شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

إخوان ليبيا والسلمية! – محمد الدرسي

إخوان ليبيا والسلمية! – محمد الدرسي
شهدت ليبيا في مطلع عام 2011 ثورة مسلحة أشبه ما تكون بـ "الثورة الإسلامية" ضد نظام العقيد معمر القذافي...

شهدت ليبيا في مطلع عام 2011 ثورة مسلحة أشبه ما تكون بـ "الثورة الإسلامية" ضد نظام العقيد معمر القذافي فقد تأسست أول كتيبة عسكرية بعد الثورة على يد "فوزي بوكتف" السجين السابق في سجون القذافي بتهمة انتمائه للإخوان المسلمين.

 

كانت الصورة واضحة عند إخوان ليبيا أن السلمية تعني الموت مع سفاح مثل القذافي خاصة في فترة مفصلية من تاريخ ليبيا ما إن تأسست كتيبة 17 فبراير حتى أسس "فوزي القذافي" أحد أبرز كوادر الإخوان في مدينة بنغازي كتيبة أمنية لغرض تأمين مدينة بنغازي، وقد أسس عبد الباسط الطشاني أول كتيبة بحرية قد أسرت بواخر للنفط في الثورة، وشباب الإخوان في طرابلس قد كانوا طرفا في مواجهات واشتباكات داخل طرابلس فترة حصارها مع كتائب القذافي.

 

وقد كانت من أبرز تهم خصوم إخوان ليبيا هو اقتران مواقفهم وتوجهاتهم السياسية بما يراه مكتب الإرشاد مناسبا لهم .. بغض النظر عن هذه الهراءات إلا أن موقف إخوان ليبيا من موضوع السلمية يُعتبر سابقة في تاريخ إخوان ليبيا حيث أن طول فترة حكم القذافي لم تقم الجماعة بأي عملية عسكرية ضد النظام او محاولة اغتيال، عكس باقي الفصائل الإسلامية الجهادية التي كانت رأس حربة في ما يعرف بأحداث "كرسة".

 

بعد مقتل القذافي وإعلان تحرير ليبيا أسس إخوان ليبيا حزباً سياسيا كان لزاماً ترك العمل العسكري؛ انسجاما واحتراماً للعملية السياسية وسلميتها ومشروع بناء الدولة الليبية.

 

ما إن أدرك خصوم إخوان ليبيا "تقليم مخالبهم" حتى بدأت حملة إعلامية شرسة، وتحريض وصلت حتى اغتيال واقتحام المقرات غرضها عزلهم مجتمعيا؛ لعزلهم عن الحياة بعد ذلك ولكن بصمت.

 

ولعل خطاب بعد التحرير الذي فحواه تسليم السلاح ورجوع كل إنسان لعمله السابق؛ كان انعكاسه كارثياً على الثورة الليبية أولا، وعلى الإخوان بشكل خاص.

 

أحداث الجمعة الماضية وانقلاب "حفتر" المدعوم من قوى الشر في المنطقة، وعلى رأسهم السفاح عبد الفتاح السيسي حتى اشتهر هذا الحفتر بهاشتاج ‫#‏ذيل_العر*، أي انه أنه ذيل للسيسي ومنفذ لمشروع مخابراتي مصري، وبعض التسريبات والأخبار مضمونها أن ضمن الأسرى الذين تم أسرهم في صفوف حفتر ضمنهم ضباط من مصر، وقد شهدت فترة إغلاق الموانئ النفطية زيارة من وفد من المجلس العسكري لقبائل في شرق البلاد.

 

فمما يبدو واضحاً هذه الأيام هو التدخل السافر للعساكر في مصر في تأجيج الوضع في ليبيا، فهل بدأ إخوان ليبيا يدركون أن مشروع الدولة الليبية وبنائها يحتاج إلى قوة صلبة متماسكة تحمي هذا المشروع، وتكسر كل يد تهدد هذا المشروع.

 

ورجوعاً لموقف إخوان ليبيا من السلمية بات واضحا لدى شباب الإخوان بعد انقلاب السيسي على الرئيس المنتخب أن الوضع لم يعد يحتمل أكثر تعقيدا والتهديدات تأتي من كل جانب.

 

فلسان الحال يقول أن أقل سلميتنا رصاص يليها الهاون والحراري والأرض جو، وما دحر قوات الثوار لحفتر -ذيل العر*- إلا بداية لعملية تنظيف باركتها قوى الثورة في ربوع ليبيا.

 

إضافة لتصريح جزائري مفاده أن الجزائر مستعدة لتأمين وحماية شرق ليبيا من أي تدخل مصري، إلا رسالة واضحة لعدم قدرة الثورة المضادة على المواصلة، وأنهم في طريقهم لتفتت والاندحار.

 

ولعل أفضل ما يمكن أن يقوم به إخوان ليبيا اليوم؛ هو التنسيق مع قوى الثورة والحركات الإسلامية ومحاولة اتخاذ المواقف المتناسقة المشتركة في وجه قوى الشر العالمية، ولعل قوة إخوان ليبيا تكمن في علاقاتهم الواسعة العالمية، وانتشارهم الواسع في ليبيا شرقاً وغرباً.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023