كتب وزير أوقاف الانقلاب، الأمنجي، محمد مختار جمعة، خطابا يوجهه لأستاذه أحمد الطيب يقترح فيه تشكيل لجنة ضوابط وقيم من هيئة كبار العلماء ومجمع البحوث للنظر فيما يصدر من فتاوى مثيرة للجدل، أو للفتن، أو أي توجه نحو الأفكار المتطرفة أو الشاذة التي لا تتفق مع صحيح الفكر الإسلامي، سواء أكانت هذه الفتاوى والأفكار صادرة من غير المتخصصين، أم صادرة عن بعض المتخصصين المنتمين اسمًا أو شكلًا للمؤسسة الأزهرية، مع بعدهم عن الروح الأصيلة لها، وذلك حفاظًا على الثوابت الشرعية والأمن الفكري للمجتمع، ودفعًا لكل ما يمكن أن يثير الفتن والجدل والانقسام بين أبناء المجتمع.
وتعليقا على هذا الخطاب أقول:
– أن هذا الخطاب له دلالة واضحة على ارتباك المؤسسة الدينية في مصر، والرعب الحاصل فيها من الآراء والفتاوى عن أشخاص وجهات شرعية تقف ضد الانقلاب الدموي، وتقف ضد خيانات من خانوا العلم ورسالة العلماء، واختاروا الوقوف بجوار الدمويين الذين هم رسل مشروع الصهيو أمريكية في عالمنا العربي والإسلامي.
– أن هيئة كبار العلماء ومجمع البحوث اللذين يتحدث عنهما زير أوقاف أمن الدولة هما مِن تعيين "شيخ الأزهر" بالتنسيق الكامل مع الأجهزة الأمنية، في المجمل طبعا، ولا يمنع هذا من إيجاد شخصيات نزيهة؛ ذرًّا للرماد في العيون، لتجميل الوجه القبيح… ونحن لم ننس أن قرار تشكيل هيئة كبار العلماء جاء قبل تولي الرئيس الشرعي محمد مرسي بساعات وبموافقة المجلس العسكري، فهي هيئة كبار علماء الطيب، وليس علماء الأزهر، ومن ثم أي قرار يصدر عنها أو عن مجمع البحوث فهو والعدم سواء، ولن يلزم إلا أصحابه، ولن يلتزم به أحد.
– أن شيخ الأزهر ووزير أوقاف أمن الدولة ومعهما مفتي العسكر ومن لف لفهما، لن يفلتوا من العقاب، لا في الدنيا ولا في الآخرة، لقاء ما صدر منهم من تأييد وتحريض ومشاركة للقتل والإجرام، وأن المصريين والمسلمين في العالم أصبحوا الآن يميزون بين الخبيث والطيب، وبين الصواب والخطأ، والحلال والحرام، وبين من يوفِّي برسالة الأزهر والعلم والعلماء، ومن خان الله ورسوله والمؤمنين، وباع دينه بدنيا غيره.
– أن الفتاوى الشاذة لم نتعود عليها إلا من مفتي العسكر وأمثاله من الخونة لرسالة العلم والأزهر، ومن الصامتين حيث يجب الكلام والصدع بالحق، ومن الواقفين في صف السفاكين والسفاحين، والمنقلبين على إرادة الأمة، والمصادرين لحريتها وكرامتها، والمباركين لهذا والمحرضين عليه!. .. وهذا وحده هو الكفيل بظهور الفتاوى الشاذة، فحين يتأخر الأزهر الحقيقي الذي تأخر منذ عقود لابد أن تظهر فتوى غير مستقيمة وغير صحيحة، هذا إذا افترضنا أن ما يخرج من فتاوى تعتبر شاذة كلها!
– أننا لا ننظر إلى الأزهر على أنه شيخه – عضو لجنة سياسات الحزب الوطني – ولا فريقه الاستشاري المختار بعناية من أمن الدولة، الذين هم أقرب للمخبرين منهم لعلماء الأزهر، ولكننا ننظر إلى الأزهر بأساتذته الذين كانوا مرابطين في رابعة وغيرها، وبطلابه الأبطال الذين أقضوا مضاجع الانقلابيين، على رأسهم رئيس جامعة الأزهر، وشيخ الجامع الأزهر، وببناته العفيفات الطاهرات الذين لم يتأخروا عن نصرة مصر، والوقوف أمام القاتلين والخونة، سواء من مؤسسات مصر الأمنية، أم ممن خانوا رسالة الأزهر.
– أقول لشرفاء الأزهر من أساتذة وطلاب، ولحاملي رسالة العلم والعلماء أيا كان انتماؤهم والمؤسسة التي ينتمون إليها: قريبا، وقريبا جدا، ستتخلص مصر من هؤلاء الخونة، ويتطهر الأزهر من هؤلاء العملاء المنبطحين والدمويين الذين شوهوا صورة الأزهر، وخانوا رسالة الأزهر، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.