بينما يستعد المتظاهرون إلى انتفاضة غدا تم الدعوة لها في ذكرى التعديلات الدستورية التي أجريت إبان حكم المجلس العسكري في 19 مارس 2011، تبدو مناسبة عيد تحرير طابا (آخر منطقة في سيناء تم تحريرها من الاحتلال الإسرائيلي)، والتي تصادف نفس اليوم، غائبة عن المشهد المصري.
وتحل غدا الأربعاء الذكرى الخامسة والعشرين لـ"عيد تحرير" طابا في 19 مارس 1989، حيث رفع العلم المصري على تلك المنطقة في هذا التاريخ بعد معركة دبلوماسية وقانونية خاضتها مصر منذ تحرير سيناء (بدون طابا) في 25 إبريل عام 1982، غير أن تلك المناسبة الوطنية التي اعتاد المصريون الاحتفال بها لم تجد الاهتمام الكافي في وسائل الإعلام المحلية لاسيما الصحف الصادرة اليوم الثلاثاء، والتي غابت عنها وركزت تغطيتها على تظاهرات الغد.
"الجيش يعلن إجهاض مخطط 19 مارس و جماعة الإخوان تعلن النفير لـ (19 مارس) وشباب التنظيم يقاطع".. " دعم الشرعية (المؤيد للرئيس محمد مرسي) يتوعد بمظاهرات (الشارع لنا) في 19 مارس".. تلك بعض من العناوين العريضة التي تصدرت ثلاث صحف مصرية خاصة واسعة الانتشار صباح اليوم، والتي تكشف عن اهتمام واسع بالتظاهرات التي دعا لها مناهضون للسلطة الحالية أبرزهم تحالف "دعم الشرعية"، ولم تتعرض على الإطلاق لمناسبة عيد تحرير "طابا".
ودعا مؤيدي مرسي لتظاهرات 19 مارس في ذكرى الاستفتاء على التعديلات الدستورية إبان فترة حكم المجلس العسكري، والذي تقول قوى شاركت في ثورة 25 يناير2011 إن هذا اليوم "شق الصف الثوري" بين مؤيد للتعديلات ومعارض لها.
ويشارك في تظاهرات غد عدة قوى سياسية وشبابية أبرزها تحالف "دعم الشرعية"، و"الاشتراكيين الثوريين" وحزب مصر القوية وحركة "تمرد 2"، والتي تضم المنشقين عن حركة تمرد الأساسية، التي دعت إلى تظاهرات 30 يونيو العام الماضي التي استند إليها الجيش بمشاركة قوى سياسية ودينية في الانقلاب على مرسي.
وفي الوقت الذي تستعد فيه الحركات "الشبابية" لتنظيم فعاليات لتذكر ما وصفوه بـ"أول انتكاسة لثورة 25 يناير 2011"، لم يبد المصريون استعدادا شعبيا أو رسميا للاحتفال بـ "الانتصار" الذي يوافق نفس اليوم، وهو تحرير آخر بقعة من الأرض المصرية في منطقة "طابا" بمحافظة جنوب سيناء.
وتواجه "طابا"، في الاحتفال بالذكرى الخامسة والعشرين لاستردادها من الاحتلال الصهيونى عبر التحكيم الدولي، تحديات كبيرة أبرزها "تحدي الإرهاب"، حيث شهدت في فبراير الماضي عملية إرهابية استهدفت حافلة تقل سائحين وأودت بحياة 4 أشخاص وإصابة 13، وهي الحادثة الأولى التي تستهدف سياح أجانب منذ ثلاث سنوات من الاضطرابات السياسية التي تعيشها مصر، عقب الإطاحة بنظام المخلوع حسني مبارك.
وجاءت هذا الحادثة لتعيد إلى الأذهان ذكرى حادثة أخرى شهدتها نفس المنطقة في أكتوبر من عام 2004 إبان حكم المخلوع، واستهدفت منتجعين سياحيين، وأودت بحياة ما لا يقل عن 34 شخصا وإصابة أكثر من 150 بجراح أغلبهم صهاينة.