هل بلغت ثقة المنتفعين بالانقلاب ومؤيديه من الباطن فى أيديولوجياتهم وعملائهم فى المنطقة مبلغًا جعلهم يغضون الطرف عن ثقل مصر التاريخى، ودورها المحورى القائم على روابط وثيقة، تستند إلى هويتها وقوميتها العربية والإسلامية والإفريقية، وإلى جغرافية المكان، وروابط الجوار واللغة والأصل الواحد والتاريخ المشترك والعادات والتقاليد المتشابهة بين شعبها والشعوب الأفرو عرب إسلامية، مما يجعل الحسم لصالحها فى قضاياها المصيرية على كافة الأصعدة العربية والإفريقية والإسلامية لصعوبة الاستغناء عن دور مصر التاريخى، رغم قوة الوجود الأمريكى الإسرائيلى وتأثيره، وإن لم يحدث هذا اليوم فسيحدث غدًا؟
كيف يثق أوباما بخبراء قد بلغوا من العمر مبلغًا كبيرًا، وانفصلوا عن الواقع المصرى منذ زمن بعيد، يتعاملون معه كما يتعاملون مع غيره كإسرائيل وإيران وباقى أصحاب المصالح فى المنطقة؟ هل خدعوه أم هو من خدع نفسه، وأقحمها فيما يفوق قدرات بلاده؟
هل انقلبت اللعبة إلى خطب جلل خرج عن سيطرته حين أصبح الحل الوحيد هو أن تعود الشرعية، ويقدم قادة الانقلاب رقابهم إلى حبل المشنقة، وهو ما يرفضونه طبعًا؟
هل فشل مشروع الفوضى الخلاقة الصهيوأمريكى فى مصر حينما بان للعالم أن القوى الإسلامية منظمةٌ إلى حد بعيد، وأن الفوضى لن تطال مصر أبدًا؟ هل سيستطيع أوباما وبلاده الوقوف فى وجه الرأى العام العالمى الذى لن يطول سكوته، والذى -حتمًا- سينتهى بتحرك دولى للحفاظ على المصالح الاستراتيجية والاقتصادية لدول العالم التى تتعرض للخطر فى ظل الاضطرابات الحاصلة فى مصر والانفلات الأمنى فى مؤسساتها الأمنية، أم أن أمريكا أصابها الغرور وجنون العظمة حتى ظنت أنها قادرةٌ على إخضاع دول العالم مجتمعةً؟ وهل أعدت أمريكا لليوم الذى تقوم فيه دول العالم بانقلاب دولى ضد الممارسات الأمريكية المستفزة والمخالفة لكل المواثيق الدولية؟
هل ستحمى إسرائيل أمريكا أم ستغرق وتغرقها معها؟ هل اللعب فى مصر، مهد الحضارات، ومهبط الرسالات، وقبلة الرسل، والعبث بثوابت ومقدسات ودماء شعبها أمرٌ غير محفوف بالمخاطر، أم أن زلزالًا سيجتاح العالم وانهيارًا سيقوض بنيانه كرد فعل للمساس بمقدسات شعب حافظ على مقدساته كخط أحمر، لم تستطعْ قوةٌ -على مر التاريخ- أن تتجاوزه؟
هل أخبر أوباما مستشاروه الذين أصبحوا يتفاخرون -علنًا- أنهم يتحكمون فى القرار الأمريكى فيما يتعلق بالشأن المصرى وكأنهم شركاء فى حكمها أن سيكولوجية المصريين -منذ فجر التاريخ- تجعلهم لا يتأهبون إلا عندما تستفز النوازل غضبهم، وتحيق بهم المحن والخطوب، وتشتد عليهم الضغوط، فيفعلون المستحيل، يسكتون طويلًا ثم ينفجرون -فجأةً- كالبركان، وينطلقون كالبرق؟ وليسألْ حليفته إسرائيل -إن كانت تصدقه القول- والتاريخ يشهد بذلك، هل ما تعلنه السياسة الأمريكية من عداء ظاهر للإسلام، يتمثل فى رفض الإسلام السياسى لمجرد مرجعيته الإسلامية، رغم أنه يطبق أساليب الحكم المدنى الديمقراطى فى الأنظمة الحديثة، والزج بمسيحيى مصر إلى نزاع طائفى- لا يعد عنصريةً دينيةً موجهةً للإسلام قد تقابل بعنصرية مضادة تجاه المسيحية، ربما تعجز أنظمة الحكم التى ستأتى فيما بعد أن تنزع فتيلها لترسخها فى ضمير ووجدان الشعب كرد فعل للعنصرية الصليبية الأمريكية، أم أن أوباما رتب فى حساباته أن بمقدوره تحريك ترسانته العسكرية إلى مصر فى حملة صليبية جديدة -كما فعلت أمريكا فى العراق- تذرعًا بحماية الأقليات المسيحية؟
متى يعرف أوباما أن حاجز الخوف من السلاح الأمريكى -الذى تستخدمه أجهزة القمع الانقلابية- قد انكسر فى رابعة والنهضة ورمسيس، وأصبح الموت بالنسبة للمصريين أمرًا عاديًا ومفروغًا منه؟ وإذا حرك ترسانته إلى مصر، فسنعود للسؤال من جديد: إلى متى ستصمد الترسانة العسكرية الأمريكية أمام أمة غاضبة أصبح الموت عاديًا بالنسبة لها حتى أصبحت النساء والأطفال يخرجون كل يوم لملاقاته والبحث عنه؟
هل يدرك أوباما أن من مصلحة المسيحيين فى مصر عدم المساس بالثوابت المتأصلة للدين الإسلامى مثلما حافظ الإسلام على أركان ومقدسات المسيحية فى مصر، وأنه لولا تعاليم الإسلام التى تحض على التسامح الدينى، لما بقيت المسيحية فى مصر إلى يومنا هذا حتى أصبح المسيحيون هم من يمدون يد العدوان على مقدسات الإسلام، ويقتلون المسلمين استقواء بنظام غير شرعى يعجز عن حماية وجوده، ويثبت كل يوم فشله وغباءه، ومآله إلى زوال آجلًا أم عاجلًا، فيصبحون وجهًا لوجه مع الشعب الذى استحلوا دم أبنائه؟
هل فكر أوباما كيف ستتعامل أمريكا مع الدولة المصرية عندما تعود الشرعية رغمًا عنه؟ هل يظن أن القتل وتدنيس وحرق المساجد والمنابر وجثث القتلى أمرٌ يجوز التسامح فيه أو التفاوض عليه؟ متى تحسن أمريكا اختيار عملائها؟ نعم، أن الغباء شرطٌ جوهرىٌ للسيطرة على العميل، لكن لا ينبغى أن يصل الغباء إلى هذا الحد الذى يوقع بها ويضر بمصالحها، ويفقدها توازنها، وينهى تمامًا عصر قرصنة عملاء أمريكا فى مصر؟
هل يعلم أوباما أنه عندما استمع إلى خزعبلات وخرافات وأساطير اليهود الذين خوفوه من الخلافة الإسلامية قد وضع -بغبائه- أول لبنات هذه الخلافة، حين فجر كل هذا الغضب فى مصر، فمرسى لم يعد مجرد رئيس بل أصبح خليفة للمسلمين حقًا، هل يعلم أوباما أن الانقلاب عند المصريين كالعاهرة عند طالبى المتعة، يتقربون إليها، ويتغنون بحسنها، لكن من يريد الزواج منهم يبحث عن امرأة شريفة ربما أقل جمالًا، هكذا تذهب أصوات مؤيدى الانقلاب إلى الإسلاميين -رمز الشرف عندهم- وإن كانوا يتناوبون -من قبل- على الانقلاب للاستفادة منه، والتمتع بما يقدمه استرضاء لهم، والدليل على ذلك تكرار ذلك فى خمسة استحقاقات انتخابية سابقة، وأخيرًا هل سيفهم أوباما وأغبياء العالم ما أقوله، أم سينتظرون أن يروا بأعينهم كل كلامى يتحقق؟ ساعتها، هل يفهمون؟ أشك فى ذلك.
_______________________
رئيس محكمة المنصورة وعضو المكتب التنفيذى لحركة قضاة من أجل مصر
إلى متى ستظل المؤسسة العسكرية صامدةً فى وجه الغضب الشعبى المتنامى فى مصر؟ وإلى متى سيظل الاقتصاد المصرى يكابد آلامه بمسكنات وقتية يحتاج منها كل يوم عن اليوم الذى يسبقه إلى زيادة الجرعة حتى يأتى الوقت الذى لن تجدى فيه المسكنات معه أبدًا؟
هل بلغت ثقة المنتفعين بالانقلاب ومؤيديه من الباطن فى أيديولوجياتهم وعملائهم فى المنطقة مبلغًا جعلهم يغضون الطرف عن ثقل مصر التاريخى، ودورها المحورى القائم على روابط وثيقة، تستند إلى هويتها وقوميتها العربية والإسلامية والإفريقية، وإلى جغرافية المكان، وروابط الجوار واللغة والأصل الواحد والتاريخ المشترك والعادات والتقاليد المتشابهة بين شعبها والشعوب الأفرو عرب إسلامية، مما يجعل الحسم لصالحها فى قضاياها المصيرية على كافة الأصعدة العربية والإفريقية والإسلامية لصعوبة الاستغناء عن دور مصر التاريخى، رغم قوة الوجود الأمريكى الإسرائيلى وتأثيره، وإن لم يحدث هذا اليوم فسيحدث غدًا؟
كيف يثق أوباما بخبراء قد بلغوا من العمر مبلغًا كبيرًا، وانفصلوا عن الواقع المصرى منذ زمن بعيد، يتعاملون معه كما يتعاملون مع غيره كإسرائيل وإيران وباقى أصحاب المصالح فى المنطقة؟ هل خدعوه أم هو من خدع نفسه، وأقحمها فيما يفوق قدرات بلاده؟
هل انقلبت اللعبة إلى خطب جلل خرج عن سيطرته حين أصبح الحل الوحيد هو أن تعود الشرعية، ويقدم قادة الانقلاب رقابهم إلى حبل المشنقة، وهو ما يرفضونه طبعًا؟
هل فشل مشروع الفوضى الخلاقة الصهيوأمريكى فى مصر حينما بان للعالم أن القوى الإسلامية منظمةٌ إلى حد بعيد، وأن الفوضى لن تطال مصر أبدًا؟ هل سيستطيع أوباما وبلاده الوقوف فى وجه الرأى العام العالمى الذى لن يطول سكوته، والذى -حتمًا- سينتهى بتحرك دولى للحفاظ على المصالح الاستراتيجية والاقتصادية لدول العالم التى تتعرض للخطر فى ظل الاضطرابات الحاصلة فى مصر والانفلات الأمنى فى مؤسساتها الأمنية، أم أن أمريكا أصابها الغرور وجنون العظمة حتى ظنت أنها قادرةٌ على إخضاع دول العالم مجتمعةً؟ وهل أعدت أمريكا لليوم الذى تقوم فيه دول العالم بانقلاب دولى ضد الممارسات الأمريكية المستفزة والمخالفة لكل المواثيق الدولية؟
هل ستحمى إسرائيل أمريكا أم ستغرق وتغرقها معها؟ هل اللعب فى مصر، مهد الحضارات، ومهبط الرسالات، وقبلة الرسل، والعبث بثوابت ومقدسات ودماء شعبها أمرٌ غير محفوف بالمخاطر، أم أن زلزالًا سيجتاح العالم وانهيارًا سيقوض بنيانه كرد فعل للمساس بمقدسات شعب حافظ على مقدساته كخط أحمر، لم تستطعْ قوةٌ -على مر التاريخ- أن تتجاوزه؟
هل أخبر أوباما مستشاروه الذين أصبحوا يتفاخرون -علنًا- أنهم يتحكمون فى القرار الأمريكى فيما يتعلق بالشأن المصرى وكأنهم شركاء فى حكمها أن سيكولوجية المصريين -منذ فجر التاريخ- تجعلهم لا يتأهبون إلا عندما تستفز النوازل غضبهم، وتحيق بهم المحن والخطوب، وتشتد عليهم الضغوط، فيفعلون المستحيل، يسكتون طويلًا ثم ينفجرون -فجأةً- كالبركان، وينطلقون كالبرق؟ وليسألْ حليفته إسرائيل -إن كانت تصدقه القول- والتاريخ يشهد بذلك، هل ما تعلنه السياسة الأمريكية من عداء ظاهر للإسلام، يتمثل فى رفض الإسلام السياسى لمجرد مرجعيته الإسلامية، رغم أنه يطبق أساليب الحكم المدنى الديمقراطى فى الأنظمة الحديثة، والزج بمسيحيى مصر إلى نزاع طائفى- لا يعد عنصريةً دينيةً موجهةً للإسلام قد تقابل بعنصرية مضادة تجاه المسيحية، ربما تعجز أنظمة الحكم التى ستأتى فيما بعد أن تنزع فتيلها لترسخها فى ضمير ووجدان الشعب كرد فعل للعنصرية الصليبية الأمريكية، أم أن أوباما رتب فى حساباته أن بمقدوره تحريك ترسانته العسكرية إلى مصر فى حملة صليبية جديدة -كما فعلت أمريكا فى العراق- تذرعًا بحماية الأقليات المسيحية؟
متى يعرف أوباما أن حاجز الخوف من السلاح الأمريكى -الذى تستخدمه أجهزة القمع الانقلابية- قد انكسر فى رابعة والنهضة ورمسيس، وأصبح الموت بالنسبة للمصريين أمرًا عاديًا ومفروغًا منه؟ وإذا حرك ترسانته إلى مصر، فسنعود للسؤال من جديد: إلى متى ستصمد الترسانة العسكرية الأمريكية أمام أمة غاضبة أصبح الموت عاديًا بالنسبة لها حتى أصبحت النساء والأطفال يخرجون كل يوم لملاقاته والبحث عنه؟
هل يدرك أوباما أن من مصلحة المسيحيين فى مصر عدم المساس بالثوابت المتأصلة للدين الإسلامى مثلما حافظ الإسلام على أركان ومقدسات المسيحية فى مصر، وأنه لولا تعاليم الإسلام التى تحض على التسامح الدينى، لما بقيت المسيحية فى مصر إلى يومنا هذا حتى أصبح المسيحيون هم من يمدون يد العدوان على مقدسات الإسلام، ويقتلون المسلمين استقواء بنظام غير شرعى يعجز عن حماية وجوده، ويثبت كل يوم فشله وغباءه، ومآله إلى زوال آجلًا أم عاجلًا، فيصبحون وجهًا لوجه مع الشعب الذى استحلوا دم أبنائه؟
هل فكر أوباما كيف ستتعامل أمريكا مع الدولة المصرية عندما تعود الشرعية رغمًا عنه؟ هل يظن أن القتل وتدنيس وحرق المساجد والمنابر وجثث القتلى أمرٌ يجوز التسامح فيه أو التفاوض عليه؟ متى تحسن أمريكا اختيار عملائها؟ نعم، أن الغباء شرطٌ جوهرىٌ للسيطرة على العميل، لكن لا ينبغى أن يصل الغباء إلى هذا الحد الذى يوقع بها ويضر بمصالحها، ويفقدها توازنها، وينهى تمامًا عصر قرصنة عملاء أمريكا فى مصر؟
هل يعلم أوباما أنه عندما استمع إلى خزعبلات وخرافات وأساطير اليهود الذين خوفوه من الخلافة الإسلامية قد وضع -بغبائه- أول لبنات هذه الخلافة، حين فجر كل هذا الغضب فى مصر، فمرسى لم يعد مجرد رئيس بل أصبح خليفة للمسلمين حقًا، هل يعلم أوباما أن الانقلاب عند المصريين كالعاهرة عند طالبى المتعة، يتقربون إليها، ويتغنون بحسنها، لكن من يريد الزواج منهم يبحث عن امرأة شريفة ربما أقل جمالًا، هكذا تذهب أصوات مؤيدى الانقلاب إلى الإسلاميين -رمز الشرف عندهم- وإن كانوا يتناوبون -من قبل- على الانقلاب للاستفادة منه، والتمتع بما يقدمه استرضاء لهم، والدليل على ذلك تكرار ذلك فى خمسة استحقاقات انتخابية سابقة، وأخيرًا هل سيفهم أوباما وأغبياء العالم ما أقوله، أم سينتظرون أن يروا بأعينهم كل كلامى يتحقق؟ ساعتها، هل يفهمون؟ أشك فى ذلك.
_______________________
رئيس محكمة المنصورة وعضو المكتب التنفيذى لحركة قضاة من أجل مصر