شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

بين رئاسة الثورة ورئاسة الانقلاب.. كل شيء مختلف

بين رئاسة الثورة ورئاسة الانقلاب.. كل شيء مختلف
أمام حشد بالملايين.. فتح الرئيس المنتخب ذراعيه في عاليا في الهواء يؤدي القسم الرئاسي أمام شعبه في ميدان التحرير...
أمام حشد بالملايين.. فتح الرئيس المنتخب ذراعيه في عاليا في الهواء يؤدي القسم الرئاسي أمام شعبه في ميدان التحرير الذي انطلقت منه شرارة الثورة وكان معقلها، وتجاوبت معه أفئدة المصريين وهتافاتهم وهم يرددونها مدوية خلف رئيس الثورة: "ثوار.. أحرار.. هنكمل المشوار".
 
لا شيء من ذلك ولا قريبا منه تكرر في رئاسيات الانقلاب، الخطابات كانت مسجلة باردة من وراء الشاشات، الاحتفالات في التحرير رغم التأمين العالي لها خلت من أي حضور للرئيس المنتظر، فمنذ ظهوره على الساحة، واعلان ترشحه للرئاسة وهو يتحدث لجمهوره من خلف الشاشات، سواء كان في مؤتمرات دعائية له، او أحاديث صحفية، وحتى بعد تنصيبه رئيساً للانقلاب.
 
المشير عبد الفتاح السيسي الذي بدا عليه التردد والتلعثم في الكلمات –وكان ذلك من أبرز الانتقادات التي وجهت إليه من أستاذة الاجتماع وعلم النفس، ولاحظها وعلق عليها مشاهدوه- خرج بالصورة ذاتها يخطب بالأمس من خلف شاشة دون جمهور في كلمة لم تزد مدتها على 5 دقائق.
 
وبالرغم من الشعبية المزعومة من المشير عبد الفتاح السيسي، والتي روجت لها وسائل الإعلام، إلا أن الأعداد التي خرجت إلى شوارع مصر للاحتفال، وسط حراسة مشددة من قوات الأمن، لم تتعد الآلاف، الأمر الذي كان متوقعاً بعد عزوف الناخبين عن الانتخابات، ومشهد " لم يحضر أحد" الذي كان سمة انتخابات العسكر بالأسبوع الماضي.
 
ولم تخل تلك الاحتفالات من المشاهد المعتادة منذ الانقلاب العسكري ومؤيديه، حيث أصبحت شوارع مصر عبارة عن "حفلات راقصة جماعية" فضلا عن حالات التحرش الجماعي والتي أذاعتها القنوات الفضائية في مختلف الميادين التي احتفل فيها أنصاره.
 
وفى مشهد مختلف تماماً حسبما وصفه سياسيون خرج في أول خطاب له وأصر على حلف اليمين وسط استقباله الحافل في ميدان التحرير، من قبل جميع المصريين، حيث كان مشهدا نادرا في تاريخ مصر، حين وقف رئيس الدولة فاتحا صدره فاردا ذراعيه، بينما يردد القسم أمام المتظاهرين، قبل أن يؤديه رسميا أمام قضاة المحكمة الدستورية العليا، "مرسي" الذي لم يتخلف عن مؤتمر انتخابي أو لقاء صحفي، أو دعوة مفتوحة مع الجماهير من قبل توليه الرئاسة وحتى الإطاحة به في 3 يوليو بالعام الماضي.
 
لم يكن الاختلاف الوحيد في المشهد هو عدد المشاركين، بل اختلف أيضًا في طريقة الاحتفالات، فالموالون لمرسي سجدوا فور إعلان فوزه بالاستحقاق الرئاسي، تعبيرًا عن فرحتهم بوصول مرسي للحكم، بعد الإطاحة بمبارك، بسجدة شكر استقبل الرئيس محمد محمد مرسي عيسى العياط أول رئيس مدني منتخب خبر إعلان فوزه بالانتخابات الرئاسية عام 2012، على منافسه أحمد شفيق آخر رئيس وزراء في عهد مبارك.
 
وبدأ أول خطاباً له فجر إعلان النتيجة بالتعهد بالحفاظ على المعاهدات الدولية والمحافظة على حقوق الإنسان والمرأة، موضحًا أنه لولا دماء الشهداء ما كانت الحرية، وأنه سيكون على مسافة واحدة من الجميع.
 
ولم يكن الاختلاف بين الرئيس الشرعي والرئيس المنقلب فقط في مشهد الحضور او الاحتفال او إلقاء الكلمات، وفقط، بل كان الاختلاف ايضاً في استقبال وتهنئة الدول العربية والاجنبية للرئيسين، فمنذ عزل الرئيس محمد مرسي وحتى الآن، كانت اسرائيل تحتفل وتشجع ذلك الفعل الذي قام به عبد الفتاح السيسي، وكانت الداعم الرئيسي له في الانتخابات الرئاسية، حتى انها انتجت دعاية اعلانية له على شاشات قنواتها وصحفها، بل وكانت اول المهنئين بفوزه رئيساً للانقلاب.
 
وأجمع معلقون "إسرائيليون" على أن تنصيب قائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي رئيسا، وتواصل بقاء بشار الأسد على كرسي الرئاسة في سوريا، يحسن البيئة الاستراتيجية لـ "إسرائيل" بشكل غير مسبوق، حيث قال المعلق العسكري عمير رايبوبورت، "إن أهم ما يثير حماس محافل التقدير الاستراتيجي في تل أبيب لتتويج السيسي رئيساً حقيقة أن هذا التطور سيضمن ليس فقط تواصل مظاهر الشراكة الاستراتيجية بين تل أبيب والقاهرة، التي تكرست بعد عزل –الانقلاب على -الرئيس محمد مرسي، بل إنه سيؤدي إلى تعزيز هذه الشراكة وتطورها".
 
وفي مقابلة أجرتها معه الإذاعة العبرية الثلاثاء، أشار رايبورت إلى أن محافل التقدير الاستراتيجي في تل أبيب، ترى أن العوائد الاستراتيجية التي ستجنيها "إسرائيل" من وجود السيسي في الحكم ستسمح لها بالتفرغ لمواجهة تحديات استراتيجية كثيرة.
 
بينما كانت تركيا وفلسطين وقطر وإيران من اوائل الدول التي هنئت الدكتور محمد مرسي بفوزه بمنصب رئيس الجمهورية، وقال حينها محمود الزهار القيادي البارز في حركة حماس ان فوز مرشح حركة الاخوان المسلمين محمد مرسي في انتخابات رئاسة مصر "لحظة تاريخية وانتصارًا كبيرًا".
 
وقال الزهار لوكالة فرانس برس: "هذه لحظة تاريخية ومرحلة تاريخية جديدة في تاريخ مصر ستصحح الاربعين عامًا السابقة. هذه هزيمة لبرنامج التطبيع مع العدو (الصهيوني) ولبرنامج التعاون الامني مع العدو وبيع مقدرات مصر للعدو والموقف المتناقض مع رأي الشعب المؤيد للقضية الفلسطينية".
 
وأضاف الزهار أن فوز مرسي يعني "ولادة جديدة لاقتصاد مصر، اقتصاد فاعل وموقف سياسي وإقليمي يقود الامة العربية والاسلامية".
 


تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023