لم تمض سويعات على الحادث الدامي الذي أصاب أبناء الوطن من المسيحيين أمام كنيسة العذراء حتى بدأت وسائل الإعلام في التنظير بل في التحقيق وإعلان النتائج بأن المتهم هو "جماعة الإخوان المسلمين" بالرغم من عدم ثبوت أي أدلة تدينها عن حرق أية كنائس عقب مجزرتي فض اعتصام رابعة العدوية.
وخرج علينا بعد مقدمي البرامج يستهجنون الصمت الأمريكي تجاه أوضاع الأقليات المسلمة في مصر تارة والحديث عن الوحدة بين المسلمين والمسيحيون تارة وأن العلاقات بينهم في هذه المنطقة علي ما يرام .
يأتي ذلك في الوقت الذي أعلنت فيه الصفحة الرسمية لوزارة الداخلية أن الحادث لم يكن يستهدف المسيحين بل كانت محاولة من الملثمين لاطلاق النار علي الجنود لكنها قتلت طفلة وإمراة ورجلين واصابة 9.
أما رافضوا الانقلاب فقد أعاد الحادث لأذهانهم حادث كنيسة القديسين الشهير والذي راح ضحيته 21 قتيلا و79 مصابًا عشية احتفالات رأس السنة الميلادية بكنيسة القديسين مار مرقص الرسول والبابا بطرس خاتم الشهداء بمنطقة سيدي بشر بمدينة الإسكندرية عام 2011.
وبعد ثورة 25 يناير وسقوط مبارك ووزير داخليته حبيب العادلي نشرت عدد من الصحف أبرزها صحيفة اليوم السابع مستندات تفيد بضلوع وزير الداخلية حبيب العادلي في التفجير وتكليفه القيادة رقم 77 بالقيام بعمل من شأنه تكتيف الأقباط واخماد احتجاجتهم وتهدئة نبرة البابا شنودة اتجاه القيادة السياسية.
وفي سياق متصل قال رامي جان – مؤسس حركة مسيحيون ضد الانقلاب علي صفحته علي موقع "الفيسبوك":-أن هناك طرفان قد يستفيدا من أزمه طائفيه؛ الأول هو العسكر لتشويه جماعه الاخوان أمام الشعب بعدما كسبت تعاطف في الشارع و الطرف الآخر هم بعض رجال الاعمال الذين يتلقوا تمويل علي اساس فكره ان الاقباط مظلومين و يحب دعمهم و هؤلاء من الممكن ان يصنعوا ازمات من فتره لاخري حتي لا تنقطع المعونات و الاخوان المسلمين هم الطرف الوحيد الذي لن يستفاد بتلك الحوادث الطائفيه.
وأضاف: " ذلك تحليل سياسي بحت لم ادخل العواطف فيه و لم اتحيز لطرف و لكني أردت ترجمه أثار الموقف و الأزمه علي كل جهه و مدي الاستفاده منها لتفهم من الفاعل !!!"
أما النشاط الحقوقي هيثم أبو خليل-رئيس مركز ضحايا لحقوق الإنسان فقد تخيل حوار بين قيادة أمنية كبيرة ورتبة أصغر منها يدعوه فيها لارتكاب حادث يستدعي الوليات المتحدة والمنظمات الحقوقية به للتدخل.
كما استدعي النشطاء علي موقع "الفيسبوك" مقتطفات من مذكرات اللواء محمد نجيب الذي يكشف فيها عن ضلوع جمال عبد الناصر في انفجارات ستة منها الجامعة والسكة الحديد وجروبي في أحداث 20 مارس بحسب اعترافات عبد اللطيف البغدادي في مذكراته كدليل علي إمكانية تورط القوات المسلحة في تنفيذ التفجيرات.