رغم خروج الشعب المصري بأكمله في ثورة يناير التي أطاحت بنظام مبارك ، إلا أن تهديدات المخلوع الأمنية في ذلك التوقيت جعلت الحشود تتركز في المحافظات والمدن ولم تمتد بشكل كبير إلى القري والنجوع ، لكن نجاح ثورة يناير التي ذاق المصريون بعدها طعم الحرية لأول مرة منذ عشرات السنين أخرج كل مشاعر الخوف بداخلهم ليخرج اليوم المصريون في مسيرات حاشدة في كل شوارع مصر .
لأول مرة تشهد قري مصر ونجعوها مسيرات يومية متواصلة تندد بالانقلاب على ثورة يناير وعلى شرعية الرئيس محمد مرسي بل وعلى إرادة الشعب الذي وقف لساعات طويلة أمام صناديق الاقتراع في انتخابات حرة ونزيهة شهد لها العالم ، ليفاجئ بأن صوته قد ضُرب به عرض الحائط.
كانت محافظات مصر شهدت خروج جماعي في مليونية "عيد النصر" يومي الخميس والجمعة في حشود لم يسبق لها مثيل ولم تقتصرعلى المدن فقط بل خرجت القري والنجوع في انتفاضة قوية ورافضة لهذا الانقلاب الدموي.
ولعل صعيد مصر كان أكثر تعبيراً وإصراراً في هذه المليونية خاصةً في محافظات أسيوط والمنيا وأسوان .
ففي محافظة أسيوط شهد أمس الجمعة تنظيم العديد من المسيرات التي خرجت في شوارع مدينة ديروط وعدد من القري التابعة لها ، كما نظم عدد من النجوع ومنها نجع مبارك ونجع هريدي وغيرهم مسيرات موحدة عقب صلاة الجمعة مطالبين بمحاكمة السيسي ومجموعة الانقلابيين والقصاص للشهداء.
وفي مركز ديرمواس التابع لمحافظة المنيا خرج الآلاف لرفض الانقلاب وانطلق في عدد من القري مسيرات طافت جميع أرجائها وعلى رأسها قرية بني حرام التي خرج فيها المصريون عقب صلاة العيد والجمعة للتنديد بهذا الانقلاب الغاشم على الشرعية والذي أطاح بكل أحلام المصريين وقضى على ثورتهم الحقيقية في يناير.
وطالب المتظاهرون بمحاكمة السيسسي بتهمة القتل والخيانة العظمي مؤكدين أنهم لن يصمتوا أمام هذا النظام الديكتاتوري القاتل الذي سفك دماء المصريين ونهب حقوقهم واستهان بإرادتهم.