أحداث قوية تهز القضية الفلسطينية تزامنا مع أحداث مصر – ليست صدفة.
تستغل المؤسسة الاسرائيلية انشغال العالم العربي والاسلامي بأحداث الشارع المصري الملتهبة في ميادين الاعتصامات وبعد مجزرة رابعة لتنفيذ مخططات غاشمة بحق القضية الفلسطينية بشكل عام وبتهويد القدس والمسجد الأقصى بشكل خاص، في هذا السياق تطرح عديد الفرضيات نسوق أبرزها في ما يلي:
قد تكون الفرضية الواضحة بأن التصعيد من قِبل المؤسسة الاسرائيلية هو روتين عادي واستغلال لإنشغال الرأي العام بقضية أخرى وهذه الفرص قليلا ما تحدث لأن غالبا ما تكون القضية الفلسطينية هي الغالبة على اهتمام العالم العربي والاسلامي، كنا سنعتبر هذا الفرضية هي الواقعية لولا العلاقة الوطيدة بين قادة الانقلاب في مصر وبين أزلام الاحتلال في تل-أبيب التي تجسدت من خلال زيارات سرية – فُضحت – قام بها كل من "السيسي" "والبرادعي"، لذلك نستبعد هذه الفرضية – رغم قوتها من ناحية سطحية.
الفرضية الثانية تقول بأن المصري الذي شرب من مياه النيل لا يمكن أن يكون بهذا الجرام في مجزرة رابعة العدوية، في الغالب قد تكون زيارات قادة الانقلاب إلى تل-أبيب فيها مخطط ومزود بأسلحة وقنابل – اسرائيلية الصنع (لأنها مختومة بالختم العبري ومستحيل يكون الجيش المصري يختم عليها هذا الختم) للفتك بالطرف الآخر المتمثل بجمهور الشرعية.
بعد عرض أبرز الفرضيات، ما علاقة الأقصى بالموضوع؟
ببساطة واستنادا للفرضية الثانية فإن أزلام الاحتلال هم الذين حددوا مواقيت تنفيذ أي تصعيد في مصر بالاستعانة بأيدي مصرية، وقاموا من هنا بوضع مخطط آخر للتصعيد في القضية الفلسطينية ومن هنا نعرض لحضراتكم أبرز الأحداث التي حصلت في فلسطين ومن تهويد للقدس والأقصى:
– تدور الآن مساعي جدية لإعادة المفاوضات بين الطرف الاسرائيلي وبين سلطة رام-الله، الغريب في الأمر أن المؤسسة الاسرائيلية حددت هذه الأيام كبداية في جولة المفاوضات، لتسغل إنشغال الجميع بأحداث مصر وتحصيل تنازلات من قِبل الطرف الفلسطيني في رام-الله.
– يوم الأحد الموافق لتاريخ 11.8 تم مناقشة مقترح يسمح لليهود بإقتحام المسجد الأقصى المبارك من جميع الأبواب، وهذه تصعيد خطير من حيث التمادي والتفكير في مثل هذه المطالب. حيث أنه يفتح باب المغاربة المستولى عليه كليا لإقتحامات المستوطنين والسياح، وفقا لهذا المقترح سيكون اليهودي له الحق في الاقصى كما للمسلم الحق فيه.
– يوم الإثنين 12.8 حصل تمادي آخر داخل في المسجد الأقصى المبارك بأن تقتحم سيارة تابعة للشرطة الاسرائيلية ساحات المسجد وتزيد من وقاحة الاحتلال داخل باحات المسجد الأقصى.
– في الفترة الأخيرة لم تعد الشرطة الاسرائيلية تعتقل طلاب مصاطب العلم من داخل حلقات التعليم، إلا أنه حصل أمر غريب يوم أمس بان تقوم الشرطة بإعتقال أحد طلاب مصاطب العلم والتهمة بانه قام بالتكبير – مع أن هذا الأمر يحصل عشرات المرات يوميا.
– وفي تقرير أعدته "مؤسسة الأقصى" نزل كالصاعقة وهو أن ربانيون يؤسسون جمعية لبناء كنيس يهودي على جزء من المسجد الأقصى كمقدمة لبناء الهيكل المزعوم.
هذه الحقائق والشواهد كلها تؤكد على نظرية صلاح الدين الأيوبي بأن بلادنا الاسلامية كلها مترابطة، ولم يحرر الأقصى حينها إلا بعد تطهير مصر وبلاد الشام. وهذا شهادة للرئيس الشرعي المنتخب الدكتور محمد مرسي بأنه مرتبطة بعلاقة طردية مع مع القضية الفلسطينية بشكل عام ومع القدس والأقصى بشكل خاص