شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

رغم جرائم الانقلاب.. المرأة المصرية تقود ثورتها

رغم جرائم الانقلاب.. المرأة المصرية تقود ثورتها
«اعتقلوا الرجال لإجهاض مظاهرات رافضي الانقلاب.. فلما فشلوا في إجهاضها، اضطروا لاعتقال النساء».. هكذا قال أحدهم...


«اعتقلوا الرجال لإجهاض مظاهرات رافضي الانقلاب.. فلما فشلوا في إجهاضها، اضطروا لاعتقال النساء».. هكذا قال أحدهم تعليقاً على الأخبار المتتالية والتي تتحدث بين الحين والآخر عن اعتقال الفتيات والنساء الرافضات للانقلاب، والتي باتت أشبه بحملة منظمة تضرب بكل حقوق الإنسان والمرأة تحديداً، عرض الحائط، في الوقت الذي يغط فيه مدعو الدفاع عن حقوق المرأة في سبات عميق.
 

حقوق المرأة، والتي ارتفعت إلى عنان السماء بفضل «سميرة إبراهيم، وميرفت موسى، وفتاة العباءة ذات الكباسين».. أبت أن ترتفع هذه المرة إلى السماء، لترفع فقط «أرواح» نساء وفتيات وقفن يطالبن بعودة الشرعية ورفض الانقلاب العسكري، قُتلوا بدم بارد، لم تخرج تلك النسوة اللاتي كن ينتحبن في السابق بكاءً على حرية المرأة، ليدافعن عن بنات جلدتهن اللائي سقطن شهيدات للحرية وللشرعية، بل خرجن ليعلنّ أن هذه الشهيدة وتلك المعتقلة ليسوا سوى إرهابيات أو في أحسن الظروف دروعاً بشرية للإرهابيين.
 

من هالة أبو شعيشع لـ «سمية الشواف»، مروراً بحفصة عباس ذات الـ 17 ربيعاً، والتي لم يجدوا لها اتهاماً، فوجهوا لها تهمة تضحك لدرجة البكاء، حيث كانت التهمة حيازة سلاح آر بي جي!!، ما بين قتل واختطاف واعتقال وسحل وملاحقة، كانت النساء في مرمى نيران الانقلابيين، وبدلاً من أن تخرج أي جهة أو منظمة حقوقية لتندد بهذه الانتهاكات بحقوق المرأة، راحوا يروجون هم الآخرين اتهامات باطلة بحق النساء الرافضات للانقلاب، حيث سبق وأن روجت ميرفت التلاوي رئيس المجلس الأعلى للمرأة وجود ما يسمى بـ «جهاد المناكحة» في اعتصام رابعة العدوية ، كما زعمت استخدام الأطفال والنساء في الاعتصامات والمظاهرات ، دروعاً بشرية، في الوقت الذي احتفت فيه وغيرها بالمشاركة النسائية الفعالة في ما أطلقت عليه «ثورة 30 يونيو».
 

ورغم تزايد التقارير الحقوقية، والتي تتحدث عن سوء معاملة المعتقلات، لم تحرك الجهات المسئولة أوالمنظمات الحقوقية الأخرى المؤيدة للانقلاب، ساكناً، أو تطالب على الأقل بفتح تحقيق في هذه التجاوزات، خاصة وأنها تمثل أشد أنواع انتهاك حقوق المرأة، حيث يتم وضع المعتقلات في زنازين مع المتهمات في جرائم جنائية كالسرقة والآداب وغيرها، وهو ما يعد مخالفاً للقانون حيث يجب أن يتم وضع المعتقلين سواء كانوا رجالاً أو نساء في أماكن منفصلة عن الأماكن المخصصة للمجرمين الجنائيين.
 

المرأة التي أشادوا بدورها في ثورة يناير، ثم خرج مؤيدو الانقلاب ليثنوا على دورها في إنجاح «ثورة يونيو» كما يطلقون عليها، باتت اليوم مشاركتها في المظاهرات، تجارة بالنساء، فقط لأنها خرجت تعترض عليهم، خرجت لتعلن رفضها لانقلابهم، خرجت فلم تجد من يشيد أو من يثني، إنما وجدت من يقتل ويسحل ويعتقل ويختطف، لتصبح «رافضات الانقلاب»، أو بالأحرى حرائر مصر، هن من يقدن فترة المخاض قبل ميلاد الحرية… فبالأمس كانت المطالبة بالحرية للمرأة .. أما اليوم فالمرأة هي الحرية ..  

 

 



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023