قال الباحث السياسي أحمد فهمي إن عبارة (الشعب مصدر السلطات) في كل دساتير العالم تحولت في مصر إلى عبارة أخرى هي: (الحشد مصدر السلطات)، وذلك في أعقاب الدعوة إلى "مليونية التفويض" التي دعا إليها الفريق السيسي.
وكتب فهمي بعض الأرقام التمثيلية للحشود في أرجاء مصر، مفترضا –من باب الجدل- نزول 4 ملايين شخص استجابة لدعوة السيسي، مضيفا أن الانقلابيين بالطبع لا يعترفون بهذا الرقم، بل يزعمون أن العدد قد يبلغ 30 مليونا، حتى يمرروا ما يريدون من سياسات وقرارات جذرية.
وقال فهي لو تخيلنا أن عدد المتظاهرين 30 مليونا بالفعل، فأين الشوارع والميادين التي يمكن أن تستوعبهم في وقت واحد، مشيرا إلى الدراسات الهندسية التي تثبت أن هذا العدد يحتاج طريقا مثل القاهرة -الإسكندرية الصحرواي بفرض أن عرض أي مسيرة نحو 20 مترا على الأكثر، فإن التظاهرات التي يشارك فيها 26 مليونا سوف يبلغ طولها 660 كم، والتي يشارك فيها 5 مليون سوف يبلغ طولها 126 كم، وتظاهرات مليون واحد يبلغ طولها 25 كم.
وخلص فهمي أن الحشد الضخم الهائل على مستوى الجمهورية، من الصعب أن يتجاوز 5 مليون متظاهر، رغم قناعته الشخصية أن الذين خرجوا يوم 30 يونيو عددهم يتراوح من مليون إلى مليونين في أكثر التقديرات تفاؤلا.
وأضاف الباحث السياسي أن الانقلابيين يريدون اتخاذ سياسات جذرية وتنفيذ قرارات قمعية استنادا إلى عدد لا يتجاوز 7% من إجمالي من يحق لهم التصويت، هذا بفرض قدرتهم على حشده من حيث الأصل.
وفي ختام تدوينته تساءل فهمي: هذه هي الشرعية البديلة التي أسقطت شرعية رئيس منتخب من 13 مليون شخص، وشرعية دستور وافق عليه 11 مليون شخص، وشرعية مجلس شورى وافق عليه 7 مليون شخص.
