شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

صحيفة ألمانية: الكراهية هي من يحكم مصر الآن

صحيفة ألمانية: الكراهية هي من يحكم مصر الآن
من الصعب تحديد أيهما يثير القلق أكثر: هل المذبحة التي ارتكبتها الشرطة والبلطجية في حق متظاهري الإخوان والتي راح ضحيتها أكثر من...
من الصعب تحديد أيهما يثير القلق أكثر: هل المذبحة التي ارتكبتها الشرطة والبلطجية في حق متظاهري الإخوان والتي راح ضحيتها أكثر من 70 قتيلا أم تصريحات الرضا بما حدث من الطبقة السياسية الليبرالية المنتمية لما أسموه بـ "الثورة الثانية" ؟؟
 
هذا ما طرحه مارتين جيلين "Martin Gehlen" مراسل صحيفة "Die Zeit" الألمانية والمتخصص في الشأن المصري والعربي، حيث قال عن وزير الداخلية الجديد القديم محمد إبراهيم يؤكد وبشكل قاطع أن رجال داخليته لم يستخدموا الأسلحة النارية في مواجهة متظاهري الإخوان.
 
لكن العديد من الصور تبرهن عكس ذلك بينما راحت جبهة الانقاذ الوطني التي تمثل المظلة لمعارضي مرسي من العلمانيين راحت الجبهة تتهم الإخوان بأنهم هم من يقومون بهذه الهجمات علي أنفسهم وأنهم عليهم الرحيل من الميادين والإعتراف بسقوط رئيسهم.
 
إنها تلك النغمة الجديدة المعاندة التي تضرب مصر هذه الأيام. فلم تمض سوي خمسة أيام علي دعوة قائد الجيش عبد الفتاح السيسي للشعب لإعطائه تفويضاً لمحاربة "العنف والإرهاب" وهو يعرف جيداً إلي ما سيؤدي تصرفه هذا. وقد كان . فقد خرج مئات الألاف من المتظاهرين بلافتات وهتافات واضحة ليس فيها شك تحمل رسالة مفادها أن الإخوان المسلمين جميعهم الآن إرهابيون وأن الحرب الرهيبة حول مستقبل مصر لايمكن أن تقبل المساومات. وهي الرسالة التي فهموها من خطاب نجمهم الجديد الذي يرتدي البدلة العسكرية.
 
بعد شهر علي الثورة الثانية المزعومة تقف النخبة السياسية الليبرالية في مصر علي حافة الإفلاس فأحزابهم المتفتتة لم تعدُ بعد عامين ونصف من سقوط نظام مبارك أكثر من كونها قشور فارغة عبارة عن مناصب توضع علي الكروت الشخصية لأصحابها. فلا أحد يريد أن يمارس العمل الشاق الذي يستهدف القاعدة الشعبية وجذب المتعاطفين وجمع إشتراكات الأعضاء أو حتي أن يجري نقاشاً حول برنامج الحزب. كل منهم يريد أن يجلس علي المنصة وأن يجري الحوارات التلفزيونية وأن يخرج علي الملأ ليشكو بإطناب من أنه لايمكنه أمام التنظيم المحكم للمعسكر الإسلامي أن يملك أي فرصة للتنظيم الذاتي.
 
وكما هو الحال في الحياة السياسية المصرية كذلك هي حياة الناس اليومية في مصر. فلا يمكنك في مجتمع ما أن تظل علي الدوام تعمل بطريقة إرتجالية ثم تشتكي بعد ذلك أنك لازلت في مكانك ولم تبارحه فالمرء لايمكنه تكوين جماهيرية عريضة دون عمل مضني متفاني مستمر.
 
متسلقو نظام مبارك القدامي يتوحدون من جديد
 
لذلك فإنه من غير العجيب أن تجد قطاعات من الشعب ومعها نخبتها السياسية تُفضل القبول والتسليم بالخطب الرنانة ونظريات المؤامرات الشيطانية كتلك التي يبثها قائد الجيش عبد الفتاح السيسي بدعوته للحرب علي الإرهاب ليبدو لهم كما لو كان المسيح المخلص من الشيطان.
 
للحظة يمكن للمصريين أن ينسوا شقاء بلادهم وبؤسها . يمكنهم أن ينسوا عجزهم عن المحافظة علي الشوارع نظيفة علي الدوام وعجزهم عن أن يحكمهم أحد منهم بشكل كفء وعجزهم عن محاربة الفساد المستشري بشكل سخيف وعجزهم عن تنظيم منتجاتهم الصناعية وتسويقها بشكل جيد كي تكون علي قدر المنافسة دولياً.
 
وللحظة يتم التغطية علي حقيقة مفادها أن المعسكر الليبرالي في مصر يقف الآن سياسياً وعقلياً تماما في الموضع الذي كان فيه الرئيس الإخواني الذي عزله الجيش وهو الوضع الذي جعل أبناء المعسكر الليبرالي أقل من أن يقدموا تنازلات ومبادرات تحترم مطالب خصومهم المشروعة وتقود البلاد نحو مستقبل ديموقراطي . بدلاً من ذلك تشهد مصر الآن إحتكاراً جديداً للسلطة ونظاماً حاكماً يختلط فيه رجال نظام مبارك القديم وحاشيته مرة أخري في النظام السياسي الحاكم.
 


تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023