الملياردير نجيب ساويرس الذى لعب دورا فى الانقلاب على الرئيس مرسى، هدد بأنه سوف ينزل –يقصد بميليشياته- لمواجهة الحراك الثورى فى الشارع إذا عجزت قوات الجيش والشرطة عن قمعها، واستخدم كلمة "العنف" لمواجهة المظاهرات المستمرة فى الشارع.
السؤال الأول هو: أليس تهديد ساويرس بالعنف يعد تحريضا على الاقتتال الداخلى والحرب الأهلية ويبعث برسالة طائفية تعمق الفتنة والفوضى؟ لماذا إذا لا يحقق معه النائب العام بتهمة التحريض على العنف؟! أم أن عنف ساويرس والداخلية والجيش مسموح به ورد المظلومين على العنف الموجه لهم هو فقط ما يسمونه عنفا؟!
السؤال الثانى: لماذا هذا التصريح الآن؟ وتوقيته الذى يواكب قرب احتفالات المسيحيين بعيد الميلاد وشهر يناير وذكرى تفجير كنيسة القديسين، وتزامن هذا مع إعلان الشرطة حملة أمنية لحماية الكنائس رغم أنها آمنة لم يتعرض لها أحد والاستفتاء على دستور الانقلاب؟! وهل نتوقع فيلما هابطا جديدا عن استهداف الكنائس بعد تصريحات ساويرس؟ أم أن الهدف استجداء التصويت بنعم على دستورهم خشية العنف القادم؟!
السؤال الثالث: ما معنى خروج ساويرس ليقول هذا الكلام بهذه الحدة ويهدد بالعنف والنزول للشارع لمواجهة مظاهرات الإسلاميين؟ ألا يظهر هذا حجم الارتباك والانزعاج واليأس والإحباط الشديد الذى وصل له رءوس الانقلاب من النتائج التى تحققها الثورة على اﻷرض كل يوم؟
السؤال الرابع: هل تصريحات ساويرس -الذى يتميز بالأسلوب الهادئ– عن استخدام العنف مقصودة وليست عفوية؟ بمعنى أنه يقصد استفزاز الثوار السلميين كى تتحول الثورة إلى (اللاسلمية) وتفقد جزءا كبيرا من قوتها السلمية ضد الانقلاب والذى يكسبها كل يوم أرضا جديدة؟ هل الهدف هو إشعال حرب أهلية بحيث يكون استخدام مزيد من العنف والعنف المضاد فى الشارع، مبررا أمام العالم لمزيد من قهر الثورة بالسلاح كما فعل بشار الأسد فى سوريا؟
السؤال الخامس: هل لجوء بعض شباب الثوار مؤخرا لأسلوب الرد على العنف الشرطى والبلطجى بحرق بعض سيارات الشرطة (سبع سيارات حتى الآن فى جمعتين) أزعج سلطة الانقلاب وبات يشكل خطرا كبيرا على صمود قوات الانقلاب فى الشارع لأنه يقربنا أكثر من أساليب ثورة 25 يناير وانكسار الشرطة، لذلك بدا الانفعال واضحا فى أداء ساويرس؟!
السؤال السادس: هل استهدف ساويرس من وراء استخدامه هذه اللغة العنيفة بالتهديد بالنزول إلى الشارع لمواجهة الثوار وتحويل الشوارع إلى عنف ودماء، إخافة المصريين وتقديم سيناريوهات مقلقة للرأى العام بهدف جعل المصريين يعارضون هذه المظاهرات ويمتنعون عن التعاطف معها بعدما زاد مؤخرا، خشية أن يصل الأمر لعنف مجتمعى وصراع فى الشارع؟ أى أن سيناريو التصعيد من ساويرس مقصود للتسبب فى حالة رعب بين المصريين للضغط على المتظاهرين لوقف التظاهر، وتبرير العنف ضد المتظاهرين من قبل البلطجية الذين يسميهم الإعلام الحكومى "الأهالى الشرفاء"، وتبرير تنفيذ خطة التفويض لمواجهة الإرهاب المزعوم؟!.
السؤال السابع: هل قصد ساويرس بمن سينزلون لمواجهة المظاهرات، والذين قال إنهم (القوى الليبرالية) ميليشيات (بلاك بلوك) التى أثيرت حولها شبهات أن تكون تابعة لجهات كنسية أو استخباراتية؟ وهل ظهور بلاك بلوك –بعد غياب ولأول مرة منذ انقلاب 3 يوليو– فى البحيرة أول أمس الجمعة وضربهم المتظاهرين هو مقدمة لهذا العنف الذى يقصده ساويرس؟ وأليس هذا تصعيدا من الانقلاب يدفع مصر لاقتتال أهلى وهم الذين كانوا يزعمون أنهم انقلبوا على مرسى لأن مصر كانت على وشك أن تتحول إلى الاقتتال الأهلى؟!.
السؤال الثامن: هل جاء تصريح ساويرس ليستبق تنازلات يجرى الحديث عنها منذ فترة من جانب قيادة الانقلاب بعدما ظهر أن الجيش والشرطة أنهكوا تماما وأصبحوا عاجزين عن وقف الحراك الثورى وهو بهذا يحاول طمأنتهم بأننا سننزل للشارع لدعمكم فلا تتراجعوا.. والكلام طبعا للجيش وللشرطة؟!
السؤال التاسع: هل تنجح استراتيجية ساويرس الانقلاب بالتهديد بمزيد من العنف؟ والجواب الوحيد الذى أقدمه هنا مؤكد وهو: لا.. لن تنجح مخططاتهم.. فلو استخدموا العنف سيكون فى صالح الثورة الشعبية المتصاعدة لأنه يثبت نواياهم وعدم شعبيتهم، ولو كانت مجرد "هلفطات إعلامية" من ساويرس، ضمن سلسلة التهديدات التى يطلقها مؤيدو الانقلاب فهى لن تمنع أيضا الزخم الثورى من التمدد.