من أين كل هذه الشعبية التى اكتسبها الكابتن محمد أبو تريكة؟ هل لأنه مجرد لاعب ماهر، وهداف من الدرجة الأولى أم أن هناك أسبابا أخرى؟ وقبل الإجابة على هذا السؤال أقول إنه فى التيار العلمانى هناك اعتقاد أن أى إنسان متدين مهتم بقضايا بلده ومطالبا بتطبيق الشريعة لا بد أن يكون من الإخوان.. "بالعافية كده"!! وهدا غير صحيح أبدا، وأبو تريكة واحد من هؤلاء.. انتقل إلى "الأهلى" قلعة الوطنية بعد ثلاثة مواسم قضاها فى الترسانة، وفى أول مباراة له مع فريقه سجل هدفى المباراة فى شباك طنطا ليبدأ صعودا رائعا نحو القمة، وبفضل أقدامه الذهبية احتكرت القلعة الحمراء الدورى العام المصرى سبعة مواسم متتالية، ويضم سجل أبو تريكة كذلك23 مرة عانق فيها الذهب مع فريقه الأهلى، بالإضافة إلى 18 لقبا وإنجازا على المستوى الشخصى، وبطولات عديدة مع المنتخب القومى لكرة القدم.
وظلت شخصية اللاعب الكبير كما هى لم تتغير، بل وفى أكثر من مناسبة رأيناه ينحاز إلى قضايا بلده ويعلن تعاطفه مع إسلامنا الجميل، والجميع يتذكر له عبارة "فداك يا رسول الله" التى كتبها بأحرف من نور على الفانلة التى كان يرتديها فى إحدى المباريات، وكشف عنها فور إحرازه أحد الأهداف حين كانت حملة المتعصبين فى أوروبا على أشدها ضد رسولنا الكريم.
وقبل ذلك كان له موقف آخر تعاطف فيه مع غزة التى تعرضت للعدوان الصهيونى، وأخيرا رأيناه يعلن رفضه للانقلاب الذى يحكمنا حين رفض مصافحة وزير الرياضة وتسلم ميدالية الفور منه، وفضّل أن يذهب إلى الجماهير الأهلاوية التى استقبلته بحفاوة.
وبالإضافة إلى كل ذلك نجده "إنسان خلوق" يعنى صاحب خلق عال وبسيط بعيدا عن الغرور، يحب دينه وبلده والناس أجمعين، إنه لاعب جدير بكل حب، ولذلك لم يكن غريبا أن يتمتع بشعبية جارفة بين المصريين جميعا، فحبه لا يقتصر على الأهلاوية فقط.