بعد إعلان حمدين صباحى مؤسس التيار الشعبى ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة التى لم يحدد موعدها بعد …يبدو فى الأفق التباين الكبير بين مواقفه السابقة والحالية بين تصريحاته تارة عن تأييده الكامل والغير مشروط لقائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي وقت ترشحه وبعد ذلك نقده لتفويض الجيش لترشح السيسي ثم إعلان ترشحه شخصيا وسط تواجد بعض مؤسسي حركة تمرد .
صباحى وشفيق
بعد حصول حمدين صباحى على المركز الثالث فى انتخابات رئاسة الجمهورية 2012 وإعلان النتيجة بالإعادة بين الدكتور محمد مرسي والفريق أحمد شفيق برز دور حمدين صباحى فى توجيه منتخبيه للتصويت للفريق شفيق رغم إعلانه أنه على الحياد وقت انتخابات الإعادة بين مرسي وشفيق والتى حاز فيها على التصويت الثالث فى جولتها الأولى ووقوفه الغير معلن إلى جانب الفريق شفيق.
وطاف حمدين صباحى فى ذلك الوقت القنوات الفضائية وبرامج التوك شو ليعلن موقفه المحلل لأن المرشحان متساويان وتارة بدعم الفريق شفيق وأنه يكن له كل المودة والاحترام ..وشوهد الكثير من أنصاره بالفعل يوم انتخابات الإعادة وهم يدلون بأصواتهم لشفيق .
حمدين وانقلاب يوليو
ويأتى دور صباحى أيضا فى مشهد الانقلاب ليعلن قبلها بأيام قليلة أنه يدعم النزول فى 30 -6 وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة …ولما تم الانقلاب على الرئيس مرسي كان هو أول المهللين والداعمين للانقلاب ومشيدًا بما وصفه "الثورة العظيمة" .
واصفا فى ذلك الوقت معتصمى رابعة العدوية والنهضة بالإرهاب وأنه يجب فض اعتصامهم وإنهاءه حتى تعود البلد لحياتها الطبيعية، على حد وصفه .
صباحى ودعم دستور الانقلاب وانتخابات الرئاسة
وأتى دور صباحى المعروف فى ذلك الوقت أيضا بدعمه لقائد الانقلاب السيسى فى بداية الأمر بقوله أن السيسي لو ترشح للانتخابات لن أترشح مطلقا فى لقاء تلفزيونى على قناة النهار مرجعا ذلك إلى أنه " أصبح بطلاً شعبياً بحكم موقعه على رأس المؤسسة العسكرية التي انحازت للشعب، على حد وصفه، ولو قرر خوض الانتخابات الرئاسية سيكون الأوفر فرصًا في هذه اللحظة وسيختاره الشعب، فهذه حقائق لا يختلف عليها أحد، لكن هناك حقيقة يجب أن يعلمها الجميع إن الرجل المؤتمن ده قال بالفم المليان إنه لا يريد الترشح لانتخابات الرئاسة ولما البعض عمل حملات لصالحه وجدنا الموقع الرسمي للقوات المسلحة يؤكد رفض السيسي للكلام ده".
ويتضح بعد ذلك تناقض كلام صباحى بعد قرابة شهرين بسؤاله عن احتمال ترشح السيسي للانتخابات الرئاسية، رأى صباحي أنه «الأفضل أن يظل في موقعه كقائد للجيش»، مؤكدًا، في الوقت نفسه، أنه سيحترم اختيار القوى السياسية للسيسي إذا أرادوا خوضه سباق الرئاسة.
وأوضح: «سأحترم مطالب الشعب المصري بأي ترشيحات أخرى وليس اسم الفريق السيسي فقط»، كما جدد استعداده لخوض الانتخابات الرئاسية، بقوله: «جاهز لأداء هذا الدور».
صباحى ودستور الانقلاب
ويستمر صباحى فى هذا المسلسل الذى يلعبه بدعم الاستفتاء على دستور الانقلاب واعتقاده أن التصويت على الدستور الجديد بمثابة "تجديد الثقة" في خارطة المستقبل، التي توافق عليها المصريون ، داعيًا المصريين إلى المشاركة والتصويت بـ"نعم"، للانتقال إلى الاستحقاقات التالية من المرحلة الانتقالية".
وحينما أصدر المجلس العسكرى بيانا يفوض فيه قائد الانقلاب السيسي بالترشح لانتخابات الرئاسة لعب دور البطل مؤكدا أنه يرفض تفويض الجيش للسيسي وأنه لا بد أن يقف على الحياد.
صباحى وتمرد
وبع دمعرفة حقيقة تمرد وأنها جزء من خطة للمخابرات كما هو معروف هل انضمام بعض مؤسسيها لحملة حمدين صباحى وظهور تلك المواقف ..هل هى خطة جديدة تلعبها تمرد من أجل ديكور وشكل متفق عليه بين حمدين صباحى والسيسي حتى لايجد قائد الانقلاب نفسه وحده فى قائمة المرشحين ؟ وإعلان توفيق عكاشة أمس أن تمرد "كذبة" كبيرة ووجه إليهم توبيخا وكلاما لاذعا من تصديق أنفسهم .
واستمرارا لمسلسل الرئاسة أعلن حمدين صباحى مساء السبت الماضى ترشحه للرئاسة بشكل شخصى وسط تواجد لبعض مؤسسى حركة تمرد "قال صباحي: " أعلن بشكل شخصي وليس مصادرة لحق أحد من الشركاء في القرار، أني بعد الاطلاع على رأي الأغلبية أنني سأرشح نفسي للرئاسة".
وفى النهاية يأتى التساؤل ..هل يلعب صباحى دور "المحلل" ؟!
