شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

السياحة في ظل الانقلاب ..هل من منقذ ؟!

السياحة في ظل الانقلاب ..هل من منقذ ؟!
    مصر جنة من الآثار المصرية القديمة المبهرة بضخامتها وجمالها. حضارة نابعة من آلاف...

 

 

مصر جنة من الآثار المصرية القديمة المبهرة بضخامتها وجمالها. حضارة نابعة من آلاف السنين والحقبات التاريخية الغنية، وطبيعة خلابة تمزج ما بين الصحارى والجبال الشامخة والشواطئ الرملية المذهلة الحاضنة لبحور ذي مياه فيروزية منعشة تعيد الشباب.

وتعتبر السياحة من أهم مصادر الدخل القومي بها، وتتأثر بتأثر المحيط الداخلي لمصر فبين حين وآخر تزدهر أو يقل ازدهارها وانتعاشها، إلا أن الانقلاب العسكري منذ حطت رحاله على مصر والسياحة تكاد متوقفة، وكثير من الدول منعت السفر إلى مصر لعد توفر الأمان فيها وبالتالي انعدام سلامة السياح بها.

 

السياحة والاستقرار

 

تنتعش السياحة وتزدهر طالما اقترن الاستقرار بها، فلا سياحة دون استقرار، ولا استقرار دون سياحة.

ففي الاستقرار كانت تعد مصر من أبرز الدول السياحية في العالم حيث بلغ عدد السياح الزائرين لمصر أكثر من 10.5 مليون سائح في 2013، واحتلت المركز رقم 22 من حيث عدد السياح وترتيب 32 من حيث الدخل.

 

وتمثل السياحة في مصر 49.2% من صادرات الخدمات، و20 % من النقد الأجنبي كما تحقق 11.30% بصورة مباشرة وغير مباشرة من الناتج المحلي، و2% من إجمالي الاستثمارات المنفذة، و7.8 % من إجمالي الاستثمار في قطاع الخدمات، و25 % من إجمالي حصيلة الضرائب على الخدمات.

 

أما العمالة في الصناعات السياحية فيقدّر عدد المشتغلين بالصناعات السياحية بصورة مباشرة في 2011 بنحو 1.7 مليون فرد، في حين أن العدد المقابل للوظائف المكافئة للعمل الدائم يزيد عن 2 مليون فرد، مما يعنى اشتغال العاملين بالصناعات السياحية بصورة مباشرة، وغير مباشرة ليصل عدد العاملين إلى ما يقرب من 3.9 مليون فرد.

 

بينما يُشكّل العاملون بأجر نحو 1.2 مليون فرد، بنسبة 71.6%، مقابل حوالي 475 ألف فرد يعملون لحسابهم الخاص، بنسبة 28.4%.

 

تاريخ أسود .. تفجيرات السياحة

 

شهدت مصر في الآونة الأخيرة بعض التفجيرات التي راح على إثرها بعض السياح مما أدى إلى انخفضا معدل الزائرين خصوصًا في شبه جزيرة سيناء والبحر الأحمر بالإضافة إلى الحملات الأمنية التي تشهدها المنطقة هناك من قبل الجيش المصري مما يؤثر بالسلب على ذلك المجال الحيوي.

 

وفيما يلي عرض للحوادث التي شهدتها مصر أثرت على السياحة منذ تسعينيات القرن الماضي:

 

ففي 4 فبراير 1990، تعرضت حافلة ركاب صهيونية بشارع الهرم في محافظة الجيزة، لهجوم أسفر عن مقتل تسعة صهاينة وإصابة 16 آخرين.

 

وفي 17 نوفمبر، هاجم 6 مسلحين ملثمين برشاشات وأسلحة بيضاء، الدير البحري بالأقصر جنوبي مصر، ما أسفر عن مقتل 62 شخص منهم 4 مصريين و58 سائح.

 

بينما في 7 أكتوبر 2004، شهدت مدينة طابا بالقرب من الحدود المصرية مع فلسطين المحتلة تفجيرًا استهدف فندق (هيلتون طابا)، حيث أسفر عن مقتل 34 شخص معظمهم من صهاينة، وإصابة 171 آخرين.

 

وفي 7 أكتوبر، شهد منتجع رأس الشيطان القريب من نويبع في جنوب سيناء، انفجارًا أسفر عن مقتل 9 منهم 2 مصريين، وإصابة 40 آخرين.

 

وفي 7 إبريل 2005، فجر مجهول عبوة ناسفة بالقرب من مسجد الحسين وخان الخليلي بوسط القاهرة، ما أسفر عن مقتل 3 سياح أجانب، وجرح 11 مصريا و7 سائحين آخرين.

 

بينما في 30 إبريل 2005، ألقي مجهول قنبلة من أعلى جسر 6 أكتوبر على بعد 300 متر بين فندق هيلتون رمسيس والمتحف المصري بوسط القاهرة، أسفر الحادث عن قتل الانتحاري، وجرح سبعة من المارة، ثلاثة مصريين وأربعة من السياح الأجانب.

 

وفي 30 إبريل 2005، فتح 2 من النساء النار على حافلة سياحية في حي السيدة عائشة، بالقرب من القلعة، ما أسفر عن مقتل أحدهن بعد أن طاشت إحدى الرصاصات لتستقر في جسدها، ويصاب ثلاثة من المارة بجروح.

 

وفي 23 يوليو 2005، شهدت مدينة شرم الشيخ بشبه جزيرة سيناء انفجارين كبيرين، أحدهما بالسوق التجاري والثاني بفندق (غزالة)، أسفرا عن مقتل 88 شخص، وإصابة أكثر من 150 آخرين.

 

وشهد يوم 24 إبريل 2006، 3 تفجيرات وقعت في مدينة دهب بشبه جزيرة سيناء، ما أسفر عن مقتل 23، معظمهم من المصريين، وأصيب 80 آخرين بجروح.

 

بينما في سبتمبر 2008، تم اختطاف مجموعة من 11 سائحا أوروبيا و8 مصريين خلال رحلات سفاري، واقتيدوا جميعا إلى السودان، قبل أن يطلق سراحهم جميعا دون أن يمسهم أحد بسوء.

 

وفي 22 فبراير 2009، وقع تفجير في منطقة الحسين بوسط القاهرة، ما أسفر عن مقتل سائحة فرنسية وإصابة 17 شخصا آخرين من جنسيات مختلفة.

 

واختتم الأمر في 16 فبراير 2014، انفجرت حافلة سياحية علي الجانب المصري لمعبر طابا الحدودي مع فلسطين المحتلة ما أسفر عن مقتل 4 (3 سائحين كوريين جنوبيين ومصري)، وإصابة 16 آخرين (بينهم 13 سائح كوري جنوبي).

 

سياحة ما بعد الانقلاب 

 

فقدت السياحة المصرية بريقها في السنوات الأخيرة، وخاصة بعد انقلاب 3 يوليو الماضي وحلت مصر، في المركزي الـ 22 بين الدول الأكثر جذبًا للسياحة، وبينما كانت الخطط الاقتصادية تستهدف الوصول بالإيرادات السياحة إلى 15 مليار دولار و20 مليار دولار سنويًا، باتت الخسائر والفرص الضائعة هي الواقع المؤلم، حيث يؤكد الخبراء أن الخسائر بلغت 30 مليار دولار خلال 3 سنوات.

 

وأشار مسئولون ومستثمرون في قطاع السياحة أن نسب الإشغالات باتت ضعيفة للغاية، حيث تصل في الوقت الطبيعي من العام نحو 25% في أكثر الأماكن جذبًا، وفي الإجازات وخلال هذه الفترة (إجازة منتصف العام) فإن الإشغالات ارتفعت في بعض الأماكن مثل الأقصر وأسوان لتصل إلى 45%.

 

وقال محمد عثمان، نائب رئيس الغرفة السياحية بالأقصر في تصريحات صحفية: "إن السياحة في الأقصر تمر بمرحلة انهيار غير مسبوق لها منذ ثورة يناير2011، لافتا إلى أن أعلى نسبة إشغالات وصلت إليها الفنادق في عام 2010 وسجلت حوالي 50%."

 

وأضاف أن الكثير من دول الاتحاد الأوربي رفع الحظر عن الأقصر وأسوان خلال الفترة الماضية، وذلك لاستتباب الأمن هناك، مستدركًا أنه رغم هذا فإن تخوفات السياح الأجانب من المجيء إلى مصر، خاصة بعد التفجيرات التي شهدتها البلاد مؤخرًا أدى إلى ركود في القطاع.

 

وأشار إلى أنه من المقرر أن تهبط نسبة الإشغالات في الفنادق لـ 25% أو 20% بمجرد انتهاء أجازة منتصف العام وعودة المصرين لافتا أنه 20 أو 25% هي النسبة الحقيقية لإشغالات الفنادق بمدينتي الأقصر وأسوان.

 

من ناحيته قال عادل عبد الرازق، عضو الاتحاد العام للغرف السياحية، أن مصر خسرت أكثر من 30 مليار دولار خلال السنوات الثلاثة الماضية نتيجة تدهور الوضع السياحي.

 

وأضاف أن تردي الأوضاع في قطاع السياحة أثر على عدد كبير من الشباب الذي كان يعمل في هذا المجال، وهو ما زاد من نسبة البطالة.

 

 

ركود السياحة

 

يقاتل قطاع السياحة المصرية للتعافي كما وصفه وزير السياحة المصري بأنه "العام الأسوأ في التاريخ الحديث"، بعد أن أحجم ملايين السائحين عن زيارة المنتجعات المصرية، والمواقع التراثية نهاية عام 2013".

 

بينما دخل السياحة المصرية عام 2013 لم يتجاوز 3.6 مليار جنيه إسترليني مقارنة بـ 7.7 مليار إسترليني عام 2010 الذي كان قياسيا في أرباح السياحة، قبل الثورة التي أطاحت بمبارك، وأدت إلى ثلاث سنوات من عدم الاستقرار السياسي، حيث لم يمكث في فنادق مصر عام 2013 سوى 9.5 مليون سائح، مقابل 14.7 مليون سائح عام 2010.

 

ونقلت الجارديان في تقرير لها عن زعزوع قوله: " أنت تتحدث عن مدن أشباح، بعض من أشهر المدن السياحية المصرية حققت في سبتمبر الماضي أسوأ شهر لها، وفي بعض المناطق كانت نسبة الإشغال في الفنادق 0% مثل أبو سمبل، وأسوان في بعض الأيام، و1 % في الأقصر".

 

وتابع زعزوع: " هنا في البحر الأحمر كان الوضع أفضل قليلا، لكن لم تتجاوز نسبة الأشغال ما يتراوح بين 10-20 %. لقد كان الأمر سيئا للغاية عام 2013 الذي يعد الأسوأ في تاريخ مصر الحديث، والأسوأ خلال الأعوام التي تلت الذروة عام 2010".

 

نحن في بلد تمثل السياحة نحو 12.5 % من نسبة الموظفين، و11.3 % من الناتج المحلى الإجمالي، فإن تأثيرات الركود السياحي ذات آثار وحشية بالنسبة للعديد من المصريين. حتى أن الحكومة منحت مساعدات غذائية في الأقصر للعائلات التي يعتمد قوت يومها على رحلات إلى السائحين، ووصف الزيات ذلك الوضع قائلا: " كان يتعين عليهم الاختيار بين إطعام عائلاتهم أو إطعام أحصنتهم".

 

بينما انخفضت نسب الإشغالات بشرم الشيخ سجلت الأحد 48%، مقارنة بـ 55% الأسبوع الماضي، وذلك بعد تحذيرات السفر من قبل ألمانيا وإيطاليا وفرنسا، والمتزامنة مع إجلاء بعض الشركات لسائحيها على خلفية العملية الإرهابية التي استهدفت أتوبيس سياحي عند منفذ طابا بسيناء وراح ضحيتها 3 سياح كوريين بالإضافة للسائق المصري

 

نقطة رجوع

 

أكد مصدر أن نسب الإلغاءات في الحجوزات بالنسبة لشهري مارس وإبريل لشرم الشيخ بلغت نحو 20% حتى الآن، مشيرا إلى أن السائحين الإيطاليين والفرنسيين قد غادروا شرم الشيخ، بعد صدور تحذيرات من دولهم بحظر السفر إلى سيناء، فيما غادر السائحون الألمان المدينة أيضا بعد تحذير الخارجية الألمانية لمواطنيه بمغادرة مصر في الحال.

 

محاولات إنقاذ .. ولكن 

 

أصدر هشام زعزوع، وزير السياحة بحكومة الانقلاب، قرارًا وزاريًا بتخفيض قيمة التأمين المالي الذي تودعه شركات السياحية من 200 ألف جنيه مصري إلى 50 ألف جنيه، في حساب مصر في خاص بالوزارة، ويوجه عائده للمساهمة في خطة تنشيط السياحة.

 

وبحسب الجريدة الرسمية، التي نشرت القرار في عددها الصادر اليوم الأحد الماضي، تلتزم شركات السياحة بتوفيق أوضاعها خلال مدة 3 أشهر، وتعتبر الشركات المتخلفة عن توفيق أوضاعها، مفتقدة لأحد شروط الترخيص.

 

قال مجدي سليم وكيل وزاره السياحة ورئيس قطاع السياحة الداخلية، إن اتحاد المرشدين السياحيين العرب يقوم بزيارة إلى مدينه طابا حاليا، تهدف إلى إرسال رسالة طمأنينة للعالم من مختلف الجنسيات على الأوضاع الحالية بالمدينة، وبانها لاتزال مستقرة وعلى استعداد لاستقبال زياراتهم بعد الحادث الاخير الذي وقع هناك بعد الانفجار الذي وقع هناك، وأدى إلى مقتل 4 كوريين

 

وجرت اجتماعات بشرم الشيخ مع وفد سياحي روسي من أكبر شركات السياحة الروسية وممثلي الإعلام السياحي لبحث الأزمة وتوضيح الصورة لهم، مؤكدا إلى أن الوزارة على استعداد لاستقبال وفود أمنية من مختلف الدول للوقوف على الموقف الأمني بالمناطق السياحية بمصر للاطمئنان فيما يتعلق بالخطط الأمنية المتبعة لتأمين السائحين منذ لحظة وصولهم إلى مصر حتى مغادرتها

 

بينما حثت حكومة الانقلاب ألمانيا على تخفيف تحذيراتها من السفر إلى شبه جزيرة سيناء في أعقاب المخاوف الأمنية التي تلت تفجير الحافلة السياحية في طابا؛ مما دفع شركات السياحة إلى إعادة السائحين من منتجع شرم الشيخ إلى ساحل البحر الأحمر الأسبوع الماضي.

 

ومن جانبه، قال وزير السياحة بحكومة الانقلاب "هشام زعزوع" أثناء تواجده في برلين: إن الأزمة الأحدث التي نحن بها الآن هي تحذير السفر السلبي من جانب الحكومة الألمانية".

 

وأشار زعزوع إلى أن خطوة ألمانيا بالتشديد على مواطنيها بالابتعاد عن المنتجعات الشاطئية في شبه جزيرة سيناء دفع 11 بلدا أوروبيا آخر إلى أن يحذوا حذوها.

وأضاف: "بعضها – ولن أذكر أسماء – عندما سئلت عما إذا كانت لديها قضية محددة لمناقشتها معهم، قالوا لا لكننا نحذو حذو ألمانيا".

 

وتعتبر سياحة الألمان والروس – الأكثر زيارة لمصر – شهدت تراجعا في عائدات السياحة بنسبة 41% إلى 5.9 مليار دولار العام الماضي، بسبب سلسلة من الاضطرابات اجتاحت البلاد منذ اندلاع انتفاضات الربيع العربي في عام 2011.

 

وعلق "ديتر زويمبيل"-العضو المنتدب لرابع أكبر شركة سياحية في ألمانيا "لقد كان غريبا بعض الشيء أن نطلب من ضيوفنا بالخروج من مصر، ويقوم البريطانيين بإرسال ضيوفهم، ولكن عندما يتعلق الأمر بسلامة ضيوفنا نتبع نصيحة وزارة الخارجية".

 

هذا الأمر يجعلنا نطرح تساؤلات، منها: إلى متى تظل السياحة في ذلك التراجع في مصر بعد الانقلاب ؟!

وهل يستطيع نظام الانقلاب وحكومته إعادة السياحة إلى مصر بعد اختفاء الأمن والاستقرار منذ الانقلاب العسكري؟

 



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023