لهم بمنشورات تنضح سطورها بشوفينية ومكارثية مفرطة، تجعلك تشعر أحيانا أنهم ينظرون إلى معتصمي ميادين رابعة العدوية ونهضة مصر ورمسيس وكأنهم من الهنود الحمر، ليس لهم إلا الإذعان لما تمليه إرادة السيد الأبيض المدجج بالقوة المادية، التي باتت ترى نفسها فوق قوة الحق والمنطق والأخلاق". 
وأوضح :"إن محاولة إيهام الرأي العام في الخارج والداخل بأن رافضي الانقلاب من الإخوان والتيارات الدينية هي أكذوبة تدحضها هذه الأعداد الرهيبة التي تملأ محافظات مصر، وتفندها أقوال أهل السلطة الجديدة أنفسهم الذين طالما رددوا أن الإخوان لا يتجاوز عددهم أكثر من ٧٠٠ ألف مواطن في مصر، الأمر الذي يؤكد أن هناك مقاومة مصرية متنوعة الاتجاهات لتمرير السيناريو الانقلابي".
وقال:"لقد أعادوا سلاح «المواطنين الشرفاء» إلى الخدمة، ورأيناه يستعمل بكل شراسة ضد معتصمي ميدان رمسيس الذين حوصروا داخل المسجد ساعات طويلة لم تفلح معها استغاثات إمام المسجد في نجدتهم، وفي اعتصامات الجيزة أفقنا على ما هو أبشع، إذ عادت منهجية دهس الأجساد واصطياد الأرواح برميات «سلاح الشرفاء»".
أضاف : "لقد نقل زميلنا الصحفي الخلوق محمد خيال مشاهد مفزعة مما دار في اعتصامات الجيزة فجر أمس، حيث التعامل مع المتظاهرين المؤيدين للدكتور محمد مرسي على أنهم الأعداء أو الأغيار الذين يجب إبادتهم كي يخلو وجه مصر لأهل الانقلاب المنتشين بما يرونه النصر .. ثم فجأة تحشرجت كلمات الزميل وهو يزف خبر استشهاد ابن عمه أو أخيه الأكبر وسنده في هذه الدنيا حسن خيال، مهندس نابغة في مجال العمارة والإنشاءات توفي دهسا تحت عجلات سيارة ضابط شرطة اقتحم الاعتصام بها". 
وقال :"إذا كنا نحتسبه عند الله شهيدا، فإن لأصحاب سلطة الانقلاب وإعلامهم رأيا آخر، ذلك أن نحو ثمانين مصريا قتلوا بالرصاص عند دار الحرس الجمهوري فجرا، ولم نسمع أحدا يصفهم بأنهم شهداء أو يحتسبهم عند الله كذلك، فيما لو عدت بالذاكرة شهورا قليلة ستجد أن الماكينة الإعلامية ذاتها كانت توزع ألقاب الاستشهاد بسخاء على كل من يسقط في أحداث ضد محمد مرسي".
وفي نهاية مقاله قال قنديل :"إن الذين سقطوا بالرصاص الغادر عند الحرس الجمهوري وفي ميدان نهضة مصر وميدان رمسيس هم مواطنون مصريون مكتملو المصرية والوطنية، تم قتلهم غدرا وغيلة، نحسبهم شهداء عند الله، مثلهم مثل عمال مصنع الورق في سيناء".


تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023