في قرار ليس بالمفاجئ ، خرج علينا المجلس العسكرى بالأمس ليعلن عن عدم ممانعته من ترشح السيسى "قائد الانقلاب "
لمنصب رئيس الجمهورية ، استجابة للجماهير التي تناديه بذلك وتلبية لنداء الوطن ، علي حد تعبيرهم .
السيسى مشيراً .. وغداً رئيساً !!!
واللافت في ردود الفعل هي مواقف الأحزاب "والتى تصف نفسها بالمدنية" من القرار لأنها سابقا وفي رؤيتها التي طرحتها علينا بعد ظهورها علي الساحة بعد ثورة يناير أكدت علي مدنية الدولة وأنه لابديل عن ذلك لتحقيق الديمقراطة .
فما الذي تغير الآن حتي يدفع الأحزاب المدنية لمباركة ترشح عسكري من جديد لرئاسة مصر ، والتى أصدر بعضها بيانات رسمية بذلك ، بل أن جزء كبير منها لن يدفع بأي مرشح لأنه يري أن شعبية المشير أكبر من أن يقابلها أي مرشح آخر.
ففي أكتوبر 2013 وفي تصريحات صحفية لها ، قالت أحزاب بجبهة الإنقاذ – التي كانت تضم مجموعة أحزاب معارضة للرئيس مرسي وهي الوفد والتجمع والمصريين الأحرار وغيرها من الأحزاب المدنية – أنهم لا يمانعون ترشح السيسى لمنصب رئيس الجمهورية وفى حالة قيامة باتخاذ قرار الترشح سيتم دعمه ، مؤكدين أن الإصرار على الدفع بمرشح للجبهة فى الانتخابات سيكون أمرا مرفوضا ، لضعف الفرصة فى تحقيق الفوز فى ظل الشعبية التى حظى بها الفريق أول عبد الفتاح السيسى.
وعلى الرغم من أن حمدين صباحى – ابن جبهة الإنقاذ ومن المؤسسين لها وأحد الشخصيات البارزة فيها – إلا أن أحزاب الجبهة والمصريين الأحرار والمصري الديمقراطي وقتها فقالت أنها تدرس الدفع بمرشح غير حمدين صباحي باسمهم .
من ينافس السيسى على الرئاسة ؟
في سبتمبر 2013 شدد حزب الوفد في تصريحات رسمية له وعبر موقع الحزب الالكتروني على ضرورة التمسك بوجود دستور جديد يسعى إلى تأسيس الدولة الديمقراطية المدنية على أساس سليم يحمى ثوابت الحقوق والحريات التى ينادى بها.
واليوم أكد طارق سباق – عضوالهيئة العليا لحزب الوفد – في تصريحات صحفية له أن :"ترقية عبدالفتاح السيسى من رتبة الفريق لرتبة المشير تأخرت كثيرا ، وكان يجب أن ينالها بعد 30 يونيو مباشرة ، مضيفا أن المشير السيسى بعد تفويض المجلس العسكرى له بالترشح للرئاسة ، أنه سيمتثل لإرادة الشعب المصري وسيترشح للانتخابات القادمة ، لأن مصرفى احتياج لشخصية توافقية مثله!
وفي يوليو 2011 دعا حزب المصريين الأحرار لتشكيل ائتلاف وطني من الأحزاب والقوى السياسية التي تنادي بمدنية الدولة لتوحيد الصف حول القواعد الحاكمة للدستور علي أن يتم إعلان أسماء الأحزاب والقوى السياسية التي انضمت إليها ، مؤكدة أن المطلب الأول لثورة يناير هو "الدولة المدنية".
واليوم قال شهاب وجيه المتحدث الرسمي باسم حزب المصريين الأحرار ، أنه بخصوص دعم المصريين الأحرار للمشير عبد الفتاح السيسي كمرشح رئاسى أكد لـ " الدستور" أن القرار سوف تتخذه الهيئة العليا لحزب المصريين الأحرار ، مشيرا إلى أنه سيكون فى صالح دعم السيسي.
وقالت القيادية بحزب المصريين الأحرار "مارجريت عازر" فى تصريحات سابقة إنه ليس ذنب السيسى أنه بطل شعبى و«اللى عايز ينافسه الباب مفتوح ومافيش حد هيمنعه».
وفي أكتوبر2011 قال محمد أبو الغار – رئيس حزب المصري الديمقراطي الاجتماعي – بخصوص تحالف بعض الأحزاب ومنها حزبه أن هذه الأحزاب لديها توجهات اقتصادية مختلفة ونقطة اتفاقها "الدولة المدنية" ، وتابع .. برنامجنا توافقي ينادي بالدولة المدنية الحديثة ودعامته الأساسية العدالة الاجتماعية.
فيما قال الدكتور عاطف عدلى – أمين الإعلام التنفيذي للحزب المصري الديمقراطي الإجتماعي – اليوم أن : ترشيح المشير عبد الفتاح السيسي للانتخابات الرئاسية بهذه الفترة جاء فى وقت مناسب جدا ، لافتا إلى أن الظروف الحالية التى تمر بها البلاد لا تسمح برئيس مدني
وقال السفير محمد العرابى – رئيس حزب المؤتمر – إن الحزب لديه عدد كبير من المقترحات والأفكار التى من الممكن أن تدعم البرامج الخاصة بمرشحى الرئاسة ، مشيراً إلى أن الحزب أعلن دعمه وتأييده للمشير عبد الفتاح السيسى ، فى حال قرر خوض الانتخابات الرئاسية المقبلة.
أما حزب مصر القوية والذي قال رئيسه " عبد المنعم أبو الفتوح " أن :"ترشح السيسى لرئاسة الجمهورية تعدٍ على مفهوم الدولة المدنية ، ويضع المؤسسة العسكرية فى مواجهة كل مرشح منافس".
حيث اعتبر الحزب – فى بيان له على حسابه الرسمى بـ "تويتر" اليوم الثلاثاء أن : انعقاد المجلس الأعلى العسكرى لتباحث ترشح وزير الدفاع لرئاسة الجمهورية وإصدار بيان بأنه يستجيب لإرادة الشعب انتكاسة حقيقية للديمقراطية".
وأضاف الحزب أنه حذر أكثر من مرة من تدخل المؤسسة العسكرية فى السياسة ، مضيفًا " نؤكد على حق الترشح لكل مدنى يستوفى الشروط فى ظل بيئة سياسية تسمح بالمنافسة الشريفة ، ولكن دون أن يصبح الترشح هو مواجهة لمؤسسات الدولة بقيادة عسكرية للمشهد"
مشيرا إلي أن ما تشهده مصر الآن : عبث سياسى لن يقيم دولة ولن ينهض بوطن ، موضحًا أن النهضة والدولة المدنية لن يقوما على أنقاض هدم وظلم وغياب المحاسبة.
وقال حزب الوسط – الذي اعتقل رؤسائه بعد الانقلاب – علي لسان عصام حجاج عضو الهيئة العليا للحزب – عبر صفحته علي الفيسبوك – تعليقا علي ترشيح المشير السيسي : "مبارك يُفوّض المجلس العسكري لإدارة شؤون البلاد ، والمجلس العسكري يُفوّض السيسي للترشح لرئاسة الجمهورية .. ثورة ومن أول السطر .. الثورة مستمرة".
ساويرس يعود بعد ترشيح السيسي
قال رجل الأعمال ناصف ساويرس – مؤسس شركة أوراسكوم للإنشاء والصناعة – فى تصريحات اليوم من نيويورك : "سنبدأ فى خطوات تنفيذية لإدراج قطاع الإنشاءات بشركة أوراسكوم للإنشاء والصناعة فى البورصة المصرية بعد استجابة المشير عبد الفتاح السيسى للرغبة الشعبية العارمة فى ترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية ، وبعد وضوح الرؤية السياسية وإقرار الدستوروالتقدم فى تنفيذ خارطة الطريق".
كما أكد ذلك الفريق عبد العزيز سيف الدين – رئيس الهيئة العربية للتصنيع – أن : "الشعب يريد المشير السيسى والأهالي فى مختلف مناطق الجمهورية تقول له "انزل انتخابات الرئاسة" ، حيث أن الشعب يبحث عن البطل الشعبى ، ووجدت تلك المواصفات فى هذا الرجل.
الكنيسة : نشفق علي السيسي من المتاعب
ورحبت الكنائس المصرية الثلاث الإنجيلية والكاثوليكية والأرثوذكسية بتفويض المجلس الأعلى للقوات المسلحة بإعلان ترشح المشير عبد الفتاح السيسى لرئاسة الجمهورية وأعلنت تأييدها لاختياره رئيسًا لمصر.
حيث قال الأنبا بسنتى – أسقف حلوان والمعصرة وعضو المجمع المقدس – أقول للمشير السيسى : "مبروك علينا قيادتك ورئاستك للجمهورية ، ومبروك عليك ثقة وحب الله القدوس ، وحب شعب مصر الغالى لك".
ومن جانبه قال الدكتور القس أندرية زكى – نائب رئيس الكنيسة الإنجيلية ومدير الهيئة الإنجيلية – أن :"ترشح المشير عبد الفتاح السيسى للرئاسة يلبى مطلبًا جماهيريًا".
وقد أعلن البابا تواضروس الثانى – بابا الاسكندرية وبطريك الكرازة المرقصية – تأييده لترشيح السيسى للرئاسة قائلا أن :"مصر تحتاج السيسى فى هذه المرحلة ، وإن كنت أشفق عليه من المتاعب ".
كما أبدت قوى سياسية أخرى استعدادها للمشاركة فى وضع البرنامج الانتخابى لـ "السيسى" حال طلبه ذلك.
