أكد عدد من الاقتصاديين أن استمرار مصر في مرحلة العنف وسفك الدماء هو تدمير حقيقي لأي نوع من الأمل في الخروج من الأزمة المالية الحالية ، لافتين إلى أن الحل الأمني والقمعي ليس سبيلاً لبناء دولة اقتصادية قوية وإنما هدم لهذه الدولة.
أشاروا إلى أن حكومة الإنقلاب الحالية لا وجود لها ولن تستطيع أن تعمل وسط عمليات القتل وسفك الدماء ، كما أن المساعدات التي وعدت بها بعض الدول العربية لن تغني شيئاً إذا ما استمرت الدولة على سياستها الحالية.
"لن يقوم اقتصاد مصر ولو بعد 20 عاماً إذا استمر هذا الوضع" .. بهذا بدأ د.أحمد الجابري خبير اقتصادي كلامه مؤكداً أن مصر واقتصادها يمران بأخطر فترة في حياة هذه الدولة ، وهو ما سيترتب عليه تدميركامل للبينة التحتية لمصر وتدمير لمقوماتها الاقتصادية.
أضاف لـ"رصد" أن الحل الأمني والقمعي لن يفيد في شئ وإنما سيزيد الأمور تعقيداً وسيؤدي أيضاً إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية لتصل إلى مرحلة يصعب الخروج منها ولو حصلنا على أضعاف ما وعدت به بعض الدول العربية من منح ومساعدات.
وأعرب عن قلقله البالغ من انعكاس ما يحدث حالياً على صورة مصر الاستثمارية والاقتصادية في الخارج ، مشيراً إلى أنه يتوقع سحب مزيداً من الاستثمارات الأجنبية القائمة في مصر خلال الفترة الحالية خوفاً من نبرة العنف التي بدأت تضع الدولة في مأزق.
طالب عقلاء القوم بالدعوة لوضع حلول عاجله حتي نستطيع أن نحافظ على ما بقي لنا من أمل في هذه الدولة وأن نضمن مستقبل أولادنا ، لافتاً إلى أن عودة الدولة البوليسية مؤشراً خطيراً على اقتصاد مصر.
أما محمد النادي خبير أسواق المال فيري أن السيناريوهات المتوقعه للاقتصاد المصري خلال الفترة المقبلة أسوأ بكثير من المرحلة الماضية إذا لم يكن هناك توافق مجتمعي وحلول عاجله للخروج من حمامات الدماء الحالية التي ستنعكس على الجميع بلا استثناء.
أشار إلى أن الاقتصاد المصري كاد أن يتوقف تماماً بسبب هذه الأحداث المؤسفة التي سالت فيها دماء المصريين فالإنتاج في المصانع متوقف وحتي التجارة الداخلية والخارجية تعاني حالة إعياء شديد وهو ما يبرر تراجع سعر الدولار بسبب عدم وجود أية طلبات عليه.
أوضح أننا أمام سياسات غير مدروسة تدعي أنه ستنقذ مصر واقتصادها إلا أنها بهذا الشكل تقود الدولة إلى الجميع وإلى إفلاس حقيقي قد تتطور لاقدر الله إلى مجاعه ، إذا لم يكن هناك وقفة للم الشمل وبث رسائل طمأنينه إلى المستثمر الخارجي وإلى المؤسسات المالية الدولية.
