"الجيش الحر يتحرك على الحدود، والقوات المسلحة: نار جهنم في انتظاره"، "الجيش المصري الحر يتسلم شحنة أسلحة وصواريخ من قطر"، "تركيا وقطر وإيران تدعم المسلحين وأغلبهم مصريون"، "مساعدو الظواهري يقودون التدريبات"، "خطة دولية لحرق مصر"، "صحيفة أميركية تنشر سيناريو المعركة بين الجيش المصري والجيش الحر برعاية تركية قطرية إيرانية". كانت عناوين صحف مصرية موالية للانقلاب، وهو ما عده خبرا فرقعة إعلامية جديدة يكمن ورائها أسباب خفية.
بينما رأى محللون سياسيون أن السبب وراء هذه الدعوة؛ الاحتشاد وراء قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي في انتخابات الرئاسة، وينشغل الشعب بـ "الخطر الموهوم" القادم من الخارج، وصرف المواطن عن هموم ومشكلات الداخل.
"إعلان الحرب"
فقد زعمت صحف وقنوات مملوكة لإعلام الانقلاب وجود "جيش مصري حر جرى تشكيله في ثلاثة معسكرات داخل ليبيا من نحو ألف عنصر بينهم 300 إخواني، دخلوا ليبيا بأوراق مزورة، وقالت إن تلك المجموعات في انتظار إشارة القيادي الإخواني محمود عزت لاقتحام الحدود الغربية بالتزامن مع اقتحام عناصر من حركة حماس الحدود مع غزة لتهريب القيادات الإخوانية بالسجون، واستهداف منشآت عسكرية وشخصيات على رأسها المشير عبد الفتاح السيسي المرشح الرئاسي، واللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية، واقتحام السجون المصرية والسيطرة على أجهزة الدولة، بدعم أجهزة مخابراتية أجنبية".
وذكر محللون إنه إذا صح ما قيل عن تشكل الجيش المصري الحر فهو بمثابة "إعداد لإعلان حرب على مصر، يتم على أبوابها، وتحت سمع وبصر مسئوليها، الأمر الذي لا يمكن السكوت عليه".
وقال الكاتب الصحفي فهمي هويدي إن التقرير الذي نشرته جريدة "الوطن" المصرية ووضعت عليه أسماء ثلاثة من الصحفيين، نشر في نفس اليوم بصحيفة "الرأي" الكويتية تحت العنوان نفسه، لكنها نسبته إلى وكالة أنباء "أونا" التابعة لإحدى المحطات التلفزيونية الخاصة، التي يملكها أحد رجال الأعمال المصريين الذي يحاول أداء دور سياسي، وله ارتباطات وثيقة مع بعض الشخصيات الأمنية النشطة في منطقة الخليج.
"سرديات إعلامية"
وأضاف الكاتب الصحفي أن المنابر الإعلامية التي تتناقل قصص وتفصيلات ما يسمى بالجيش المصري الحر تتراوح بين مصادر إعلامية سعودية، أو جهات سعودية التمويل (موقع إيلاف مثلا)، أو صحيفة تمولها دولة الإمارات العربية في لندن، أو مواقع تمولها الدول ذاتها في مصر.
ورأى محللون أن ما يسمى بـ "الجيش الحر" وادعاء مساندته من قبل القطريون والأميركيون والأتراك والإيرانيون والإسرائيليون، وأن منظميه يستعينون ببعض الخبرات من غزة، "صياغة واضح فيها أنها تخاطب السلطة في مصر، وتحاول إقناعها بأن كل المختلفين مع النظام القائم وخصومه يقفون وراء الجيش ومؤامرته، وهي سرديات إعلامية، لا تتجاهلها مصر ولكنها تراقبها وتتابعها".
"ليبيا.. ورقة إثارة"
بينما رأى نشطاء ليبيون أن ادعاءات الإعلام المصري بوجود جيش مصر حر يتدرب على أرض ليبيا ورقة إثارة يستخدمها النظام المصري الحالي مضيفا أن التهديد بالحرب على مصر لا ينبغي أن يكون موضوعا للإثارة أو محلا للعبث وتصفية الحساب.
وأضافوا أن صمت المتحدث العسكري المصري إزاء أمر خطير كهذا ومعلومات تبث عن قنوات المؤسسة الأمنية المصرية الأمر يرفع من مؤشرات الحيرة والبلبلة.
"الجيش الليبي .. ينفي"
من ناحية أخرى نفى الجيش الليبي دخول أي مسلحين من مصر إلى الأراضي الليبية، أو إقامة أية معسكرات لمجموعات عسكرية أجنبية داخل الحدود الشرقية؛ تسعى لإسقاط نظام الحكم الحالي في مصر.
وردا على تلك الاتهامات، قال علي الشيخي، الناطق الرسمي باسم الجيش الليبي، في تصريحات خاصة لمراسل الأناضول اليوم الخميس، "لا صحة لوجود معسكرات تحوي مسلحين مصريين على الأراضي الليبية".
