شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

“لم يحضر أحد” .. و”حفلات راقصة” .. و”فشل بالحشد”

“لم يحضر أحد” .. و”حفلات راقصة” .. و”فشل بالحشد”
  "لجان خاوية" ،" صحراء جرداء"،"عزوف المواطنين"، "لم يحضر أحد "، بتلك الكلمات كانت وصف...

 

"لجان خاوية" ،" صحراء جرداء"،"عزوف المواطنين"، "لم يحضر أحد "، بتلك الكلمات كانت وصف المشهد الانتخابي باليوم الثاني لانتخابات العسكر ، حيث شهدت لجان الاقتراع إقبالا ضعيفا للغاية، يكاد يكون منعدم منذ الساعات الأولى من صباح اليوم ، وحتى إغلاق اللجان الانتخابية.

 

وعلى الرغم من دعوة السيسي، ووسائل الإعلام الموالية له، المصريين إلى المشاركة بكثافة في الانتخابات،الأمر الذي دفع اللجنة العليا للانتخابات بمد فترة التصويت يوماً إضافيا.

 

فيما بدا قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي ، كمن يواجه نسبة المشاركة الضعيفة، لا المرشح الآخر، حمدين صباحي، الذي تكاد أهمية ترشحه تنحصر في  استكمال المسرحية الانتخابية  ، فنسبة المشاركة الضعيفة ، وصلت بالأمس إلى درجة أن السلطات المنبثقة من انقلاب الثالث من يوليو الماضي، والتي يشكل السيسي عمودها الفقري، قررت، ليل الاثنين، تسجيل سابقة تاريخية بإقرار اليوم الثاني للانتخابات، الثلاثاء، إجازة رسمية استجداءً لأصوات لم تكن على قدر المتوقع يوم الاثنين، على الرغم من كل التعبئة الحاصلة، واستغلال مقدرات الدولة لصالح السيسي، والضخ الاعلامي والمالي و"الغنائي" المصري والاماراتي الركيك على طريقة "تسلم الأيادي" و"بشرة خير".

 

وطلب السيسي نفسه من المصريين التصويت بكثافة،وقال في مقابلة تلفزيونية "عليكم النزول الآن أكثر من أي وقت مضى في تاريخ البلاد، انزلوا واظهروا للعالم كله أنكم 40 أو 45 مليونا وأكثر" في حين يبلغ إجمالي عدد المسجلين في اللوائح الانتخابية في مصر قرابة 54 مليونا.

 

 

وعلقت صحيفة واشنطن بوست على المسرحية الانتخابية  فقالت: أن السيسي بني شعبيته من خلال الإطاحة بمرسي وقمع جماعة الإخوان المسلمين، وبالإضافة لذلك فإن السيسي أعتقل مرسي وكبار قادة الجماعة، وشن حملة واسعة لاعتقال الآلاف من مؤيدي جماعة الإخوان المسلمين، وهي الاعتقالات التي حجمت قدرات الجماعة سياسيًا، ولكن في ذات الوقت فإن جماعة الإخوان وحلفائها قرروا مقاطعة الانتخابات التي لا يتنافس فيها مع السيسي سوى حمدين صباحي.

 

ورأت الصحيفة أن انخفاض نسبة الإقبال، والمشاركة في الانتخابات الرئاسية الحالية ستساهم في تعزيز الرأي والأقاويل التي تردد أن الانتخابات الحالية بمثابة المسرحية الهزلية ، وذلك على العكس من ارتفاع نسبة التصويت، والمشاركة التي ستساهم في منح الشرعية للرئيس الجديد

 

استمرار الحفلات الراقصة

 

"سيدة منتقبة ترفع نقابها وتتمايل رقصا أمام إحدى مراكز الاقتراع".. لم يكن ذلك عنوانا لخبر يحتمل الصواب أو الخطأ، لكنه مضمون فيديو لا يحتمل الشك، انتشر بشكل كبير عبر مواقع التواصل الاجتماعي أمس، ليؤكد أن  ظاهرة "التصويت على الإيقاعات الراقصة"، والتي ميزت المشهد بانتخابات الرئاسة الحالية بمصر، لم تقتصر على فئة بعينها.

 

وتناقلت وسائل إعلام ومواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تظهر فيها سيدات، وقد دخلن في وصلة رقص على أنغام أغنية " بشرة خير " للمطرب الإماراتي حسين الجسمي والداعية للمشاركة بالانتخابات، للتعبير عن الفرحة بعد تصويتهن في الانتخابات الرئاسية التي تجرى على مدار أمس واليوم.

 

 وشكلت السيدة المنتقبة جزء لافتا من هذه الظاهرة التي تكررت مشاهدها في أكثر من مركز اقتراع، لتثير حالة من الجدل بين من يجيزها ويعتبرها تعبيرا عن الفرحة، وبين من يرفضها ويراها متناقضة مع الطبيعة المحافظة للشعب المصري.

 

وكانت "تسلم الأيادي تسلم يا جيش بلادي"، و"بشرة خير"، أغاني تردد صداها في شوارع حي مدينة نصر، شرقي القاهرة، في الساعات الأخيرة قبل إغلاق باب التصويت في اليوم الأول من الانتخابات الرئاسية، بهدف استجداء ناخب لا يأتي.

 

وكانت الأغاني التي أنتجتها إدارة الشؤون المعنوية، التابعة للقوات المسلحة المصرية وأحد رجال الأعمال الموالين للرئيس المخلوع، حسني مبارك، وأنشدها بعض الفنانين المصريين والعرب، الورقة الأخيرة التي لجأ إليها أنصار السيسي، في محاولة لصنع حالة من الزخم في الدائرة التي خيّم عليها صمت مطبق بعدما هجر ناخبوها لجان الاقتراع والتزموا بيوتهم. وقد ظهر ذلك جلياً في مدارس جمال عبد الناصر، الصديق، الملك فهد، خالد بن الوليد، والمدرسة التجريبية الموحدة في شارع مصطفى النحاس كان أفراد الشرطة موجودين فيما غاب الناخبون الذين قرروا مقاطعة انتخابات محسومة النتيجة سلفاً لصالح السيسي.

 

 

 

فشل الحشد

 

شهدت الساعات الأخيرة للانتخابات الرئاسية المصرية، ظهور 11 وسيلة مختلفة، لحث المواطنين على المشاركة في الانتخابات المقرر أن تنتهي مساء غد الأربعاء، بعد مدها ليوم ثالث وفق قرار اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية.

 

ومن بين تلك الوسائل، إعلان اللجنة العليا للانتخابات مد التصويت ليوم ثالث، وإغلاق مراكز تسوق كبيرة، وتهديد العاملين بخصم الحوافز في حال عدم مشاركتهم، فضلا عن انتشار شائعات حول السماح لتصويت الوافدين في غير مراكز اقتراعهم، في ظل استمرار تصريحات مسؤولين حكوميين وشخصيات عامة للحث على المشاركة والتصويت.

 

وقال  عبد الوهاب عبد الرازق عضو لجنة الانتخابات الرئاسية في تصريحات صحفية له، اليوم الثلاثاء، إن الهدف من تمديد عملية التصويت ليوم ثالث، هو" إتاحة الفرصة لأكبر قدر ممكن من الناخبين للإدلاء بأصواتهم، وكذلك منح فرصة للمواطنين الوافدين المتواجدين في محافظات مغايرة لموطنهم الانتخابي الأصلي للعودة إلى دوائرهم الأصلية للإدلاء بأصواتهم أمامها".

 

فصدرت تصريحات حكومية من وزراء ومسئولين رسميين بالدولة، لدعوة الشعب للنزول والمشاركة في الانتخابات، مثل ما صرح به رئيس أركان الجيش المصري الفريق محمود حجازي، عندما دعا الشعب إلى المشاركة في اليوم الثاني للانتخابات الرئاسية، والنزول للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات التي وصفها بأنها خطوة لإكمال بناء مؤسسات الدولة.

 

كما دعا محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، في بيان له اليوم، المواطنين بتحمل متاعب اليوم والنزول للمشاركة فى الانتخابات الرئاسية، لحماية مصر من الفوضى.

كما أصدرت عدة أحزاب بيانات تدعو قواعدها للنزول والحشد بقوة للمشاركة في الانتخابات، مثل حزب النور وحزب المؤتمر والكرامة.

 

كما أعلن رئيس الوزراء المصري، إبراهيم محلب، بعد دقائق من إغلاق مراكز الاقتراع في يومه الأول أمس الاثنين، في لقاء مع التلفزيون الرسمي، أنه تقرر منح الموظفين إجازة من العمل اليوم الثلاثاء؛ "نزولا على رغبة الإرادة الشعبية وحتى يتمكن الجميع من الإدلاء بصوته".، وكذلك أعلنت وزارة النقل في بيان لها اليوم الثلاثاء، أنه تقرر عدم توقيع أي غرامات على من لم يتمكن من الحصول على تذكرة ركوب اليوم في قطارات السكة الحديد، تيسيرًا على جميع المواطنين للوصول إلى مقارهم الانتخابية.

كما هددت حكومة الانقلاب لمقاطعي العملية الانتخابية بالإحالة للنيابة، أو تغريمهم 500 جنيه وهو الأمر الذي لم يتم تأكيده أو نفيه من اللجنة العليا المشرفة علي الانتخابات.

كما أغلقت إدارة مركز تسوق كبير في شرقي القاهرة "مركز سيتي ستارز"، أبوابه في الساعة الرابعة عصرا بالتوقيت المحلي لتمكين آلاف العاملين من المشاركة بالانتخابات الرئاسية.

 

 

 

نجاح المقاطعة

 

في هذه الأثناء، اعتبر تحالف "دعم الشرعية" أن الإجازة الرسمية التي قررتها الحكومة بمثابة تأكيد لفشل الحشد في الانتخابات الرئاسية. وأشار المتحدث باسم حزب "الوطن" السلفي، أحد كيانات "التحالف الوطني لدعم الشرعية"، أحمد بديع، في تصريحات له إلى أن "الحكومة والنظام الانقلابي في ورطة حقيقية، ولا سيما مع إحراج مؤيديهم وعدم النزول للتصويت في اليوم الأول". وتابع "سيحشدون الناس للذهاب للتصويت يوم الثلاثاء، ولكن هذا الخيار سيفشل أيضاً". وأكد أن "الشعب المصري رفض إعطاء شرعية للانقلاب الذي قاده السيسي".

وعلق  المستشار وليد شرابي المتحدث باسم حركة قضاة من أجل مصر, على قرار اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية المزعومة، بمد التصويت لليوم الثالث على التوالي، بأن مد التصويت يكون لكثرة عدد الناخبين وعدم قدرتهم على الإدلاء بأصواتهم نتيجة الزحام, فيكون من خلال منح الفرصة للجميع للتصويت.

 

وأضاف شرابي في تدوينة له على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك", قائلاً: "في الحالة الراهنة لا يوجد مصوتين من الأساس ولكن بدأت فترة التخبط الانتخابى للانقلابيين".

 

 

 

انتهاكات واسعة

 

كشف المرصد العربي للحقوق والحريات، الثلاثاء، أن نسبة المشاركين في انتخابات الرئاسة المصرية  لم تتعد الـ 6.57% من إجمالي من يحق لهم التصويت البالغ عددهم 54 مليونا، وسط انتهاكات واسعة من قبل السلطات.

ورصد تقرير أصدره المرصد، حالات واسعة من التصويت الجماعي واستخدام البطاقة الدوارة وتوزيع الرشاوى الانتخابية، بالإضافة إلى الانتهاكات المباشرة لقانون الانتخابات من خلال خرق حظر الدعاية واعتداء مؤيدي "السيسي" على مؤيدي "صباحي"، واعتقال أنصاره ومحاميه ومنعهم من مباشرة أعمالهم كوكلاء في اللجان.

 

كما أظهر التقرير عدم استخدام الحبر الفسفوري في كثير من اللجان، وإجبار العاملين في القطاع العام والخاص على الانتخاب والتصويت للسيسي.

 

وأشار المرصد إلى التباين في التصويت بين معظم المحافظات، حيث بلغت أعلى نسب المشاركة 10% وأدناها 1% في محافظة مرسى مطروح، فيما تراوح متوسط التصويت بين 5 و6% في أغلب المحافظات.

 

كما كشفت الناشطة نورهان فؤاد عن صورة من صور التزوير حيث أكدت أن القاضى رئيس اللجنة التى انتخبت بها عرض عليها ورقتى اقتراع إلا أنها رفض مرتين ثم عرض عليها للمرة الثالثة فلما كشفت له عن دعمها لصباحى ضحك ثم توقف.

 

وقالت نورهان على حسابها الخاص على فيس بوك: "وحياة ربنا قلتله:لأ. قاللى خدى ورقتين..قلتله لأ. قالى ثالث مرة فقلت له : لو حمدين هيكسب هاخدها"

 

وتضيف : "ضحك ضحكة صفرة وقال: لأ.. مينفعش"

 

مسيرات معارضة

 

 

ووسط أجواء الاقبال الضعيف على الانتخابات، فإن مؤيدو مرسي قد أصروا على توصيل رسالتهم بتأكيدهم على أن لا رئيس لمصر سوى الرئيس الشرعي المنتخب د. محمد مرسي، حيث نظم التحالف الوطني لدعم الشرعية مئات المسيرات في مختلف ربوع مصر، منذ الساعات الأولى من صباح اليوم وحتى ساعات متأخرة تزامناً مع بدء أول أيام مسرحية الانتخابات الهزلية لتنصيب قائد الانقلاب الدموي عبدالفتاح السيسي للرئاسة الجمهورية.

 

وتجرى انتخابات رئاسة الدم وسط نجاح كبير لدعوات المقاطعة التي أطقلها "التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب، وبعض الحركات الشبابية الأخرى".

 

من جانبهم واصل الثوار الرافضون للانقلاب الدموي صباح اليوم الثلاثاء فعاليتهم الثورية الرافضة لتلك الانتخابات الهزلية، حيث قاموا بتنظيم عدة سلاسل بشرية ومسيرات رفضا للانتخابات الرئاسية في عدد من المحافظات.

 

ففي منطقة الفلكي بالقاهرة، نظم عدد من الأهالي مسيرة رافضة للانقلاب العسكري، طالبوا خلالها بإسقاط الانقلاب العسكري، ومقاطعة الانتخابات الرئاسية.

 

كما نظم رافضو الانقلاب بمنطقة الهرم بالجيزة، سلسلة بشرية، نددوا خلالها بممارسات ميليشيات الانقلاب بحق رافضيه، كما دعوا لمقاطعة الانتخابات الرئاسية.

 

وفى الإسكندرية خرجت 20 تظاهرة وسلاسل بشرية ومسيرات رافضة للانقلاب العسكر ،دعوا جميعا إلى مقاطعة الانتخابات الرئاسية، وطالبوا بعودة المسار الديمقراطي.

 

صدمة الإعلام

وشكلت نسبة الإقبال الضعيف صدمة للإعلام الموالى للإنقلاب حيث قال الإعلامي خيري رمضان المذيع بقناة سي بي سي إن مد التصويت بإنتخابات العسكر لليوم الثالث لن يكون له جدوى إذا لم تحل أزمة الناخبين الوافدين.

وأضاف خيري قائلا :" ما هو اللي كان عايز يشارك كان نزل النهاردة، احنا ما عملناش حاجه للوافدين لما زودنا يوم كمان، كنا لازم نحل الأزمة والمسألة لا تكون مجرد إستهلاك".

فيما قال معتز بالله عبدالفتاح، الباحث السياسي والإعلامي بقناة المحور، إن محاولة الإعلامييون الحشد للانتخابات قد فشلت، وكان لها تأثير عكسي على المواطنين، مضيفاً: "اللعبة اللي اتلعبت قبل 30 يونيه لإسقاط محمد مرسي مينفعش تتلعب تاني، لإن الناس فهمت وعرفت خلاص".

وأضاف عبد الفتاح خلال برنامجه على قناة المحور مساء اليوم الثلاثاء: "الإعلام منح نفسه حجم أكبر من حجمه، والشعب المصري مش تحت الريموت الكنترول بتاعكم ونحن لنا إرادة مستقلة".

وأشار إلى أن تكرار استخدام الإعلام لسياسية "فزاعة الإخوان" من أجل دفع وحث المواطنين للتصويت والمشاركة في الانتخابات بات مسألة "سمجة" وغير مقنعة للمصريين، على حد قوله، مؤكداً على ضعف إقبال المواطنين على التصويت على مدار يومي انتخابات العسكر.

 

اشتكى الإعلامي المصري توفيق عكاشة من قلة أعداد الناخبين في انتخابات الرئاسة المصرية الحالية، حيث طالب فى حواراً له ، على قناة "الفراعين" المصريين بالنزول والمشاركة في الاقتراع، حتى وصل به الأمر إلى أن قال إنه مستعد لتقبيل أقدامهم حتى يصوتوا.

 

وتساءل عكاشة: "عايزين إيه اقلع هدومي مثلا !! واطلع على الهوا من غير هدوم".

 

فيما أشار الصحفي الناصري مصطفى بكري إلى أن قلة أعداد المشاركين في الانتخابات الرئاسية، تصيب المرشح الرئاسي عبد الفتاح السيسي، بـ"الإحباط وقد يضطر للاعتذار عن المنصب بعد نجاحه في الانتخابات".

وأضاف "بكري" في حوار له على قناة "الحياة"، الثلاثاء، "هل تعرفون معنى تصريحات المشير السيسي أن النتائج غير مرضية مستقبلا؟، معناه أن البلد في خطر، ورئيسك الذي سينتخب هيبقى عنده حالة من الإحباط وقد تؤدي لاعتذاره بعد النجاح".

وأكد أن "حالة السلبية قد تعيد الإخوان للمسرح السياسي، في العودة عبر الانتخابات البرلمانية".

وأضاف: " أنا بعتذر، لأن اللي صوتولي 9 مليون دول أقل من مرسي أنا بعتذر"



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023