شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

قنديل: الانقلاب تحت حصار الاعتصام

قنديل: الانقلاب تحت حصار الاعتصام
قال الصحفي وائل قنديل، إن القضية المصرية هي قضية شعب اختطفوا منه حلمه الوليد في وطن حر ومتحضر وليست صراعاً بين...
قال الصحفي وائل قنديل، إن القضية المصرية هي قضية شعب اختطفوا منه حلمه الوليد في وطن حر ومتحضر وليست صراعاً بين الإخوان والعسكر، مؤكداً أن الانقلاب بات تحت حصار الاعتصام.
 
 
وأضاف قنديل في مقاله بجريدة «الشروق» أنه إذا كان الاعتصام محاصرا أمنيا وإعلاميا ودعائيا من خلال منظومة متكاملة من الأكاذيب، فإن الانقلاب يبقى تحت الحصار الأخلاقى والإنسانى، على نحو جعل أصحابه فى حالة تشنج، دفعتهم للاستنجاد بالوساطات الدولية والإقليمية لتقيلهم من عثرتهم السياسية وتخرجهم من مأزق حضارى، رويدا رويدا بات يؤرق الضمير العالمى مع تساقط كل هذه الأعداد من الضحايا، وتبين الملامح العسكرية التامة لعملية ٣٠ يونيو الخاطفة بعد زوال طبقة المساحيق الشعبوية الكثيفة التى وضعها مخرج الانقلاب وماكييره على وجه ذلك اليوم.
 
وتابع بقوله «وتتجلى علامات التوتر فى هذا الاستجداء الرسمى المتكرر لدخول الطرف الأمريكى على الخط، من خلال دبلوماسية الحوارات الصحفية مع وسائل الإعلام الأمريكية، لكى تنجز واشنطن تفاهمات أو صفقة بين الحكم العسكرى من جانب وبين من وضعوهم فى السجون بتهم القتل والتجسس من جانب آخر.. وتلك واحدة من المفارقات المثيرة فى التاريخ: أن تطلب سلطة المساعدة فى التفاوض مع معارضة متهمة من جانب هذه السلطة بالخيانة الوطنية والتحريض على القتل، وهنا قمة التناقض الأخلاقى والخلل المنطقى».
 
وأشار إلى أن إعلام الانقلاب يواصل ألعابه الظريفة على الجماهير بمحاولة التعبير عن امتعاض زائف من كثرة ما يسميه «المبادرات» والتدخلات الخارجية فى القضية المصرية، متغافلاً بأن هذه الزيارات لم تكن لتتم لو أن حكام مصر لم يطلبوها.
 
وواصل «وتذكر جيدا أن مثل هذه الأجواء هى البيئة المناسبة لنشاط هذا النوع من الحناجر المبرمجة على تقديم اسكتشات فكاهية عن السيادة الوطنية والكرامة القومية، وهى الفقرات التى تتكرر دائما مع اهتزاز الأنظمة التى يلعبون فى أحواشها، وتردد العبارات ذاتها من نوعية الأساطيل والقطع البحرية الأمريكية تتحرش بنا فى المياه الإقليمية، إلى آخر هذه المحفوظات « الأمن ــ قومية» المعلبة».
 
وقال قنديل «لقد تكسرت كل سهام الترويع الأمنى والتشويه الأخلاقى ومحاولات الترويض بالصفقات لرافضى الانقلاب على صخرة هذا الصمود الرائع والاستبسال غير المسبوق للمعتصمين فى الميادين، لكن عميان البصر والعقل لا يريدون أن يروا أن خارطة الرفض والاحتجاج والغضب تتسع وتجتذب فئات جديدة، حتى تكاد تلتهم «خارطة الطريق» التى يريد الانقلابيون أن يجرى التعامل معها كنص مقدس لا يجوز مناقشته أو الاقتراب منه».
 
واختتم «يبقى أن هذا الاحتشاد المذهل فى معظم ميادين لا يخص جماعة الإخوان أو الإسلام السياسى فقط، بل هو غضب شعبى عارم، ومن ثم شىء جيد أن تنفى جماعة الإخوان قبولها بأية تسويات أو صفقات مع السلطة القائمة، ذلك أن القضية ليست خلافا بين «أخوان وعسكر» وإنما قضية شعب اختطفوا منه حلمه الوليد فى وطن حر ومتحضر».


تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023