منذ أيام قليلة، خرج الكاتب، والإعلامي حالياً، محمد الغيطي، على مشاهدي برنامجه بمفاجأة من العيار الثقيل، حين كشف أن جماعة الإخوان المسلمين كانت السبب وراء سقوط الأندلس، مطالباً بالبحث في كتب التاريخ للتأكد من هذه الحقيقة التاريخية.
هذا الاكتشاف التاريخي المنسوب لصاحبه «محمد الغيطي»، لم يفتح فقط الباب لحالة من السخرية والتهكم على هذا الكلام، بقدر ما فتح ملفاً خطيراً اعتمده الإعلام منذ فترة ليست بالقصيرة.. هدفه تشويه التاريخ.
فبالأمس القريب، خرج الإعلامي يوسف الحسيني، مهاجماً أحد أهم قادة الأمة الإسلامية على مر العصور، وهو القائد صلاح الدين الأيوبي، حيث قال إن صلاح الدين حرر القدس ولكنه سلم كل فلسطين للصليبيين وبمعاهدات ثابتة، كما زاد في قوله بأن صلاح الدين «بهدل» مصر وترك رجاله يظلمون الفلاحين المصريين والفقراء كم أن جباة الضرائب في عهده كانوا يضربون الناس لتحصيل الضرائب.
حصة التاريخ «الوهمي» التي قدمها الحسيني لمشاهديه، قوبلت بوابل من الهجوم عليه خاصة من قبل المؤرخين وعلماء الإسلام، بل وحتى من شخصيات عامة وسياسية حيث قال الدكتور محمد محسوب، نائب رئيس حزب الوسط «هذا الرجل – صلاح الدين – الذي أصبح مثلاً إنسانيا في الغرب والشرق للدفاع عن الحرمات بأخلاق الفرسان وقيم إنسانية كانت غائبة .. خرج علينا من بيننا من لا يرى من ثوبه إلا الخرق وما لا يعرف من تاريخه سوى مجموعة من السوءات.. هؤلاء المهزومة نفوسهم والمنكسرة أرواحهم كيف وصلوا ليتسيدوا المشهد ويجعلون من أنفسهم معلمين وهم أحوج للتعلم خصوصا دروس التاريخ والكرامة والعزة».
«الهرتلة التاريخية» وصلت في أوج صورها لدى توفيق عكاشة – صاحب قناة الفراعين – والذي يفرض نفسه بين الحين والآخر كـ «مؤرخ»، إلا أنه تمادى في تأريخه لأن وصل به الأمر لتشويه رحلة الإسراء والمعراج والتي تناولها بأسلوب لا يليق حتى كتابته في هذه السطور.
الفنانة يسرا، أرادت هي الأخرى أن تضع بصمتها لتشويه التاريخ، وذلك حينما وصفت في حوار متلفز، «عمرو بن العاص» بأنه أحد أولياء الله الصالحين، كما أنه من ضمن الأربعة المبشرين بالجنة، ولا أحد يعلم من اين جاءت الفنانة الشهيرة بهذا الرقم «4»، رغم أن المبشرين بالجنة 10، ليس من بينهم عمرو بن العاص.