شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

الشامي..من أزمات نيجيريا وحرب مالى والثورة الليبية للاعتقال بمصر

الشامي..من أزمات نيجيريا وحرب مالى والثورة الليبية للاعتقال بمصر
"قوات الشرطة تستعين بالبلطجية، صورت ذلك على الكاميرا، يحاولون الصعود إلى البنايات السكنية، الثوار يسيطرون على مدفع...

"قوات الشرطة تستعين بالبلطجية، صورت ذلك على الكاميرا، يحاولون الصعود إلى البنايات السكنية، الثوار يسيطرون على مدفع المياه الآن" كانت هذه آخر تدوينة لعبد الله الشامي مراسل الجزيرة بميدان رابعة العدوية، حول تطورات الأوضاع في مجزرة فض رابعة، قبل أن يتم اعتقاله بعدها بلحظات، ليبقى خلف قضبان العسكر منذ 14 أغسطس 2013 حتى هذه اللحظة.

 

عبد الله الشامي الذي يبلغ من العمر ٢٥ عاما يعمل مراسلا في شبكة الجزيرة، يستقر في العاصمة النيجيرية ويتنقل منها ليغطي معظم الأحداث المصيرية وسط وغرب إفريقيا.

 

شارك الشامي في تغطية أحداث الثورة الليبية، حيث شهد حصار مصراتة من قبل قوات القذافي، كما شارك في تغطية الحرب الأخيرة في مالي، بالإضافة للعديد من التقارير التي أعدها من جنوب أفريقيا والقاهرة وأبوجا بالإضافة لتقارير أعدها من مكتب الجزيرة في أنقرة تتعلق بالشأن السوري.

 

وعاد عبد الله مرة أخرى إلى القاهرة حيث أوفدته الجزيرة قبل الانقلاب العسكري بأيام في الأول من يوليو تموز لتغطية الأحداث في مصر ثم بعد ذلك المشاركة في تغطية التظاهرات المطالبة بعودة الرئيس مرسي والرافضة للانقلاب العسكري في مصر.

 

وأخرج عبد الله الشامي عددا من التقارير أثناء وجوده بميدان رابعة العدوية، محاولا توضيح الصورة التي كانت تعمل وسائل الإعلام المصرية على تغييرها بشتى الطرق.

 

عبد الله وجهت إليه النيابة المصرية تهما متعددة بعد اعتقاله بميدان رابعة العدوية منها: التحريض على العنف، والتحريض على قتل أفراد الشرطة، التحريض على الفتنة الطائفية، منع المواطنين من أداء الشعائر الدينية.

 

وبعد أن حققت معه النيابة قررت حبسه ١٥ يوما على ذمة التحقيق، ثم رحلته إلى سجن أبو زعبل، حيث جرت المذبحة التي راح ضحيتها ٣٨ معتقلا عقب وصول عبد الله لمحبسه بساعات.

 

وقالت زوجة عبد الله الشامي أن التحقيقات تتم مع زوجها في ساعات متأخرة من الليل وداخل السجن، حيث تقوم النيابة باستجوابه داخل السجن، وتؤكد جهاد خالد أن سبب اختيار مواعيد ليلية في التحقيقات مع زوجها هو عدم السماح لأحد من محاميه بحضور التحقيقات التي تتم في فترات حظر التجول.

 

منذ 21 يناير 2014 والشامي مضرب عن الطعام، حتى خسر غالبية وزنه وبدأت وظائف جسده الحيوية تتأثر، تشاركه إضرابه زوجته الشابة جهاد خالد.

 

وفي الخامس من مايو 2014 أتم الشامي عامه السادس والعشرين في سجن أبو زعبل، قبل أن يتم نقله إلى زنزانة انفرادية بسجن العقرب شديد الحراسة، وتقوم سلطات الانقلاب بإجباره على التقاط صور له وهو يتناول الطعام ونشرها عبر وسائل الإعلام، لمواجهة الحملة الدولية التي انتشرت للمطالبة بإطلاق سراحه.

 

أما الصور الأكثر انتشارا لعبد الله فتجمعه بزوجته جهاد، وهو يداعبها على أرجوحة في أحد الحقول، أو وهو يرافقها في زفافهما، أو وهو يدلي بتعليق على تقرير من قلب ميدان رابعة لقناة الجزيرة، بجسده الممتليء ونظرته الجادة، التي لا تتغير إلى الابتسامة إلا مع زوجته وأهله.

 

ولكن بعد اعتقاله أصبحت صورته الأكثر انتشارا هي بملابس السجن البيضاء المترهلة على جسده النحيف، وشعره الكث الذي يغطي وجهه الناحل، وعينيه الغائرتين اللتان تنافس الهالات السوداء المحيطة بهما تلك النظرة الحزينة المتألمة الجريحة فيهما.

 

أما جهاد صاحبة الابتسامة البريئة، والنظرة التي تعانق الحياة برفقة زوجها الإعلامي الشاب، فقد تدهورت حالتها الصحية ونقلت للعناية المركزة مرتين على الأقل بسبب مشاركتها لزوجها في إضرابه.

 

وقال الشامي في الفيديو الذي يبدو أنه صور في السجن إنه يحمل السلطات مسؤولية تداعيات وضعه الصحي.

 

وأضاف أنه تقدم بأكثر من طلب للحصول على رعاية صحية لكنه لم يحصل عليها، وتقول قناة الجزيرة إنه فقد الكثير من الوزن.

 

وقال شقيقه مصعب لوكالة أنباء فرانس برس إن شقيقه في "حالة حرجة" وأضاف إن "أفضل ما يمكنهم عمله هو الإفراج عنه، فهو صحفي والصحافة ليست جريمة".

 

ودعت منظمة هيومان رايتس ووتش إلى إطلاق سراح الصحفيين، وقالت إن السلطات لم تقدم أدلة ضدهم.

 

وقالت نائب المدير الإقليمي لمنظمة العفو الدولية حسيبة سهراروي إن "وضع سجين مضرب عن الطعام في حبس إنفرادي بدلا من نقله إلى المستشفى يعرض حياته وصحته للخطر".



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023