شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

أيها الإخوان ـ منة رجب

أيها الإخوان ـ منة رجب
  علمنا أناسًا مرُّوا بحياتنا، فعاملناهم كما نعامل إخوتنا لأن الله غايتنا، فما كان منهم إلا أن ظلمونا، فما علينا...
 
علمنا أناسًا مرُّوا بحياتنا، فعاملناهم كما نعامل إخوتنا لأن الله غايتنا، فما كان منهم إلا أن ظلمونا، فما علينا حينها إلا أنا كنا ندعو لهم بالهداية، فكان مصيرنا أن يسبونا ويدعوا الناس أن يسبونا معهم، يودون أن يقولون كما قال قوم لوط: (أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ).
 
لا لم نصمت، ولم نيأس، فكان إسعاد الناس لنا مطلب، وهدى الإسلام لنا مذهب، وخيول الحق تطير بنا فى أرض الله فلا نتعب، فكنا نقول بذلك: عذرًا ربنا لا نملك إلا الدعاء والدعوة إليك بالتى هى أحسن؛ فقاموا بطعننا وفوضوا من أجل حرقنا، ووصل بهم الأمر إلى الالتفاف علينا كالكلاب المسعورة على فريستها التى لم تخرج من جحرها إلا من أجلهم، فينهشون وينهشون، فأتذكر للحظة ما كان يفعله الرسول -صلى الله عليه وسلم- إزاء ما يقابله من تكذيب، وتعذيب وخلافه ممن منع مساجد الله أن يُذكر فيها اسمه وسعى فى خرابها، ومهما قيل لهم: لا تفسدوا فى الأرض، يقولون: إنما نحن مصلحون، ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون، فى قلوبهم مرضٌ فزادهم الله مرضًا.
 
إخوتى، أخواتى..
 
لقد بلغ الظلم مداه، ونحن أصحاب قضية لا ترهبها سنوات اعتقال، أو يحيدها عن مبدأها اعتقال وتشريد وظلم وعدوان، فإنما هى دعوتنا، فلا يظنن أحدٌ أنها تموت بضربةِ، خابت ظنونه فهى شر الظنونِ، سنعيش معتصمين بحبل عقيدتنا، وسنموت مبتسمين ليحيا ديننا.
 
وحين ينتصر الحق البيّن ونتذكر تلك الليالى القاسية المليئة بالدماء والأشلاء والشجن والبكاء والتضرع لرب البرية الذى خرجنا لأجله، ونتذكر من طعنونا من ظهورنا، ومن تركنا فى نصف الطريق، قائلًا: سأعتزل الفتنة، وأعتزلكم وما تدعون، وحين يأتى اليوم الذى نتذكر فيه كل هذا سنجد من يعتذر لنا، ويقول: إنا كنا خاطئين؛ وأثق أننا سنقول حينها: لا تثريب عليكم اليوم، ليغفر الله لكم، ويعلم الله ما فى القلوب فهو من سيعطينا حقنا الذى دهس عليه الفاسقون بأقدامهم، أما حين يأتى من قتل وشرَّد فيقول: قد كنَّا خاطئين، سنقول: لا، العين بالعين والسن بالسن والبادى أظلم، فإن لكم فى القصاص حياة يا أولو الألباب، فيقولون: من خُلق النبى العفو، فعلينا حينها أن نعلمهم دينهم الذى جهلوا منه ما يريدون وطبقوا جهلا ما يبغون من أجل ترسيخ ظلمهم.
 
أيها الإخوان، تعلمون أكثر من غيركم أن الظلم مدته ساعة، والحق باقٍ إلى قيام الساعة، وتعلمون أن التاريخ أقسم ألا أن يعيد نفسه حتى يتعلم الجاهلون ويثبت الصادقون، وتعلمون أنهم قد أفلسوا لعدم استطاعتهم لجركم إلى العنف ويتخبطون بقراراتهم فى حربهم على تلك العقيدة التى تغيظهم، لا يعلمون أن تلك العقيدة قد جرت فى العروق قبل ترسخها فى العقول، يظنون بحربهم تلك أن تحيدون عن الطريق، فلن تحيدوا ولست بحاجة بتلك الكمات إلا أن أذكر نفسى أولًا بأننا ننتظر من هذا كله إحدى الحسنين إما النصر وإما الشهادة.
 
أعلم أنى الآن تاجرة دين فى نظر الجاهلين، وكاذبة فى نظر المنافقين، وأدعو للفتنة فى نظر البلطجية، وإرهابية فى نظر الحكومة والقضاء الشامخ، ويجوز قتلى وحرقى كالساحرات فى نظر المواطنين الشرفاء.
 
فليقولوا ما يقولون، وليحدث ما يحدث، ولتفتخروا أيها الإخوان أنكم إخوان، وأقولها معكم إن سمحتم لى أنى لو لم أكن إخوانية لوددت أن أكون إخوانية، فالإخوان شرفٌ لا أدعيه، فالحمد لله على نعمة الإخوان وكفى بها نعمة.


تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023