الجنرال الذهبي ، رجل رقص الصهاينة حينما علموا بنبأ استشهاده ، رجل أفقدهم صوابهم طوال عامين من حرب الاستنزاف بأقل الإمكانات المتاحة ، رجل عكف علي إعادة بناء الجيش من جديد أثناء فترة النكسة ، إلا أنه لم يسعفه الوقت لرؤية جنوده وهم يعبرون قناة السويس ليحرروا أرضهم التي وقف علي الجبهة وأستشهد من أجل الدفاع عنها.
إنه الفريق أول "محمد عبد المنعم محمد رياض عبد الله" ، صاحب لقب "حكيم العسكرية" والذي يمر اليوم 9 مارس الذكري الـ"45" علي استشهاده.
"رياض" قائد عسكري مصري, شغل منصب رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية. من مواليد 22 أكتوبر 1919 قرية سبرباى، مركز طنطا، محافظة الغربية، واستشهد في 9 مارس 1969
يعتبر واحدًا من أشهر العسكريين العرب في النصف الثاني من القرن العشرين؛ حيث شارك في الحرب العالمية الثانية ضد الألمان والإيطاليين بين عامي 1941 و 1942، وشارك في حرب فلسطين عام 1948، والعدوان الثلاثي عام 1956، وحرب 1967 وحرب الاستنزاف.
دراسته و تعليمه
بعد الثانوية العامة إلتحق بكلية الطب بناء على رغبة أسرته ،ولكنه بعد عامين من الدراسة فضل الإلتحاق بالكلية الحربية التى كان متعلقا بها ،انتهى من دراسته في عام 1938 م برتبة ملازم ثان ،ونال شهادة الماجستير في العلوم العسكرية عام 1944 وكان ترتيبه الأول ،وأتم دراسته كمعلم مدفعية مضادة للطائرات بإمتياز في إنجلترا عامى 1945 و 1946 . أجاد عدة لغات منها الإنجليزية والفرنسية والألمانية والروسية ،وإنتسب أيضا لكلية العلوم لدراسة الرياضة البحتة ،وانتسب وهو برتبة فريق إلى كلية التجارة لإيمانه بأن الإستراتيجية هى الاقتصاد
كثرة الحروب التي خاضها اكسبته الخبرة
كانت الحروب التى خاضها وسيلته للتجربة واكتساب الخبرة العملية التى جعلته واحداً من أشهر العسكريين العرب.
فها هو قد حارب الألمان والإيطاليين ضمن القوات المصرية التى أرسلتها إنجلترا للعلمين لمساعدة قواتها هناك عام 1941 .
وفى عام ١٩٤٨ ألتحق بإدارة العمليات والخطط فى القاهرة، ليكون همزة الوصل والتنسيق بينها وبين قيادة الميدان فى فلسطين، وليحصل على وسام «الجدارة الذهبى» لقدراته العسكرية التى ظهرت فى تلك الحرب.
ولعل هذا ما أهَّله لتولى العديد من المناصب فى الجيش المصرى، من بينها قيادة مدرسة المدفعية المضادة للطائرات عام ١٩٥١، وقيادة اللواء الأول المضاد للطائرات بالإسكندرية، وقيادة الدفاع المضاد للطائرات فى سلاح المدفعية، ثم رئيس أركان سلاح المدفعية، ورئيس أركان القيادة العربية الموحدة فى عام ١٩٦٤، وقائد عام الجبهة الأردنية فى حرب يونيو عام١٩٦٧
و رغم مرارة الهزيمة في هذه المرة و لكن نجح الشهيد في ان يثبت جدارته من جديد، حيث لمع اسمه عالميا وخاصة في اسرائيل باعتباره الضابط الذى كان يقود المدفعية واستطاع في منطقة "جبل المكبر" في الأردن ان يوجه المدفعية بحيث تعطي نيرانا أكثر تجاه إسرائيل.
دوره في بناء القوات المسلحة المصرية بعد النكسة
بعد النكسة استدعى الرئيس جمال عبد الناصر البطل عبد المنعم رياض و عينه رئيساً للأركان.
و كان من لأقوال البطل الشهيد "إذا وفرنا للمعركة القدرات القتالية المناسبة وأتحنا لها الوقت الكافي للإعداد والتجهيز وهيأنا لها الظروف المواتية فليس ثمة شك في النصر الذي وعدنا الله إياه"، "لن نستطيع ان نحفظ شرف هذا البلد بغير معركة .. عندما أقول شرف البلد، فلا اعني التجريد وإنما أعني شرف كل فرد .. شرف كل رجل وكل إمرأة"
و بدأ الاعداد لحرب الاستنزاف و العديد من العمليات العسكرية التى أسفرت عن تدمير 60% من تحصينات خط برليف الذى تحول من خط دفاعي الى مجرد انذار مبكر، وتدمير المدمرة الإسرائيلية إيلات في 21 أكتوبر 1967 وإسقاط بعض الطائرات الحربية الإسرائيلية خلال عامي 1967 و 1968.
و نجح الأسطورة في كسر أسطورة عسكرية فقد كان العسكريين في وقتها يؤمنون بأنه لا يمكن مواجهة دبابة إلا بدبابة ، فقد كان صاحب إضافة جديدة في حرب المدرعات منذ عام 1968 حيث كان يتم تدريب المشاه عليها في سرية شديدة ليصبح الجندي المصري في حرب اكتوبر مدمراً للدبابة و استشهد يوم الأحد ٩ مارس ١٩٦٩ متأثرًا بجراحه أثناء تفقده لإحدى المواقع بالجبهة.