كانت أزمة نقص الغاز الطبيعي والتي أدت بدورها لانقطاع الكهرباء مفتاح اعلام الانقلاب لتأليب الرأي العام سابقا علي الرئيس محمد مرسي والاستمرار في إثارة غضبه وتهييجه وإفقاده الثقة في رئيسه وفي حكومته ،أما الآن وبعد الانقلاب وقد تجددت الأزمة بعد أشهر قليلة للانقلاب وزادت حدتها بمرور الوقت حتي عادت في بعض المناطق بالغة الصعوبة .
وبلغت الازمة حدتها حتي صرح رئيس شعبة الأسمنت منذ أيام أن خسائر المصانع بسب نقص امدادات الغاز الطبيعي بلغت مليار جنية أسبوعيا والمفاجأة أن ذلك تزامن مع استئناف الدولة تصديرها الغاز الطبيعي للاردن .
المصانع تخسر مليار جنيه أسبوعياً بسبب نقص الوقود
صرح مدحت إسطفانوس، رئيس شعبة الأسمنت باتحاد الغرف الصناعية، إن مصانع الأسمنت تخسر ما يقرب من مليار جنيه أسبوعياً بسبب نقص توريد الغاز الطبيعى، وأضاف في تصريحات صحفية لاحد المواقع الاخبارية أن الشركات مهددة بعدم الوفاء بالتزاماتها التجارية، بسبب عدم امتلاكها مخزوناً من «الكلينكر» الذى يساعدها على تشغيل جزء من طاقتها الإنتاجية.
نقص الطاقة سيؤثر على صناعة الحديد فى مصر
وكشف محمد حنفى، رئيس غرفة الصناعات المعدنية، إن نقص الطاقة سيؤثر على صناعة الحديد فى مصر، وإنه السبب الرئيسى فى ارتفاع سعر طن الحديد إلى 4850 جنيهاً، وإنه من المتوقع أن يصل خلال الشهور المقبلة إلى 6 آلاف جنيه.
الشركه القابضة كانت ترغب في فصل التيار12ساعة!
وتابع في تصريحات صحفية أن مصانع حديد التسليح توصلت لاتفاق مع الشركة القابضة للكهرباء، بعد خلافات، يتضمن قطع التيار عن المصانع 4 ساعات ونصف يومياً، منها ساعتان ونصف فى وقت الذروة مساء وساعتان صباحاً، وأشار إلى أن الشركة القابضة للغازات كانت ترغب فى فصل التيار 12 ساعة يومياً، لكن الأمر واجه اعتراضات كبيرة من المصانع التى هددت بالتوقف الكامل عن الإنتاج وتسريح العمالة.
منح الغاز للمحطات وقطعه عن المصانع
وكشف مصدر مسئول بالشركة القابضة للغازات الطبيعية «إيجاس» في تصريحات صحفية عن صدور تعليمات سيادية بمنح الغاز لمحطات الكهرباء وقطعه عن المصانع لحين استقرار وضع التيار الكهربائى فى محافظات مصر والانتهاء من الانتخابات الرئاسية المقبلة.
مصر تسأنف ضخ الغاز للأردن
وفي ظل أزمة الغاز الطبيعي ونقص امداداته للمحطات والمصانع والخسائر التي يسببها كان رد حكومة الانقلاب باستئناف تصدير الغاز المصري للأردن .
ففي 18ابريل الجاري قالت مصادر الشركة المصرية للغاز الطبيعي جاسكو المشغلة لخطوط تصدير الغاز الطبيعي للاردن استئنا فضخ الغاز الطبيعي المصري للمملكة الاردنية بعد انقطاع دام أسايع.
وشددت تلك المصادر علي استئناف التصدير بالكمات اليومية المقررة وفقا للاتفاقيات بين الادرن ومصر ،مؤكدة في الوقت ذاته علي انه تم إصلاح الأعطال التي تعرض لها أنبوب الغاز بسيناء حيث تم ضخ الغاز بصورة تجريبية عبر الخط العربي المؤدي للأردن العريش–طابا بالإضافة إلي الخط المحلي المؤدي لوسط سيناء.
ول ستريت :مصر مستوردة للغاز بعد ان كانت مصدرة
في فبراير الماضي قالت صحيفة وول ستريت أن السماح للشركات الخاصة باستيراد الغاز الطبيعى لن يحل أزمة الطاقة فى مصر.
وأضافت الصحيفة: " أصبحت مصر تستورد الغاز الطبيعى ولأول مرة العام الماضى بعدما كانت دولة مصدرة للغاز لأسواق آسيا وجنوب أفريقيا حيث إنها لم تستطع التغلب على الطلبات المحلية المتزايدة للغاز".
الرئيس مرسي كان سيستورد الغاز المسال من قطر والانقلاب اوقفها
وذكرت الصحيفة أنه بعد "30يونيو "الانقلاب العسكري جمدت مصر محادثات استيراد الغاز المسال من قطر التى كان قد قام بها الرئيس محمد مرسى وذلك نتيجة لحالة عدم الاستقرار السياسى التى تمر بها مصر، حيث صرح مسئول سابق فى الشركة القابضة للغازات الطبيعية والمملوكة للدولة أن معظم الشركات تريد الهروب من مصر بسبب الوضع السياسى المتدهور.
حكومة الانقلاب :ترفع أسعار الغاز للمنازل
وكغالبية قرارتها التي تأتي علي حساب المواطن السيط كان قرار حكومة الانقلاب في ابريل الجاري برفع اسعار الغاز الطيعي للمنازل الشهر القادم .
رفع الاسعار مجاملة لرجال الأعمال علي حساب المواطن
وعن الخطوة قالت حركة اقتصاديون ضد الانقلاب علي صفحتها الرسمية علي الفيسبوك تعليقا علي قرار الحكومة برفع اسعار الغاز أن المنازل لا تستهلك إلا 5% من الغاز الطبيعيوأن الشقة المتوسطة التى تسكنها أسرة مكونة من 8 أفراد ولديها بوتاجاز وسخان غاز تستهلك فى حدود 100 متر مكعب شتاءً ويقل فى الصيف، ستدفع ما لا يقل عن 130 جنيهاً شهرياً، حيث إن سعر المتر المكعب سيكون فى حدود 150 قرشاً.
وأن سعر الغاز فى الشريحة الثانية بلغ 3.8 دولار للمليون وحدة حرارية، مقارنة بـ 1.1 دولار خلال الفترة الماضية، وقدر المليون وحدة فى الشريحة الثالثة بنحو 5.8 دولار. وأن تلك الأسعار يضاف إليها نحو 3.6 قرش دمغة على كل متر و6 جنيهات على كل فاتورة عمولة تحصيل.
وتابعت الحركة في حين أن مصانع الأسمدة والسيراميك التى تصدر إنتاجها للخارج بالأسعار العالمية تحصل على المليون وحدة حرارية من الغاز بنحو 3 دولارات، وأغلى شريحة 6 دولارات لمصانع الأسمنت والتى تبيع منتجها بأسعار أغلى من المنتج المستورد، أما الكهرباء فلها سعر تفاضلى يقل عن 1.6 دولار،وكمثال علي ذلك "شركة المتحدة لمشتقات الغاز" التي تحصل على المليون وحدة حرارية بقيمة 1.25 دولار وتبيع البروبان للشركات المصرية بالأسعار العالمية.
ووصفت الحركة القرار بالجائر وأنها مجاملة من حكومة الانقلاب لرجال الأعمال وأصحاب الملايين علي حساب المواطن البسيط و "الأسرة الغلبانه" الذي يشتري المنتجات بأسعار عالمية لتزيد الأمور سوءا برفع فاتورة استهلاك الغاز والكهرباء عليها حيث قالت الحركة "يعني من الأخر: الحكومة تجامل الحرامية الكبار وراحة على الأسرة الغلبانه اللي بتشتري المنتجات بأسعار عالمية وترفع عليها فاتورة استهلاك الغاز والكهرباء …….عرفتم الإنقلاب هيعمل فيكم إيه"!
مصر تستورد الغاز من اسرائيل
أعلن وزير الطاقة والمياه الصهيوني سيلفان شالوم، أن اسرائيل تدرس تصدير الغاز الطبيعي لمصر، ونقلت إذاعة جيش الاحتلال عن شالوم قوله إن مصر تعاني أزمة حقيقية في الغاز، وأن حكومة الانقلاب في مصر طلبت شراء الغاز الصهيوني، مشيرًا إلى أنه لا يرى أي سبب في رفض الطلب المصري.
وأضاف شالوم- خلال "برنامج صباح الخير يا إسرائيل"- أن الطلب المصري يدرس حاليًا في تل أبيب، بعد أن أبدت القاهرة رغبة أكيدة في شراء الغاز من اسرائيل ، مشيرًا إلى أن هذا الأمر يدعم السلام بين البلدين.
اسرائيل تسطو علي حقول الغازالمصرية والانقلاب صامت
المثير في الأمر هو ما كشفه الكاتب الصحفي فهمي هويدي الذي علق على هذا الأمر بكشف بعض الحقائق ومنها أن هناك سطوًا من اسرائيل على الغاز المصري في ظل سكوت تام من مسئولي الانقلاب في مصر، رغم أن اسرائيل كانت تستورد الغاز من مصر، معيدًا للأذهان قضية سرقة اسرائيل للغاز المصري في البحر المتوسط بالتعاون مع قبرص وعدم وجود تحرك سريع من الحكومة المصرية.
وقال هويدي- في مقاله له بجريدة الشروق-: "إنني آنذاك تلقيت تلك التفاصيل من أحد الخبراء المصريين المرموقين، ولأنها تحدثت عن مختلف الجوانب الفنية للموضوع، فإنني انتهزت أول فرصة أتيحت لي وسلمت الملف إلى اثنين من أعضاء المجلس العسكري آنذاك (يتوليان الآن منصبين رفيعين في الحكومة)، ثم وجدت أن بعض الصحف بدأت الحديث على المخطط الصهيوني للسطو على غاز شرق المتوسط استنادًا إلى دراسة موثقة أعدها أحد الخبراء المصريين المقيمين في الولايات المتحدة.
هويدي يفجر مفاجآت
وكشف هويدي- في مقاله- بجريدة الشروق أن هناك ما يسمى بالجبل الغاطس تحت البحر المتوسط داخل الحدود المائية المصرية، والذي اكتشف قبل الميلاد بـ200 عام عن طريق العالم "إراتوستينيس" أحد علماء مكتبة الإسكندرية والذي سمى الجبل الغاطس باسمه، واكتشف أن هذا الجبل يمتلك احتياطيًّا هائلاً من الغاز الطبيعي تجاوزت احتياطاتها 1.22 تريليون متر مكعب قدرت قيمتها بنحو 220 مليار دولار.
وأضاف هويدي: "لم يمض وقت طويل حتى أعلت اسرائيل وقبرص عن اكتشافات للغاز الطبيعي في السفح الجنوبي للجبل العملاق، ، كما أعلنت في عام 2010 عن اكتشاف بئر أطلقت عليها اسم (لفياثان) وفي العام التالي كشفت عن اكتشاف بئر أخرى حمل اسم (أفوديت)، والاثنتان تقعان في المياه المصرية الاقتصادية الخالصة!!!
واللافت أن حكومات الانقلاب المتوالية لم تفكر سوي في رفع اسعار الغاز علي المواطن بدلا من استعادة الحقول المصرية أو تطبيق العدالة في رفعه علي المنازل والمصانع التي تدر الملايين لأصحابها وتدرس مطالب المصانع الأخري التي يتضرر آلاف العمال من توقفها وخسارتها فإلي متي سيستمر نزيف الاقتصاد المصري وقرارات الانقلاب التي تأتي علي حساب الماطن البسيط برفع الأسعار الغاز الكهرباء والبنزين وغيرها ؟