"حدثني عن وزير تهمته في بلدي أنه شريف، وزير وفر للمصريين أنبوبة بخمس جنيهات، وبطاقة للحصول عليها بسهولة، في الوقت الذي وصلت الآن إلى خمسين جنيها في السوق السودا وغير متوفرة، وتقف لأيام وقد لا تحصل عليها في نهاية المطاف"، هكذا علقت عائشة نجلة المهندس خيرت الشاطر، على نبأ اعتقال د.باسم عودة، الذي سوف يشاطر والدها الزنزانة.!
ويأتي اعتقال الانقلاب للدكتور باسم عودة وزير التموين في حكومة هشام قنديل "الشرعية"، في إطار ملاحقة سلطات الانقلاب لرموز نظام الرئيس المنتخب محمد مرسي.
حالة من السُعار، وسلسلة من الإجراءات الانتقامية التي يقوم بها الانقلابيون ضد معارضي الانقلاب، حيث تم اعتقال نحو 13 ألفا من الشخصيات المتميزة في كافة المجالات دون أي تهمة حقيقية.
د.عودة لمن لا يعرفه هو أستاذ بكلية الهندسة الطبية جامعه القاهرة ،ورئيس المكتب التنفيذي للجان الشعبية بالجيزة، ورئيس لجنة التنمية المحلية بحزب الحرية والعدالة، ومسئول ملف الطاقة والوقود.
ثلاثة أرباع مصر من الفقراء وهم أكثر من صدمهم الخبر، بينما فضائيات الانقلاب وعلى رأسها قناة "العربية" تعيد أكثر من مرة بنبرة شامتة، أن قوات أمن الانقلاب ألقت القبض على الدكتور باسم عودة، وزير التموين في حكومة الدكتور هشام قنديل، منذ قليل، خلال وجوده بمحافظة البحيرة.
الدكتور عودة لن يجهل المصريين دوره الكبير في ضبط الأسواق خلال فترة توليه الوزارة، وتمتعه بشعبية كبيرة لم يختلف عليها أحد؛ بسبب نشاطه الواسع وجولاته الميدانية في كافة المحافظات، الأمر الذي رشحه من قبل الكثير من الناس لتولى رئاسة الوزراء، لولا تعجل الانقلاب في الانقضاض على الثورة، ووأد التجربة الديمقراطية.
المفارقة أن الساعات التي شهدت القبض على د.عودة، شهدت أيضاً الإفراج عن فنانة تدعى "انتصار"، وهى متلبسة مع ثلاثة كويتيين مخمورين، فهل هذه مصر التي أرادها قائد الانقلاب الفريق أول عبد الفتاح السيسي، وبشر بها من منحه التفويض !
ويحتفظ السيد "مارك روزنبرج" في ملفات الفيس بوك بتفاصيل واقعة شهيرة، حدثت حينما أثار طلب الانقلابي د.محمد البرادعي مؤسس حزب الدستور وجبهة الإنقاذ الوطني بتغيير وزير التموين "باسم عودة"، وهو ما خلف ردود أفعال ساخطة في مواقع التواصل الاجتماعي.
حيث اعتبر الكثيرين أن وزير التموين هو الوزير الوحيد الذي يعمل بضمير وبشكل مستمر في الوزارة وان مطالبة البرادعي بإقالته خطأ كبير يحسب على جبهة الإنقاذ ومن التعليقات التي جاءت على الموضوع:"جبهة الإنقاذ عاوزه تشيل باسم عودة اللي هو أكتر وزير بيشتغل ف الحكومة دي عشان إخواني…الناس دي عندها "فوبيا إخوان"مفروض تروح تتعالج".!
كتبت عنه صحيفة الأهرام على موقعها الرقمي بتاريخ الأول من يونيه 2013تقريراً بعنوان "باسم عودة وزير الفقراء يعمل بالموبايل والـSMS ليفاجئ المخالفين".
كما كتب هو مقالاً18/7/2013 يحذر فيه من اليأس أو الانكسار أو التراجع، ويقول:"انحني، و اختبئ، و سيصبح كل شئ على ما يرام. انحني و اختبئ، و سيحكم العسكر هذه المرة برضاء و مباركة منك. هم حلفاء ثورتك، لا تدع أحداً يخبرك بغير هذا. انحني و اختبئ، و سيُقتل عشرات العُزل في الشوارع .. دعك منهم، ربما كانوا يستحقون القتل. انحني و اختبئ، و ستكمم حرية الأفواه .. لا تقلق هي إجراءات ضرورية مؤقتة. انحني و اختبئ، و ستعود نفس الوجوه الكريهة لتحكم في غفلة منك .. لا تنتبه، كلها تفاصيل غير مهمة."
مضيفاً:"انحني و اختبئ، و سيرجع زوار الفجر و يرجع معهم خوفك الذي لا تدري سببه من الغرباء .. لا تخاف، تلك مجرد هواجس في رأسك فقط. انحني، و اختبئ . انحني، و اختبئ . انحني، و اختبئ .. و سيصبح كل شئ على ما يرام!".