شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

العلامة القرضاوي وقُطَّاع الطُّرق!! – عصام تليمة

العلامة القرضاوي وقُطَّاع الطُّرق!! – عصام تليمة
  لا تعجب عزيزي القارئ من عنوان المقال، فقاطع الطريق يقطعه على الناس مقابل إعطائه ما في جيوبهم، ومشايخ...

 

لا تعجب عزيزي القارئ من عنوان المقال، فقاطع الطريق يقطعه على الناس مقابل إعطائه ما في جيوبهم، ومشايخ الانقلاب يقطعون الطريق على الناس مقابل حصولهم على رضا سيدهم قائد الانقلاب وحاشيته، لذا لم نفاجأ بما قام به بعض قطاع الطرق ممن تزيوا بزي المشايخ، من تطاول وسوء أدب وخلق، ينم عن نفوس امتلأت بالحقد على قامة فكرية كبيرة تقاصرت مجتمعة أن تصل إلى معشار مكانته.

 

ونسي هؤلاء المتطاولون، أن مجموع كل ما كتبوه، وكل ما قاموا به من محاضرات وخطب، ودروس، ومقالات، كل إنتاجهم لو جمع قبالة كتاب واحد للقرضاوي كتبه وهو ابن الثلاثين عاما كتاب (الحلال والحرام في الإسلام)، بلغت عدد طبعاته كل ما كتبه المتطاولون عليه فضلا عن اللغات التي ترجم لها. بل إن بعض تلامذة القرضاوي يبلغ عدد قراء كتبه أضعاف قرائكم جميعا، إن كان ما تكتبون له قراء!!

 

يكفي القرضاوي شرفا، أنه تكلم حيث سكتم، وتحرك للحق حيث سكنتم، وتجرأ حيث جبنتم، أين كنتم عندما كان يصدع بكلمة الحق على مر العصور، منذ عبد الناصر وحتى مبارك والسيسي، مكانه كان معروفا ما بين السجون والمعتقلات، بينما مكانكم معروف على موائد الحكام، وبين جنبات مكاتب أمن الدولة، في الوقت الذي كان يملأ القرضاوي وقته بكتاباته وعلمه، كنتم متفرغين لكتابات أخرى، كتابة التقارير للمخابرات وأمن الدولة، في الوقت الذي كان يفكر القرضاوي فيه لمشكلات الأمة، وكيفية حلها، ودعوته للأمة لنيل حريتها، كنتم مشغولين بالتآمر مع قوى الشر المعادية للأمة والشعب، وضد حريته.

 

في الوقت الذي وقف القرضاوي منحازا للحق، ولحرية الشعب المصري، واقفا جنب من يقتلون في موقعة الجمل، كنتم مؤيدين لمن يقتلون الشعب في هذه الليلة

 

المشؤومة على مصر، في الوقت الذي كان يدعو لحرمة الدماء، كانت أفواهكم المملوءة بالزور والبهتان، تقول: اضرب في المليان، لا يستويان مثلا.

 

أما كبيركم الذي علمكم السحر، صاحب أكبر منصب ديني في دولة الانقلاب، فهو رجل مبارك، وعضو أمانة السياسات بالحزب الوطني، النظام الذي خرب مصر في كل مقدراتها، جاء بمن يفسد على الأمة دينها، لتكتمل منظومة الفساد، إذا كانت فتاوى القرضاوي ضالة، فلماذا عندما توليت الإفتاء كنت قبل الإجابة عن أي سؤال تتصل بمن حول القرضاوي ليفيدوك برأيه، لتحفظه ثم تخرج لتلقيه على الناس، أنسيت أم تحب أن نذكرك بكل فتوى نقلتها؟!

 

وأما الآخر، صاحب (اضرب في المليان)، وصاحب الزيجات العشر عرفيا، أنسيت تزلفك للرجل، ومعرفته بك وبعلاقتك بالأمن، منذ وجودك في المعهد العالمي للفكر الإسلامي، لو نطقت طائرة مصر للطيران منذ خمس سنوات، وقد جثوت على ركبتيك تكلم القرضاوي، على متن الطائرة المتجهة من استنانبول إلى القاهرة، لو نطق حديدها لأخبر الناس بتزلفك.

 

أما ثالثهم الذي أعطى النبوة والرسالة للسيسي ومحمد إبراهيم، فنكرة أراد الشهرة، وأراد أن يعرف بين الناس، واتخذ الدار التي ينشر فيها القرضاوي سبيلا لذلك، ليحدث الناس أنه ينشر في نفس الدار التي تنشر للقرضاوي.

 

إن الفرق الهائل بين القرضاوي وبينكم، واضح بين، فالقرضاوي اختارته الأمة إماما لها، ومفتيا لها في كل شؤون دينها، واثقة في علمه ودينه وورعه وتقواه، أما أنتم فاختاركم حكام، ينطبق عليهم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم، وتلعنونهم ويعلنوكم"، ومن عينكم يملك عزلكم، أما القرضاوي فلا يملك عزله إلا الأمة التي عينته إماما لها. فرق كبير جدا بين من ينال لقب العلامة من الأمة، وبين من ينال لقب مفتي العوالم.

 

إذا كنتم أفتيتم لأجل الحق، فأين فتاواكم من اغتصاب بنات الأزهر وطلبته، في قسم شرطة بينه وبينكم مسافة تمشى بالأقدام، أين فتاواكم عن قتل وسفك الدماء، أين فتاواكم في سجن الأبرياء وتلفيق التهم لهم، كلما حدث حادث يخص رجال

 

الشرطة أو الكنيسة هرعتم إلى الإنكار والإدانة والفتوى، بينما الشعب يئن من الظلم، وأنتم كالخشب المسندة، إن الشعب المصري من الذكاء الذي يجعله يكتشف تلونكم مع كل سيد لكم يلوح بذهبه وسيفه، بل دون أن يلوح فنفاقكم جعل مهارتكم تعرف ما يحلم ويتمنى هذا السيد وينفذ له دون طلب.

 

يا سادة هؤلاء المشايخ يتوافقون تماما مع هذا النظام، هم منه، وهو منهم، النظام الذي جاء بالقهر والظلم، وسوء الخلق، لن يأتي إلا بمشايخ من نفس خلقه وطينته، إنه نظام الهاشتاج، فكان لا بد له من شيوخ هاشتاج مثله، كي تتناغم الشبكة التي كونها.

 

والقرضاوي ليس جدارا قصيرا يعتليه كل بذيء فاحش، أو عيي لا يكاد يبين، أو أعور العقل أو العين، كي ينال حظوة عند الانقلاب، ولن يقف أشبال القرضاوي متفرجين على نباحكم على عرينه، فلن تجدوا إلا أنيابا تبقر بطونكم التي ملئت من مال السلطة الحرام، ومخالب تخمش وجوهكم الكالحة، التي ما تمعرت لله، ولا لحرماته التي تنتهك في أشهره الحرام وغيره.

 

ونداؤنا الأخير لكم: (يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم)، (وإن عدتم عدنا).

 

إن عادت العقرب عدنا لها وكانت النَّعْلُ لها حاضرة.

 

 

 

 



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023