بعدما نشرت جريدة الأهرام الحكومية خبر اقتراب حل الأحزاب التي على أساس ديني، وتورط بعض قيادات السلفيين في التخابر مع دول أجنبية، أصبح حزب النور السلفي يواجه اختبارا صعبا فالحزب الذي شارك في التحالف السياسي الذي يؤيد الإنقلاب على أول رئيس لمصر منتخب ديمقراطيا، أصبح الآن مهددًا بالحل علي يد الانقلابيين العسكريين، و محاكمة بعض قياداته، وذلك ما استبعده الدكتور جمال قريطم القيادي بحزب النور خلال حواره الأتي مع شبكة "رصد" الاخبارية.
رصد: في البداية هل تخشون من قرارات قد تصدر لتطيح بحزبكم خاصًة بعد مانشيت الأهرام اليوم أنه لا أحزاب على أساس ديني وأن هناك محاكمة قيادات إسلامية بالتآمر ضد مصر مع الأمريكان؟
قريطم: أولاً حزب النور ذو رجعية إسلامية والحزب ليس قائم على أساس ديني كي يتم إقصائه مع الأحزاب التي لها أساس ديني كما يشاع في الإعلام ، وحزبنا له فكر إسلامي وفقًا لماهية الدولة المصرية وشعبها.
واستطرد قائلا" كما أن من حق كل حزب أن يكون له مرجعية سواء إسلامية أو اشتراكية أو ليبرالية ، وأن جميع الأحزاب في مصر ليست دينية لأنها تضم المسلمين والأقباط وغير مسموح لقيام أحزاب كل أعضائها من ديانة واحدة، وحزب النور كان به أعضاء أقباط."
كما استنكر قريطم أي ادعاءات بتورط حزب النور في مؤامرة ضد مصر، مشيرًا إلى أن ما يثار حول ذلك ليس إلا بلبلة وفرقعة إعلامية.
رصد: تعرض حزب النور لانتقاد شديد من مؤيدي مرسي واتهموه بعضهم بالخيانة بعد موقفهم من الإطاحة بمرسي ..ما ردكم على ذلك؟
قريطم: موقف حزب النور من الأحداث التي شهدتها البلاد خاصًة منذ 30 يونيو مشرف ولسنا نادمين على ذلك الموقف ولم نخون جماعة الإخوان ومؤيديهم ، ونظرنا إلى مصلحة الوطن حيث كان هناك غضب عارم في الشعب المصري من النظام السابق والذي أدى إلى سقوطهم. ومصر تمر بمرحلة صعبة للغاية ولا سبيل أمام الجميع خاصًة جماعة الاخوان المسلمين غير المصالحة الوطنية.
رصد: الإخوان أطلقوا مباردة اليوم وكانت أهم بنودها عودة مرسي إلى الحكم كيف ترونها؟
قريطم: من حق كل فصيل أن يعرض مبادرات وأفكار كما يشاء ولا حجر على رأيه، ولكنني أتصور أن فكرة عودة مرسي ليست مجدية لأنه كان رئيس وأسقط بناء على رغبات ملايين خرجت للشارع المصري، ونحن وقفنا مع هؤلاء الملايين لاستقرار البلاد حيث كانت على حافة الهاوية.
رصد: هل تعتقد أن سقوط نظام جماعة الاخوان المسلمين مؤشر لفقدان شعبية التيار الإسلامي في الانتخابات القادمة؟
قريطم: مسألة تآكل الاسلاميين مبالغ فيها فسقوط نظام الإخوان لا يعني مطلقًا سقوط المشروع الإسلامي، ولابد أن يعرف الجميع أن الديمقراطية تعني أنه ليس هناك فصيل دائم في الحكم وإلا لما قامت ثورة 25 يناير التي أطاحت بنظام استأسد بالدولة و حارب المشاركة وتداول السلطة، على الجميع أن يرتضي بذلك فمرة يحكم مصر تيار ذو مرجعية اسلامية ومرة أخرى يحكم الدولة ذو مرجعية ليبرالية وهكذا يكون سلسال الديمقراطية في الدول بتغيير الأنظمة الحاكمة.
وأضاف، أتوقع أن يحصل الإسلاميين على أصوات انتخابية لا بأس بها المرات القادمة وما دام هناك صندوق انتخابي يبتعد عن التزوير فسيخرج نتيجة شرعية تعبر عن طموحات الشعب المصري.
رصد: طالب بعض أصحاب الفكر العلماني والليبرالي بتغيير مواد الهوية في الدستور ما رأيكم؟
قريطم: لن نسمح بتغيير مواد الهوية وذلك كان شرطنا الأول والأساسي في الجلوس مع السيسي وجبهة الانقاذ، والدستور المصري لن يتغير ولكن سيكون هناك تعديلات على بعض المواد وسيستفتى عليها كما أننا سنتصدى لأي محاولات لإلغاء دستور وافق عليه 67 % من الشعب المصري.
رصد :شهدت مصر أحداث عنف بعد سقوط مرسي أشهرها مجزرة الحرس الجمهوري وقتل سيدات المنصورة .. ما تعليقك على هذه الأحداث؟
قريطم: ما حدث جريمة يجب محاسبة عليها كل مسئول أيا كان منصبه فأن يتم ترك البلطجية للاعتداء علي النساء ينافي المروءة وينافي الأخلاق, ولابد من التحقيق في مثل تلك الوقائع وتقديم المسئول عن ذلك للعدالة.
وشدد على ضرورة أن تقوم السلطات المسئولة بحماية المتظاهرين السلميين وسرعة القبض علي الجناة وتقديمهم للمحاكمة.
رصد: منذ أحداث 30 يوينو والرئيس مرسي محبوس وغير معروف مكانه .. بما تفسرون استمرار القوات المسلحة لاحتجازه ؟
قريطم: احتجاز الرئيس "السابق" مرسي أمر يتعارض مع الحرية والديمقراطية ولاداعي لذلك ونطالب الفريق عبدالفتاح السيسي بالإفصاح عن مكان احتجازه والافراج عنه، لأن ذلك ضد كرامة الإنسان.