أخبرت حضرتك أكثر من مرة أن لجنة الخمسين الخاصة بالتعديلات الدستورية لا تمثل الشعب المصرى المتدين بطبعه، بل تجد الغالبية العظمى من أعضائها ينتمون إلى تيار واحد هم أنصار العلمانية فى بلادى، وهم بالتأكيد أقلية فى مواجهة الغالبية العظمى التى ترفض الفصل بين الدين والدولة.
وفى مقدمة ما تحمست له هذه اللجنة التى تضم فقط أنصار الانقلاب حظر الأحزاب الدينية!!
وقلت تعليقا على ذلك إن ذلك يعنى أن "المسرح" السياسى سيقتصر التمثيل فيه على "الكومبارس" وممنوع بالقانون ظهور الأبطال والنجوم! فالأحزاب الإسلامية أثبتت جدارتها وإقبال الناس عليها فى كل انتخابات خاضتها، وكانت البريمو، بينما تأكد أن القوى السياسية الأخرى لا قيمة لها ولا وزن فى الشارع المصرى؛ فلم تحصل إلا على أصوات قليلة ومقاعد ضئيلة فى البرلمان "يعنى كومبارس"!!
وفى الدستور المعطل هناك مادة تحظر قيام كيانات سياسية تقوم على التمييز بين المواطنين أو الدعوة إلى ذلك، فهى تكفى تماما للحفاظ على وحدة الأمة ومنع انقسامها، لكن ذلك ليس غرض الانقلابيين؛ بل هدفهم الأساسى منع أى كلام عن الشريعة لتظل المادة الثانية من الدستور مجرد صورة أو شكل لا قيمة له بعدما فشلوا فى تغيرها، وهى التى تنص على أن مبادئ الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسى للتشريع، ولولا بقايا حياء لنصوا صراحةً على حظر الأحزاب الإسلامية بدلا من الدينية!!
