عبر الكاتب الصحفي فهمي هويدي اليوم الخميس عن دهشته، وعدم قدرته على تصديق دعوة الفريق عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع، لنزول المصريين غدًا لإعطاء الجيش تفويض ضد الأهاب، معترضًا على توجيها منفردًا في ظل وجود رئيس للدولة، والحكومة، وتزامنها مع المصالحة الوطنية وكأن الأمر يعني أن مسار الحوار يتجه إلى التنسيق مع الموافقين الذين دُعوا إلى رئاسة الجمهورية، والتعامل بسلاح الشرطة العسكرية والأمن المركزي مع المعتصمين الرافضين للانقلاب.
وانتقد هويدي، في مقال نشره اليوم على جريدة الشروق، دعوة التفويض قائلًا "إن الحكومة التي تباشر سلطاتها في أي بلد لا تحتاج إلى تفويض لمواجهة مهمة من ذلك القبيل علمًا بأن الجيش يقوم بهذه المهمة في سيناء منذ عدة أسابيع دون تفويض من أحد، فضلًا عن عدم معرفة أحد لمضمون وحدود التفويض، ومعنى الإرهاب".
كما أشار إلى أن تلك الدعوة وما تحويه من الفاظ مطاطة يمكن أن تحمل درجات مختلفة من العنف من جانب الجيش والشرطة، وأن تفتح بابا واسعا لاستباحة المتظاهرين بالرصاص، وترك البلطجية للانقضاض عليهم، فضلًا على جعل البلد على أبواب حرب أهلية، موضحًا: "أننا بصدد استدعاء لحشود في مواجهة حشود أخرى موجودة، وفى ظل أجواء احتقان شديد، يكون احتمال الاحتكاك شديدا، ويدفع بنا إلى مجهول لا يعرف الا الله وحده مداه".
وتمنى هويدي أن يصحح الفريق السيسى الانطباعات المخيفة التى تركها خطابه، وأن يعالج من جانبه الحرج الشديد الذي سببه لرئيس الدولة، والوزراء وللوزارة كلها، منوه على أن التفاهمات السياسية هي الحل الأمثل.
