شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

بديع .. عالم الباثولوجيا المعتقل في سجون الانقلاب

بديع .. عالم الباثولوجيا المعتقل في سجون الانقلاب
"ثورتنا سلمية..وستظل سلمية..سلميتنا أقوى من الرصاص"، كانت هذه هي الكلمات التي أطلقها الدكتور...

"ثورتنا سلمية..وستظل سلمية..سلميتنا أقوى من الرصاص"، كانت هذه هي الكلمات التي أطلقها الدكتور محمد بديع المرشد الثامن لجماعة الإخوان المسلمين أمام شباب ثائر خرجوا بحناجرهم وصدورهم العارية بميدان رابعة العدوية ليذكرهم بسلمية الثورة حتى نهاية الطريق، إلا أنه لم يعلم وقتها أنه أكثر شخص في مصر سيحاكم في قضايا تتعلق بالإرهاب والقتل والتحريض على العنف في أكثر من عشرين قضية. 

 

بديع الذي يعتبره الإعلام المصري الرجل الذي "لا يأكل الطعام ولا يمشي في الأسواق"، ليطلق إعلام مبارك على فترة حكم الرئيس مرسي "دولة المرشد" ، ويخرج معارضو الرئيس المنتخب ليقولوا "يسقط يسقط حكم المرشد".

المرشد الزي لم يزر قصر الإتحادية غير مرة واحدة مع عدد من الشخصيات في إطار حوار وطني أقامه الرئيس مرسي بعد انتخابه.

 

بديع رجل العلم 

يعد الدكتور محمد بديع من أفضل مائة عالم على مستوى العالم في مجال الطب البيطري؛ حيث حصل على بكالوريوس الطب البيطري عام ١٩٦٥ ليعمل بعدها معيدًا بكلية الطب البيطري بأسيوط، ثم حصل بعد ذلك على الماجستير والدكتوراه، ثم رئيسًا لقسم الباثولوجيا بطب بيطري بني سويف، ثم وكيلًا للكلية لشئون الدراسات العليا والبحوث حتى عام ١٩٩٣.

 

بديع أب لشهيد 

 

وتتكون أسرة الدكتور محمد بديع من زوجته سمية الشناوي، التي قضى قاضي التحقيق في أموال جماعة الإخوان المسلمين بالتحفظ على أموالها، وثلاثة من الأبناء هم "عمار" شهيد مجزرة رمسيس الثانية ، "بلال" دكتور أشعة وبنت وحيدة هي "ضحى" كما أن له من الأحفاد ٣.

 

أكثر من ٢٠ قضية!

 

وبعد الانقلاب العسكري ومجزرة فض اعتصامي رابعة العدوية تم اعتقال الدكتور محمد بديع في إحدى الشقق بشارع الطيران المجاور لميدان رابعة العدوية بمدينة نصر، وتم التحقيق معه واتهامه في أكثر من عشرين قضية تصل أحكام بعضها للمؤبد وآخرى للإعدام.

 

وأبرز القضايا التي يحاكم بها الدكتور بديع؛ "التخابر" مع منظمات أجنبية، والاعتداء على المتظاهرين أمام " مكتب الإرشاد"، والاعتداء على المتظاهرين أمام قصر "الإتحادية"، وهروب المساجين من وادي "النطرون"، وإدارة "غرفة عمليات رابعة"، و"إهانة القضاء".

 

كما يحاكم الدكتور بديع في عدد من القضايا جميعها حدثت في يوم واحد، وهو يوم مجزرة فض اعتصام رابعة العدوية، ويواجه فيها اتهامات بالقتل العمد، والشروع في القتل، واقتحام مراكز شرطية، وقتل ضباط شرطة ومجندين.

 

ويحاكم أيضا في قضايا "اقتحام قسم العرب في بورسعيد، قطع الطريق الزراعي بقليوب بمحافظة القليوبية، والعدوة بالشرقية، وسمالوط ومطاي بالمنيا، وقضيتي مسجد الإستقامة والبحر الأعظم في الجيزة. 

 

المرشد الثاني الذي حكم عليه بالإعدام 

 

وقد حكم القاضي سعيد يوسف المعروف بقاضي إعدامات المنيا بالإعدام على ١٢١٢ من رافضي الانقلاب بالإعدام  في قضيتين منفصلتين في المحافظة كان نصيب الدكتور بديع منها حكمي إعدام؛ ليكون ثاني مرشد في الجماعة يحكم عليه بالإعدام بعدما حكم على المستشار حسن الهضيبي المرشد الثاني لجماعة الإخوان المسلمين، كما حكم على الدكتور بديع بالسجن المشدد لمدة عام في قضية إهانة القضاء. 

 

وبعد الحكم على الدكتور بديع والد الشهيد عمار بالإعدام مرتين متتاليتين لم يقل إلا كلمات يسطرها له التاريخ كما سطرها لشيخ الظلال من قبله الشهيد سيد قطب، حيث قال الدكتور بديع: "لو أعدموني ألف مرة والله لا أنكص عن الحق، إننا لم نكن نهذي حين قلنا إن الموت في سبيل الله أسمى أمانينا.. اللهم فاقبل.. اللهم فاقبل"، لتظل هذه الكلمات عرائس من الشمع لا روح فيها ولا حياة حتى إذا مات في سبيلها دبّت فيها الروح وكتبت لها الحياة، كما قال شهيد الظلال سيد قطب.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023