ذكرت صحيفة فورين بوليسي الأمريكية مؤخرًا في تقرير لها، أن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) سوف يقوم باتخاذ قراراه تجاه قضية حجاب اللاعبات المسلمات في أنحاء العالم، إما بإلغاء الحظر المفروض على هؤلاء اللاعبات أو استمراره.
وأشارت أن الاتحاد الدولي سيتخد قرارًا في غضون أيام في هذا القرار الذي من شأنه أن يؤثر على حياة ومستقبل مئات الآلاف من النساء المسلمات الشابات اللاتي يمارسن اللعبة ومنضمات للاتحاد.
ولفتت الصحيفة أن الأزمة بدأت العام الماضي عندما منع فريق كرة القدم النسائية الإيراني من خوض مباراته في الجولة الثانية من التصفيات المؤهلة لاولمبياد لندن 2012 ضد الأردن لرفض اللاعبات خلع الحجاب قبل انطلاق المباراة.
وعوقبت إيران التي تصدرت مجموعتها في الجولة الأولى من التصفيات بدون هزيمة باعتبارها خاسرة في المباراة أمام الأردن 3-صفر مما تسبب في تبخر أحلامها في التأهل إلى الاولمبياد، وسيتم مراجعة القرار من قبل المجلس الدولي لكرة القدم والذي سيجتمع في إنجلترا يوم السبت المقبل.
وتقول الصحيفة إن هذا العقاب أثار جدلاً واسعًا حول العلاقة بين الحجاب والرياضة والسياسات الدولية، وبالرغم من ذلك تنوه الصحيفة أن رياح التغيير قد هبت على ما يبدو في الاتجاه الآخر؛ حيث قام بعض الناشطين والرياضيين وحلفائهم من المسلمين وغير المسلمين بالإجماع على تقديم اعتراض سيصل لاجتماع الاتحاد الدولي لكرة القدم في لندن في 3 مارس المقبل وتقديم اقتراح برفع الحظر عن الحجاب وإتاحة الفرصة لآلاف من النساء.
وأشارت الصحيفة أن هذا المنع أثار غضب الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد وقتها واعتبر أن هذا القرار غير إنساني وبالرغم من أن إيران من وجهة نظر البعض متطرفة إلا أن الرئيس احمدي نجاد اعتبر أعضاء الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" "طغاة ومتعسفون" لأن الحجاب أمر شخصي وللمرأة حرية ارتدائه وأن المشكلة لم تكن في إيران فهناك أيضًا ثلاث نساء أردنيات تم منعهن من اللعب في المباريات الدولية لعدم موافقتهم على خلع الحجاب.
وعلى عكس إيران فالأردن هي الأكثر تمثيلاً لأكثر من 50 دولة إسلامية فى جميع أنحاء العالم؛ حيث لا تفرض الحجاب على النساء وتعتبره مسألة شخصية وليس للحكومات أي تدخل فيها بحسب الصحيفة، ولذلك فإن قرار حظر ارتداء الحجاب للاعبات كرة القدم سيؤدي إلى حرمان ما يقرب من نصف النساء المسلمات فى جميع أنحاء العالم من فرصة لعب كرة القدم على المستوى العالمي.
حجاب رياضي
وبسبب الجدل الذي أثاره حظر ارتداء الحجاب دعى البعض لمبادرة للسماح للحجاب وواجهت العديد من الاعتراضات فى وقت سابق، ولوضع حل آخر كان هناك اقتراح بأن يتم تصميم حجاب رياضي خاص يغطي الشعر والرقبة ويمكن الخروج به لخارج الملعب ويكون أيضًا واقي من الإصابات وسيتم عرض تصميمات خاصة به في اجتماع لندن نهاية الأسبوع .
وفي نهاية التقرير أكدت الصحيفة أن قرار رفع الحظر لو صدر فإنه سيعمل على توسيع مشاركة المرأة فى الرياضة الأكثر شعبية فى العالم، وشددت الصحيفة أنه يجب السماح للنساء في أن تختار لأنفسهم لا أن تختار الفيفا لهم، مشيرة إلى الكرة الآن في ملعب الفيفا، كل ما عليها هو أن تمررها مرة أخرى والسماح للاعبات المسلمات باللعب.
اعتبارات ثقافية
وفى السياق ذاته انضمت الأمم المتحدة الأربعاء 29-2-2012 إلى الحملة الداعية لرفع الحظر عن الحجاب في كرة القدم وذلك قبل أربعة أيام من مراجعة المشرعين للقرار، وبعث ويلفريد ليمكه المستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لدعم الرياضة من أجل التطور والسلام برسالة إلى سيب بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) أعرب فيها عن الدعم لحقوق ارتداء اللاعبات غطاء رأس امن ينفصل عند جذبه.
وعبر ليمكه عن أمله في أن "يتم حل المسألة بطريقة تحمل قدرًا من الاحترام لقوانين اللعبة إلى جانب الاعتبارات الثقافية مع السماح لجميع السيدات بممارسة كرة القدم بدون تمييز."