قبل ان تخرج علينا الصحف بالتفاصيل سابقة الذكر، تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي يوم الثلاثاء 17/12 شريطا مصورا ــ بوسع أي أحد ان يشاهده على «اليوتيوب» ــ
رغم ان الحادث واحد والجريمة مزدوجة، إلا أن وسائل الإعلام لم تركز إلا على الشق المتعلق بقتل السائق،
من جانبي حاولت ان أتحرى الأمر فاتصلت بمن أعرف في المنصورة، وأتيح لي أن أتحدث إلى بعض أساتذة جامعة المنصورة وآخرين ممن شاركوا في المسيرة.
هذه هي الرواية الثانية التي تستند إلى الشريط المصور المتاح على اليوتيوب، والتي لم تشر صحف صباح أمس إلى شيء من وقائعها.
اننا بصدد جريمتين لا جريمة واحدة. فقتل السائق جريمة لا ريب، في حين أن اقتحام الجمع بالتاكسي ودهس السيدة التي لا يعرف مصيرها جريمة أيضا.
إن الأمر كله لم يكن له طابع سياسي، ولكنه تهور وانفعال من جانب السائق المشكوك في هويته قوبل بتهور وانفعال من جانب المتظاهرين،
إن المشهد على بعضه يسلط الضوء على إحدى الظواهر الاجتماعية المؤرقة التي برزت في مصر خلال السنوات الثلاث الأخيرة، التي تتعلق بمفهوم العدالة وقيمة القانون التي اهتزت في تلك الفترة، بحيث أصبح كثيرون غير واثقين من عناية السلطة بها.
لقد ذكرت اننا بإزاء جريمتين وليس جريمة واحدة كما أوحت بذلك الصحف التي صدرت أمس، وسلطت الضوء على طرف واحد دون آخر.