كشف إعلان مجلة "فوربس" الأمريكية قائمتها السنوية لأغنى أغنياء العالم في عام 2014 عن تناقض كبير بين معيشة الأغنياء والفقراء في مصر حيث يزداد الأغنياء غنى، ويزداد الفقراء فقرا.
وكشفت القائمة عن أن مصر احتلت صدارة القائمة من حيث عدد المليارديرات عربيا بـ 8 أسماء، اقتصرت على عائلات ساويرس ومنصور والفايد، بإجمالي ثروات تقدر بـ 22.3 مليار دولار، في حين جاءت السعودية في المرتبة الثانية من حيث عدد المليارديرات بـ7 رجال أعمال بإجمالي ثروات تقدر بـ 50 مليار دولار.
وكشفت القائمة أيضا عن سبعة من المصريين الثمانية يتوزعون على عائلتين: الأولى عائلة ساويرس القبطية بأربعة أسماء، وعائلة منصور بثلاثة أسماء.
وإجمالا يمتلك المصريون الثمانية نحو 22.3 مليار دولار، وهو ما يمثل نسبة 64.67% من إجمالي عجز الموازنة العامة المصرية البالغ 240 مليار جنيه مصري (34.481 مليار دولار) المتوقعة في عام 2014، طبقا لتصريحات أشرف العربي وزير التخطيط والتعاون الدولي، والمقاربة للعجز نفسه المسجل في العام المالي 2012-2013 بقيمة 240.44 مليار جنيه مصري.
جريدة "الشروق" الصادرة الأربعاء عقدت مقارنة ذكرت فيها أنه بعد ثلاث سنوت منذ الثورة المصرية في 25 يناير 2011، والتدهور الاقتصادي المتواصل في مصر، زادت ثروات المصريين في قائمة فوربس بنحو المليار ونصف المليار دولار، إذ ارتفعت من 20.8 مليار دولار في عام 2011، إلى 22.3 مليار دولار في عام 2014، وبنحو 4 مليارات دولار مقارنة بالعام الماضي.
وكان رجال الأعمال الثمانية ضمن قائمة فوربس في عام 2011 بثروة تقدر بنحو 20.8 مليار دولار في حين خرج سميح ساويرس منها في عام 2013، وبلغ إجمالي الثروة وقتها (عام 2012) نحو 18.5 مليار دولار، مما يعني أن قائمة ثروات المصريين في قائمة فوربس، بحسب الشروق، نمت بنحو 1,5 مليار دولار منذ ثورة 25 يناير 2011، وبنحو أربعة مليارت دولار مقارنة بالعام الماضي فقط.
وكانت حكومة الرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسي تمكنت من عقد اتفاق في العام الماضي مع نجيب ساويرس يقوم بمقتضاه بسداد سبعة مليارات جنيه (نحو مليار دولار) قيمة متأخرات ضريبية مستحقة على شركاته للدولة، مقابل توفيق أوضاعها، وعدم ملاحقته قضائيا، حيث قرر ساعتها العودة إلى البلاد، وأرسل مرسي مندوبا عن الرئاسة لاستقباله بمطار القاهرة.
لكن ساويرس تراجع عن الاتفاق بعد الانقلاب العسكري، وعرض مبلغا زهيدا لا يتفق مع حجم متأخراته الضريبية، دون أن تحرك سلطات الانقلاب ساكنا مع إخلافه بالاتفاق.
وفي الوقت نفسه تضاربت الأقوال حول وضع كل من أنسي وناصف ساويرس على قائمة "الممنوعين من السفر" بمصر حاليا.
وبرغم ذلك، ما زالت عائلة ساويرس أغنى عائلة في مصر وأفريقيا، وفقا لقائمة فوربس التي ضمت 1426 مليارديرا.
تصدر رجل الأعمال ناصف ساويرس، قائمة رجال الأعمال المصريين الأغنى في العالم، بثروة تقدر بنحو 6.7 مليار دولار تعادل 46.9 مليار جنيه مصري. وقد حل بهذا في المرتبة الأولى مصريًا والثالثة عربيا والـ250 عالميًا متراجعًا عن المركز الـ 182 عالميًا الذي سجله العام الماضي.
ويدير نصيف شركة (أوراسكوم للصناعات الإنشائية)، وهي أعلى الشركات المساهمة العامة القيمة في مصر.
وحل محمد منصور في المركز الثاني بقائمة المصريين بثروة بلغت 3,1 مليار دولار مرتفعًا من المركز 670 في قائمة عام 2013 إلى 520 في قائمة عام 2014.
ويعمل محمد منصور وأخواه ياسين ويوسف على توسيع أعمالهم بصورة سريعة خارج مصر، من خلال شركتهم القابضة (مجموعة منصور)، إذ إن نحو %60 من إيرادات الشركة تأتي حالياً من دول أخرى.
وبالرغم من انخفاض مبيعات وكالة (جنرال موتورز) التابعة للمجموعة في أعقاب اندلاع الثورة في مصر، إلا أنها عادت للصعود مجدداً. أما وكالاتها الخاصة بـ(كاتر بيلر) في روسيا وأفريقيا والعراق فتواصل تحقيق إيرادات قوية. ومن العلامات التجارية التي تمتلكها المجموعة في مصر: (فيليب موريس) و(ماكدونالدز).
ثم جاء فى المركز الثالث نجيب ساويرس بثروة سجلت 2.8 مليار دولار. وتعد الاتصالات مصدر ثروته.
وقد أسس حزب المصريين الأحرار في أعقاب الثورة المصرية، واعتبر نفسه خصما لدودا لجماعة الإخوان المسلمين؛ ولم يتوقف لحظة عن التحريض عليها، حتى طوال عهد مرسي، برغم أنه أشاد بدور الجماعة في إنجاح الثورة المصرية.
ويأتي في المركز الرابع أنسي ساويرس بـ 2.4 مليار دولار. وقامت الحكومة المصرية بتأميم أول شركة إنشاءات له في العام 1971، لكن ذلك لم يثنه عن إعادة بناء ما أصبح يُعرف اليوم بشركة (أوراسكوم للصناعات الإنشائية)، إذ تولى ابنه ناصف زمام الأمور منذ عام 1995.
وفي المركز الخامس حل يوسف منصور الذى قدرت ثروته بنحو 2.3 مليار دولار. وهو يشترك في ملكية (مجموعة منصور) مع أخويه محمد وياسين، لكنه لا يظهر كثيراً في وسائل الإعلام.
وكان مسؤولاً عن بناء أضخم سلسلة تجزئة في مصر (مترو). وتواصل مجموعته تحقيق مبيعات قوية بفضل وكالات (كاتربيلر) التابعة لها في: روسيا وأفريقيا والعراق. وكذلك ارتفعت مبيعاتها من سيارات (جنرال موتورز)، ويعود الفضل في ذلك جزئياً إلى سوق العراق، إذ يمتلك الأخوة منصور وكالات هناك أيضاً.
وفي المركز السادس حل الملياردير المصري المقيم في لندن، محمد الفايد، وتقدر ثروته بـ1.9 مليار دولار. ويعتبر الفايد مالك فندق (ريتز) الشهير في باريس، لكنه قام بإغلاقه في آب/ أغسطس 2012 ليبدأ بعدها أضخم عملية تجديد منذ تأسيس الفندق عام 1898.
وفي عام 2010 تخلى الفايد عن متجر (هارودز) إلى شركة (قطر القابضة) مقابل 2.4 مليار دولار. ويمتلك الفايد نادي (فولهام) لكرة القدم وقصراً في سكوتلندا، كما أنه يستأجر مساحة أرضية في (ساحة روكفلر) في نيويورك.
وحل سابعا: ياسين منصور بثروة بلغت 1.8 مليار دولار، وهو الأصغر بين الإخوة منصور الثلاثة، وقد تم تبرئتة في مصر من التهم الموجهة إليه بسرقة أراضٍ للدولة لصالح (بالم هيلز للتعمير)، وهي إحدى أكبر شركات التطوير العقاري بمصر.
فيما احتل المركز الثامن سميح ساويرس بحجم ثروة بلغت 1.3 مليار دولار.