شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

إعلاميون: حوارات رئاسة 2012 “معصرة”.. بعد الانقلاب “طبطبة”

إعلاميون: حوارات رئاسة 2012 “معصرة”.. بعد الانقلاب “طبطبة”
  "فخورا واثقا من نفسه يدير حوارا تجهز له باقتدار، رغم أنه ربما يقف أمام الرئيس المقبل، يراه...

 

"فخورا واثقا من نفسه يدير حوارا تجهز له باقتدار، رغم أنه ربما يقف أمام الرئيس المقبل، يراه مراقبون يختال بقدراته وثقافته أحيانا في اللقاء الذي يتابعه ملايين ويعتقد كثيرون أنه قد يكون عاملا حاسما في تقرير صوتهم بالانتخابات الرئاسية".. صورة قديمة رسمها محللون وإعلاميون للإعلامي يسري فودة أثناء إدارة مناظرة مرشحي الرئاسة المصرية في 2012، وهي الصورة التي يراها مراقبون تتناقض تماما مع صورة الإعلاميين اللذين أدارا حوار قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي.
 
ففي الحوار الذي بثته قناة فضائية مملوكة لرجل أعمال، لم يجرؤ الإعلاميان إبراهيم عيسى ولميس الحديدي على مخاطبة السيسي بغير "سيادتك"، "حضرتك"، "يا أفندم"، كما لم يجادلا السيسي في أي نقطة، ولم يدفعاه لتحديد أي جدول زمني لوعوده أو "أحلامه" كما أطلق عليها، أو التقيد بأي أرقام ومعايير إنجاز فعلية.
 
ورأى إعلاميون أن عيسى ولميس اللذين دأبا على الظهور منتفشين على شاشات التلفزة ظهرا خائفين وجلين كلما انفعل السيسي، ولم يبادلاه كلما علت نبرة صوته إلا بهز الرأس إيجابا، بل وصل الأمر إلى توجيه السيسي تحذيرا لعيسى عندما سأله عما إذا كان نجاحه يمكن أن يوصف بحكم عسكري قائلا: "أنا مش هسمح لك تقول حكم عسكر تاني"، فيما لم يرد عيسى على كلام السيسي.
 
الصورة المتفاوتة بين حوارات الانتخابات الرئاسية 2012 وحوارات الرئاسيات التي دعت لها سلطات الانقلاب دعت نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" إلى وصف الأولى بـ "المعصرة" التي كان المحاورون فيها يبذلون كل جهدهم لـ"عصر" المرشح دون خوف أو وجل، وهو ما يعكس حجم الحريات وقتها، بينما كان حوار قائد الانقلاب "طبطبة" عليها وخوفا من نظراته وردوده الديكتاتورية، على حد وصفهم.
 
صورة لميس وعيسى دفعت الإعلامية والصحفية آيات العرابي إلى وصفهم أثناء الحوار بأنهم ظهروا وكأنهم ممسوك عليهم زلة بل كالتكوت الغريق.
 
الفارق بين مناظرة 2012 التي شارك به فودة، وحوار السيسي الذي شارك فيه عيسى وصفته الناشطة اليمنية توكل كرمان "الحاصلة على جائزة نوبل للسلام عام 2011" قائلة: "أتذكر تماما كمّ الفخر الذي بدا على وجهي يُسري فودة ومنى الشاذلي، وهما يُقدمان للمناظرة الشهيرة بين مرشحي الرئاسة المصرية حينها أبو الفتوح وعمرو موسى".
 
وأضافت الناشطة اليمنية عبر تدوينة على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "الشجاعة والكبرياء والتحكم الكامل بالبرنامج ونوعية الأسئلة وطريقة المرشحين في الجواب، كانت كلها تحكي عن مصر آخر تولد.. مصر بلا فرعون ولا قوم فاسقين".
 
وأوضحت كرمان، أنه كانت التعليمات صارمة، والجلوس على الكراسي بالقرعة بين المرشحين والزمن يعد بالثواني، مضيفًة: "إنها 25 يناير ولها طريقتها المجيدة في النزال والمنافسة والحكم والقضاء".
 
واستطردت كرمان: "كانت تلك اللحظة في نظري أعظم هرم صنعه المصريون خلال ما يربو عن سبعة آلاف عام"، مضيفًا: كتب حينها أحد الشباب الخليجيين -أظنه سعوديا- "خذوا كل آبار النفط وامنحوني الحبر الذي يزين أصبع مصري حر يقرر من يحكمه".
 
وتابعت: "دار الزمن دورته وعاد كهيئته يوم خلقه الله، وعادت مصر العظيمة كما لو أنها استفاقت من حلم جميل، كما لو أن شبابها شاخوا في عام واحد، كما لو أنها استحمت مرة واحدة في النيل الأزرق ثم غادرها النيل أبدًا".
 
واستطردت: عادت "خطب الدكتاتور الموزونة وعاد النشيد سأختار شعبي سياجا لمملكتي ورصيفا لدربي".
 


تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023