في الوقت الذى إستقالت فيه حكومة "الببلاوى"، لتثبت فشلها فى التصدى للأزمات التى مر بها المواطنيين خلال الستة أشهر الماضية ، وما نتج عنها من اعتصامات و اضرابات واحتجاجات فئوية بالعديد من مؤسسات الدولة ، والذى أدى إلى تعطيل الأعمال بالإضافة إلى الخسائر المالية، فما زال الغلاء وزيادة الأسعار هماً كبيراً على كل الأسر البسيطة محدودة الدخل ، فالأسعار فى تزايد مستمر و العمال يطالبون بتطبيق الحد الأدنى والأقصى للأجور و الاضرابات تتزايد والجميع يشكو من غلاء الأسعار وضيق الحالة المعيشية .
" اللى أحنا فيه ده بلاء مش غلاء ، مفيش رحمة بالفقراء ولا محدودى الدخل ، الغلاء شمل كل شىء بدءاً من السلع الغذائية والتموينية والملابس والأدوية وحتى الموصلات العامة ، والأسعار فى زيادة والمرتبات لا تكفى لمنتصف الشهر " بهذه الكلمات بدأت " أستاذة سعاد " التى تعمل إدارية بمدرسة إبتدائية ، حديثها لــ " شبكة رصد " ، موضحة أن سبب الغلاء الذى يقع على عاتق المواطن البسيط سببه تقصير الحكومات المتتابعة وانعدام الضمير واستغلال المواطنين البسطاء .
أما محمد معوض ، تاجر خضروات وفواكه ، كان له رأى أخر ، قائلاً : " الحكومة ملهاش دعوة ، العيب فى الناس ، السولار والنقل له دور ، سيارة نقل البضائع كانت بخمسمائه جنيه أصبح الأن بسعر ألف جنية بسبب أزمة البنزين والسولار ، فهذا يرجع للجشع وانعدام الضمير " مؤكداً ان الدور ليس على الحكومة وحدها ويجب على الشعب مساندة الحكومة .
" كل حاجة فى البلد غالية إلا كرامة الإنسان هى اللى رخصت " هذا ما قاله محمد عبد المولى ، يعمل سائق ، مؤكداً أن الغلاء على السائقين وعلى الزبون ، قائلاً " كنت أشترى صفيحة البنزين بسعر 18 جنيه تباع الان ب25 جنيه بالتالى أنا مضطر أن أرفع الأجرة ، واذا عاد السعر كما كان الأجرة هترجع لسعرها " .
وفى السياق ذاته ، قال حمدي عبد العظيم الخبير الاقتصادى فى تصريحات صحفية ، أن " حكومة الببلاوي خيبت آمال المصريين وفشلت في تحقيق طموحاتهم وعجزت عن حل العديد من مشاكلهم، وفشلت في حل الإضرابات العمالية و الاعتصامات و مشاكل الخدمات وقطاع الكهرباء والمرور والنظافة والوقود".
وأضاف"هناك تخبط في أداء الحكومة من حيث تطبيق الحدين الأدنى والأقصى للأجور حيث تطبق على فئات دون أخرى " .
وذكر" أن الحكومة كانت أمامها فرصة ستة أشهر للتصدي للمشاكل السابقة، لكن في فترتها زاد العجز في الموازنة وزادت الديون وزيادة في الأعباء الخارجية والاعتماد على المعونات من دول الخليج وتفاقم أسعار العملات الأجنبية وغلاء الأسعار ، ولم يكن هناك تحرك من الحكومة يجعل المواطنين يشعرون بأن هذه الحكومة تقوم بإجراءات ثورية يمكن أن تحقق مطالب الشعب بعد الثورة " .
الجدير بالذكر أن عدد من سائقى سرفيس الخطوط الداخلية بمدينة المنصورة ، قاموا بإضراب أمام مبنى ديوان عام محافظة الدقهلية ، أمس ، مطالبين بتخفيض المخالفات وزيادة الأجرة من 50 قرشا إلى جنيه،كما طالبوا بتحسين معاملة الضباط لهم.
يأتى هذا بالتزامن مع استمرار الاعتصامات والاضرابات أبرزها اضراب الأطباء والصيادلة ، إلى جانب القطاعات العمالية أبرزها هيئة النقل العام وعمال النظافة وهيئة البريد ، وأصحاب المصانع وأصحاب المعاشات ، مطالبين بتطبيق قرار زيادة الحد الأدنى للأجور ، والتى جاءت إستقالة حكومة الببلاوى بعد تصاعد هذه المظاهرات والاضرابات العمالية المتتالية.