"الصيف الأكثر ظلمة في مصر"، هكذا وصفه خبراء وسياسيون طبقا لمعطيات الواقع، الذي يؤكد ذلك، لكن انتظر البعض برنامج قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي ليقدم حلا للمشكلة، إلا أنه بحسب خبراء "لم يقدم حتى اللحظة برنامجا انتخابيا حقيقيا، ورؤية مستقبلية لحل الأزمات التي تواجهها مصر" منذ ثورة يناير والتي تزايدت بعد الانقلاب العسكري.
كما لم يقدم سوى حلولا أثارت سخرية النشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وكان أبرزها حل أزمة الكهرباء الذي اقترح المشير أن يتم استخدام اللمبات الموفرة بدلا من اللمبات العادية!
فاللمبات الموفرة التي عرضها قائد الانقلاب كحل لأزمة الكهرباء؛ مكلفة على المواطن المصري البسيط، وقالت عنها دراسة أمريكية أنها تسبب سرطان الجلد بعد التعرض لها فترة طيلة، إضافة إلى العديد من الأمراض الأخرى.
الموفرة تسبب سرطان الجلد
فقد نشرت إحدى الصحف المصرية نقلا عن صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، قولها إن الكثير من الخبراء والباحثين الطبيين أعلنوا رفضهم استعمال اللمبات الموفرة في منازلهم وتمسكهم بلمبات الطراز القديم، للوقاية من سرطان الجلد والعمى، التي تسببها اللمبات الموفرة، حسب قولهم.
وقالت الصحيفة إن دراسة علمية حديثة أعدتها جامعة «ستوني بروك» الأمريكية توصلت إلى أن اللمبات الكهربائية الموفرة للطاقة تطلق غازات كيميائية تسبب السرطان والعمى، وأن المواد المسرطنة تنبعث من اللمبات الموفرة في كل استعمال جديد لها على شكل بخار.
الموفرة تطلق غازات سامة
ونقلت الصحيفة عن الدراسة قولها إن اللمبات الكهربائية الموفرة للطاقة تطلق غازات سامة تسبب السرطان لدى تشغيلها، مضيفة أن إبقاء المصابيح منارة لفترة طويلة من الزمن وإبقاءها فوق رأس الإنسان يتسبب بإطلاق مواد سامة، مضيفة أن تواجد اللمبات مجتمعة ومتدلية إلى الرأس تكون خطرة جداً، لأن لسعتها أقوى من لسعة حرارة الشمس، حسب الصحيفة.
وأوضحت الصحيفة أن هذه الدراسة ركزت على تأثير نور اللمبات الموفرة للطاقة، وأجرت اختبارًا ميدانيًا من خلال أخذ عينات من خلايا الجلد البشري ووضعها على مسافة بسيطة من اللمبات الموفرة للطاقة لمدة تصل إلى 4 أيام، واستنتجت أن أضواء الفلوريسنت المدمجة في اللمبات الموفرة، التي انتشر استعمالها في المكاتب وأماكن العمل وفي المنازل تتسبب في تجاوز الجرعة اليومية للجسم من الأشعة فوق البنفسجية، في وقت أقل من 5 ساعات إذا كان الشخص يجلس تحت المصباح بمسافة قريبة.
شيخوخة مبكرة، واضطراب المناعة
وحذرت الدراسة من أن لمبات توفير الكهرباء تنبعث منها مستويات مثيرة للقلق من الأشعة فوق البنفسجية، مما يزيد من احتمالات تعرض الأفراد للإصابة بسرطان الجلد.
وحذر طبيب الأمراض الجلدية البريطاني البارز، جون هوك، من أن اللمبات الموفرة قد تسبب حروقا ضارة كتلك التي تسببها أشعة الشمس القوية، والشيخوخة المبكرة وحتى سرطان الجلد، بالإضافة إلى الأضرار التي تسببها على المدى القصير مثل الطفح الجلدي وتلف خلايا الجلد، ومرض الذئبة، واضطراب المناعة الذاتية الذي يؤثر عادة على الجلد والمفاصل والأعضاء الداخلية.
أسعار مكلفة
وذكرت صحيفة أخري اليوم أن أسعار اللمبات الموفرة تصل إلى 15 جنيه للواحدة، وهي بالتالي مكلفه جدا للمواطن المصري ولن يستطيع الكثيرون شرائها.
يذكر أن حملة المشير بدأت عبر صفحتها على الفيس بوك نشر صور لدعوة المواطنين لاستخدام اللمبات الموفرة، كان أبرزها صورة للمبة موفرة بجوارها مجموعة من اللمبات العادية وبجوارها كلمة قريبا!
مؤيدو الانقلاب يستجيبون
قال بشير حمد، الأمين العام لجبهة مؤيدي قائد الانقلاب المشير السيسي في تصريحات صحفية إن عددا من رجال الأعمال وافقوا على مشاركتهم في المبادرة التي أطلقتها الجبهة لإنارة بعض القرى بـ «اللمبات الموفرة».
حيث قامت المستشارة جيهان مديح، بتوزيع خمس «لمبات موفرة» على جميع الوحدات السكينة بإحدى القرى بمحافظة دمياط.
وفي الوقت نفسه قالت حملة المشير أنه سيكون أول رجل أعمال يطبق طريقة المشير في تقليل استهلاك الكهرباء، وذلك عن طريق التبرع بإنارة قرية مصرية بالكامل بلمبات الليد الموفرة، على حد ذكرها.
النشطاء يردون بحملات ساخرة
فيما رد نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي على اقتراحات المشير لحل الأزمات، وأبرزها أزمة الكهرباء بالسخرية، وأطلق عدد منهم هاشتاجا باسم: «قدم_حلول_كأنك_السيسي»، والذي لاقى قبولا بين مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي.
وقال أحدهم مقترحا الحل من وجهة نظره لمشكلة انقطاع الكهرباء، ساخرا: «بدل ما نولد كهربا.. نسيبها تولد لوحدها.. ونوفر فلوس الدكاترة.. والمستشفيات عشان ماسر».
بينما تهكم آخر، قائلا: "اعتقلت قوة من مباحث قسم الدقي أسرة كاملة لعدم تركيبها "لمبة" موفرة للثلاجة".
ورد ثالث: "إطلاق الخرطوش على أسرة رفضت إطفاء لنضة البلكونة .. والأسرة ترد بالمولوتوف".
"ألطف نكتة"
فيما علق الكاتب الصحفي جمال سلطان على حوار المشير عبد الفتاح السيسي، عن الحلول التي يطرحها لحل مشكلة الكهرباء، مضيفا عبر الصفحة الرسمية له: "ألطف نكتة قرأتها هذا الصباح تعليقا على حوار السيسي أمس: ضبط مواطن بالمطار وبحوزته لمبة غير موفرة يحاول تهريبها إلى داخل البلاد".
الصيف الأكثر ظلمة
أما محمد شعيب الرئيس السابق للشركة القابضة للغاز الطبيعي المصري، فقد سبق وقال في تصريحات نقلتها وول ستريت جورنال الأمريكية، أن انقطاع التيار الكهربائي هذا الصيف سيكون بشكل أسوأ من العام الماضي؛ ليكون الصيف الأكثر ظلمة لتراه مصر.
موضحا أن الطلب على الكهرباء أكثر من الذي تستطيع الحكومة توفيره لذلك فإن جميع المصريين قد يضطروا للحد من الاستهلاك بنسبة 5٪.
