مال إليهم فأحب حياتهم ونظامهم وذاب في ماديتهم ووثق في وعدهم أو خاف منهم ورهبهم وارتجف من ذكرهم وقتله وعيدهم
قد يفعل ذلك انبهارا بهم أو خوفا منهم
قد يفعل ذلك ادعاء نصرة الدين أو لسلامة الدنيا
قد يفعل ذلك لأنه يظن أنهم الأفضل ..أو أنه يدارهم لأنه في دارهم !
سيان الأمر فإنه يؤدي إلى ذلك المنهي عنه.. يؤدي إلى أن يظنهم أعلى وهم الأسفلين أو يتوهمهم أكبر والله أعلى وأجل
من كان ذلك حاله مع المنحرفين عن شرع الله تعالى خوفا من بأسهم أو طمعا فيما عندهم
يغلب عليه سوء الظن بالله تعالى وكأنه يردد مقولة المنافقين : ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا..فيسلك سلوك النفاق الذي تسلل
فيبدأ معه بنفاق الكذب – ربما على الله تعالى –
ونفاق خلف الوعد لا سيما مع المؤمنين ..
ونفاق الفجور في الخصومة حين يرمي غيره بالبهتان..( ومن يكسب خطيئة أو إثما ثم يرمي به بريئا فقد احتمل بهتانا وإثما مبينا) النساء 112
ونفاق تضييع الأمانة..فإن من رضي أن يسند الأمر إلى غير أهله فقد ضيع الأمانة ويا لها من علامة من علامات الساعة!
تكتمل صورة النفاق العملي ليبدأ بعدها النفاق الاعتقادي ..
فيرى حال الأمة المسلمة وقد أحاط بها أعداءها إحاطة السوار بالمعصم فيفرح لعز الكفار ويسوؤه انتصار المسلمين
يفرح بعلو راية الفجور والعصيان ولا يزعجه علو شأن المجرمين والمفسدين
بينما يسوؤه انتصار المسلمين
ويبرر ويفسر ويجادل وينافح عن كل هذا الحال
قلب النظر حولك فيمن خذلتهم نفوسهم من دعاة انجرفوا للسياسة فتجد مصداق ما أقول
رضي بعضهم بالدنية من حطام الدنيا أو بالسلامة الشخصية دون إخوانه حتى قبل بالاصطفاف مع الزنادقة والملاحدة والظلمة والفجرة فلا يجد غضاضة
ويسوؤه في ذات الوقت نصح ناصح أو زفرة متضرر أو إساءة من مظلوم
يتجرأ ها هنا على إخوانه ..ويسكت على أذى الفجار
فهو لا يملك هذا الترف في الاعتراض على أسياده الجدد لأن بطشهم شديد أما إخوانه فهم في نهاية حالهم أرأف به من أولئك..إذ يتسلط عليه وقتئذ من لا يخاف الله فيه ولا يرحمه
إنه في تلك الحال التي يتسرب إليه فيها الانحراف والانجراف دون أن يدري حتى يصل بعضهم إلى حالة اللارجعة حين يجد نفسه متورطا في معاص ومخالفات عقدية ربما كان يحذر منها ذات يوم..فيكمل متضررا ما بدأ فيكون ذلك هلاك جديد ..لا يعفيه منه الندم ..إلا أن يتبرأ من سابق عهده ويعود
هنا يكون بحق يحمل نفسا مثقلة بالانحراف ..يحمل نفسية يهودي أو نصراني
عن حذيفة قال: ليتق أحدكم ان يكون يهوديا أو نصرانيا وهو لا يشعر وتلا {ومن يتولهم منكم فإنه منهم}.المائدة