قالت جماعة الإخوان المسلمين: إن "القسوة البالغة التي يتعامل بها الانقلابيون إنما تدل على ضعفهم لأنهم فاقدون للشرعية مغتصبون للسلطة معادون للشعب".
وكتبت الإخوان في بيان رسمي تزامنا مع مرور شهرين على الانقلاب الدموي: "يا شعب مصر العظيم، يا من علمت العالم معنى الحضارة، وأبهرته بثورتك المجيدة السلمية في 25 يناير2011، لقد عدت من جديد تعلم العالم أن الحرية أثمن من الحياة وأن الكرامة الإنسانية تعلو على الرفات، لقد خرجت في تظاهرات مستمرة بصدرك العاري وكفك الخالي طيلة ما يزيد على الشهرين لتقول للعالم : من كانت له عينان للبصر فليبصر، ومن كانت له أذنان للسمع فليسمع أننا لن نخضع للقوة والإرهاب وأننا سنطيح بالانقلاب العسكري – بإذن الله – مهما كان الثمن".
وأضاف البيان: "يا شعب مصر .. لقد قدمت آلاف الشهداء والمصابين والمعتقلين ولم يوهن ذلك من عزيمتكم، لأنكم مؤمنون بالله وبالحق وبعدالة قضيتكم كما قال الله (ولا تَهِنُوا ولا تَحْزَنُوا وأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ)".
وتابع قائلا: "إن الانقلابيين الدمويين يراهنون على الزمن ويتصورون أن ثورتكم ستخمد بمرور الوقت، ولكنكم ستخيبون أملهم – بإذن الله – وستصبرون وسترابطون حتى النصر مثلما قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم "واعلم أن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرا"
واستطرد: "شعب مصر العظيم .. إن القسوة البالغة التي يتعامل بها الانقلابيون إنما تدل على ضعفهم وكلما زادت القسوة كلما زاد الدليل على ضعفهم لأنهم فاقدون للشرعية مغتصبون للسلطة معادون للشعب، والأدلة على هذا الضعف أكثر من أن تحصى، فاخفاء الرئيس الشرعي والخوف من إطلاق سراحه، والاعتقالات التي طالت الآلاف من القيادات من كل القوى الوطنية بما فيهم النساء والفتيات، والخوف من الكلمة الحرة بإغلاق القنوات الفضائية المعارضة للانقلاب وتكميم الأفواه، وفرض حالة الطوارئ وحظر التجول، وإغلاق الميادين بقوات الجيش والشرطة، وإيقاف حركة القطارات، وتحويل المدنيين إلى المحاكم العسكرية من جديد، والمجازر الرهيبة والكثيرة التي وضعت الجيش والشرطة في موادهة الشعب لأول مرة في تاريخ مصر والتي أسالت الدماء أنهارا وأزهقت الأرواح البريئة الطاهرة والحرائق التي امتدت إلى المساجد والمصاحف والمستشفيات، كل ذلك كان بهدف إرهاب الشعب، ومع ذلك فأمواج البشر في الميادين والشوارع تزداد وتتضاعف، بل إن كثيرا ممن خدعهم الانقلابيون في البداية علموا الحقيقة فقاموا يناصرون الحق".
واختتم البيان قائلا: "إن القضية أصبحت واضحة لا لبس فيها الشعب ينحاز إلى حريته وكرامته وسيادته، ومجموعة من العسكريين يريدون أن يستعبدوا الشعب ويحكموه بالحديد والنار ويستولوا على كل مقدرات الدولة لمصلحتهم الشخصية، والعاقبة للشعب في النهاية لأن إرادته من إرادة الله (ومَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا) فلتحتشد الجماهير في كل مكان ولتنتشر في كل بقعة حتى لا يجد المغتصبون الدمويون سبيلا أمامهم إلا الرحيل".