شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

صحف عالمية: حالات التحرش حدثت أثناء تأكيد “السيسي” على دور المرأة

صحف عالمية: حالات التحرش حدثت أثناء تأكيد “السيسي” على دور المرأة
في الوقت الذي كان قائد الانقلاب العسكري لايزال يحتفل بتنصيبه في احتفال أسطوري في تأمينه وبهرجته ويلقي كلمته...
في الوقت الذي كان قائد الانقلاب العسكري لايزال يحتفل بتنصيبه في احتفال أسطوري في تأمينه وبهرجته ويلقي كلمته مؤكدا على دور المرأة ومشيدا بجهدها في حملته الانتخابية القصيرة؛ كانت إحدى السيدات اللواتي قررن النزول لميدان التحرير احتفالا بفوزه تحاول النجاة بنفسها من واقعة اغتصاب جماعي والتقطتها كاميرات ناشطين وهي شبه عارية تماما وتغطي جسدها الدماء والجروح.
 
بهذه الكلمات وصفت صحف غربية واقعة التحرش التي تعرضت لها فتاة بميدان التحرير أثناء احتفالها بتنصيب قائد الانقلاب رئيساً وأثارت استنكار جميع وسائل الاعلام الغربية.
 

ذئاب حول الفريسة

 
وعلقت صحيفة "ذي إندبندنت" البريطانية، على واقعة التحرش بإحدى الفتيات في التحرير، أثناء الاحتفال بتنصيب قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي رئيسًا، فقالت: "بعد الغروب، تختفي معظم قوات الأمن من المشهد، ليظهر في الكادر أشخاص تربصوا وانتظروا هذه اللحظة لكي يجهزوا على فريستهم، بعدما استغلوا المظاهرات كستار للإيقاع بها.. وما لبثت الفريسة إلى أن ظهرت عارية الجسد، ويغطي جسدها العديد من الكدمات والدماء وهي تحاول أن تنجو بنفسها من هؤلاء الذئاب البشرية الذين تجردوا من أبسط مشاعر الإنسانية، وسط عجز من قوات الشرطة".
 
وقالت الصحيفة: "هذا ليس مشهدا من فيلم سينمائي، وإنما واقعة حقيقية في بلد طالما وصف بأنه متدين وفي واحد من أشهر ميادين الثورة في العالم -ميدان التحرير- الذى أصبح وكرًا للتحرش".
 
وأضافت أن هذه الجريمة البشعة لم تصدم المجتمع المصري، فحسب، وإنما باتت وسائل الإعلام الغربية تتناقلها باعتبارها نموذجًا حيًا على اختلال المنظومة القيمية والأخلاقية في الشارع المصري.
 
ورأت الصحيفة، أن هناك العديد من الغوغاء يشاركون في التظاهرات كغطاء للاعتداء على الإناث جنسيًا والتحرش بهن. 
 
من جانبه أشار توم دالي – مراسل "ذي اندبندنت" في القاهرة – خلال تقرير له نشر اليوم الثلاثاء، إلى "اعتقال سبعة أشخاص، على خلفية علاقتهم بأعمال التحرش التي تعرضت لها بعض النساء في ميدان التحرير ليلة الأحد، خلال الاحتفالات بتنصيب السيسي، وأشار إلى مقطع فيديو متداول على موقع يوتيوب لامرأة عارية يغطي جسدها العديد من الكدمات والدماء، وهي تحاول الهروب من المتحرشين".
 

الضحية ملامة؟

 
وقالت صحيفة الغارديان البريطانية، إن حادثة الاعتداء الجنسي في ميدان التحرير، يوم تنصيب عبد الفتاح السيسي رئيسا لمصر، أعادت الجدل حول مسألة التحرش الجنسي التي عادة ما يلقى فيها اللوم على الضحية.
 
وذكّرت الصحيفة بتصريح جابر نصار رئيس جامعة القاهرة الذي أثار جدلاً واسعاً، حينما قال إن الضحية ملامة بنفس القدر الذي يلام فيه المعتدون عليها.
 
وقالت الصحيفة: إن "الاعتداء على الفتاة في أثناء حفل التنصيب جاء في وقت أكد فيه السيسي على أهمية دور المرأة، حيث تعتبر من أشد الداعمين له".
 
وأشارت إلى أن السيسي أثنى في حملته الانتخابية القصيرة على دور المرأة، ما أحيا آمال البعض بحدوث تحول في وضعها أثناء رئاسته. مع أن الكثيرين لاحظوا لهجة فوقية في طريقة حديثه عن المرأة التي وصفها بعبارات رقيقة وأنها تمثل هدوء البيت وصوت العقل فيه، بحسب الصحيفة.
 
وتؤكد الصحيفة أن مصر تعاني من مشكلة التحرش التي لا تسلم منها فتاة في الشارع، والحافلة، والقطار في الجامعة والمدرسة.
 
وأظهرت دراسات قبل الثورة عن تعرض معظم السائحات لمصر لحالات تحرش إما بمحاولة اللمس أو الغمز او الهمس، وحاول ناشطون في مجال الدفاع عن المرأة القيام بحملات وملء الفراغ الذي شغر بسبب عدم وجود قوانين لحماية المرأة أو الدفاع عنها وطالبوا الحكومة بإصدار تشريعات قضائية.
 

 فضيحة شوهت حفل التنصيب

 
واعتبرت مجلة "تايم" الأمريكية فيديو التحرش الذي جرت وقائعه بالتحرير احتفالا بتنصيب السيسي بمثابة فضيحة شوهت حفل تنصيب القائد الجديد.
 
وفى تقرير تحت عنوان "فيديو التحرش يشوه أجواء تنصيب السيسي رئيسًا" تقول المجلة: الفيديو الذي تم تصويره بكاميرا هاتف محمول، تم نشره بشكل واسع على الشبكات الاجتماعية، بعد وقت قصير من وعود السيسي بالقضاء على العنف الجنسي.
 
واعتبرت المجلة أن الفيديو البشع الذي تظهر فيه فتاة شبه عارية وتتعرض للتحرش، وسط حشود في ميدان التحرير، بات بمثابة فضيحة، في أعقاب الاحتفال بالقائد الجديد مشيرة إلى أن المقطع تظهر فيه امرأة ترتدي قميصًا أسود اللون، ويحيط بها مجموعة من الرجال الذين يقومون بمحاولة تجريدها من ملابسها وضربها، ويظهر على الجزء الأسفل من جسدها الذي كان عاريًا تماما آثار واضحة لكدمات كبيرة
 
كما يكشف الفيديو الذي تبلغ مدته دقيقتين حمل الفتاة التي كان يسيل منها الدماء إلى سيارة لحمايتها.
 
ولفتت المجلة إلى أن الفيديو الذي تم تداوله بشكل واسع على موقعي فيسبوك وتويتر، قد أثار جدلاً واسعًا على مواقع النشطاء المناهضين للتحرش والعنف الجنسي في مصر.
 
وأكدت المجلة أن الفيديو والهجوم الوحشي على الفتاة يعد مُحْرِجًا للرئيس الجديد، لا سيما وأنه يأتي بعد وعود له بإنهاء سلسلة الاعتداءات الجنسية التي اعتادتها الحشود التي كانت تتجمع للاحتجاج بميدان التحرير طوال 3 سنوات مضت.
 
ونوه التقرير إلى وعود السيسي، خلال حملته الانتخابية، بملاحقة مرتكبي الجرائم الجنسية، كما صدرت قوانين تتضمن تشديد العقوبات والقوانين الخاصة بالتحرش الجنسي.
 
هذا وقد أشارت المجلة إلي بيان وزارة الداخلية المصرية الذي أصدرته أمس الاثنين، والذي جاء فيه أنه قد تم اعتقال سبعة رجال على خلفية أعمال التحرش التي حدثت خلال احتفالات التنصيب، لكنها لم تستطع أن تؤكد علاقة المعتقلين بمن ظهروا في الفيديو.
 

فشل في حماية المرأة

 
وأصدرت 29 منظمة نسوية وحقوقية بيانا مشتركا اتهمت فيه الحكومة بالفشل في حماية المرأة ومواجهة الهجمات.
 
وقالت المنظمات هذه إنها وثقت 250 حادث اعتداء وتحرش جنسي، في الفترة ما بين نوفمبر 2012 ويناير 2014 وجاء في البيان "هناك حاجة لاستراتيجية وطنية لمواجهة المشكلة".
 
وفي أثناء التظاهرات التي خرجت للشوارع في الصيف الماضي ضد مرسي قال الناشطون إنهم وثقوا 169 حادث تحرش منها 80 حادثا في يوم واحد. وبحسب الناشطين فهجمات كهذه تبدأ بتحرشات من مجموعة صغيرة سرعان ما ينضم إليهم آخرون.
 

"حس الحياء"؟

 
وذكرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، إن نسبة 99% من النساء المصريات تعرضت للتحرش الجنسي. وذكرت بحملة عبد الفتاح السيسي للرئاسة التي وعد فيها بإعادة "حس الحياء" الذي كان يردع الرجال عن التحرش بالفتيات. ولم تمر سوى 24 ساعة على انتخابه إلا ووضع تعهده موضع الامتحان.
 
وتحدث التقرير عن شريط الفيديو الذي انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي والذي أظهر صورة فتاة عارية وحولها شبان ورجل شرطة يحاول تفريقهم "كان شريطا بشعا وانتشر على الإنترنت بطريقة جنونية".
 
 وفي نسخة من نسخه شاهدها أكثر من 300 ألف شخص، كان الوضع أسوأ لأن الفيديو هو عن فتاة من خمس فتيات تعرضن للاعتداء يوم الأحد في ميدان التحرير، وهو المكان الذي كان مرة علامة على ثورة يناير 2011 المطالبة بالحرية والديمقراطية.
 
وليست هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها الاعتداء على الفتيات في التحرير فقد تم الاعتداء على مراسلة قناة "سي بي أس" لارا لوغان وتم تمزيق ملابسها في الليلة التي أعلن فيها حسني مبارك تنحيه عن السلطة. وقالت لوغان التي نقلت بعد ذلك للمستشفى، إنه تم التحرش بها جنسيا وظنت أنها قتلت.
 
وتضيف المجلة أن الاعتداءات الجنسية كانت الحاضر الغائب في ميدان التحرير، والسنوات الثلاث الماضية منذ الثورة. وتعاني الدولة من مشكلة تحرش جنسي وزادت للأسوأ منذ انهيار النظام الديكتاتوري.
 
 فقد كشفت دراسة للأمم المتحدة عام 2013 حول المساواة بين الجنسين وتعزيز دور المرأة، أن كل النساء المصريات تقريبا عانين بدرجة أو بأخرى من التحرش الجنسي، ورسمت الدراسة صورة قاتمة عن وضع المرأة في المجتمع المصري. وبحسب الدراسة فإن نسبة 99.3% من الفتيات تم التحرش بهن جنسيا. ووجدت الدراسة أنه لا يوجد مكان يمكنهن الذهاب إليه دون التعرض للتحرش الجنسي.
 
ومن أكثر الأماكن التي يستغلها الرجال للتحرش: الشوارع (89.3%)، ومن ثم وسائل النقل العام (81.8%)، وبعدها الشواطئ (60.7%)، فالأسواق (59.3%)، فالمتنزهات العامة (53.3%)، ثم المناطق الخالية (46.2%)، وعبر الهواتف النقالة (39.2%)، وأخيرا مراكز التسوق (34.6%).
 
ويعتبر التحرش الجنسي جزءا من الحياة اليومية المصرية بحسب الدراسة. وبناء على المشاركات فيها، فقد قالت إنهن يتعرضن يوميا للتحرش بنسبة 49.2%، وعلى قاعدة أسبوعية (19.2%)، وشهريا (7.3%)، ومرة واحدة (3.4%)، وفي حالات نادرة لكنه حصل أكثر من مرة (20.7%).
 
 وتشير الدراسة إلى أن حالات التحرش الجنسي زادت بشكل كبير منذ ثورة يناير ،2011 فقد بلغت النسبة 48.9 % بعد الثورة مقارنة مع 44% قبلها.
 
أما عن أشكال التحرش الجنسي والتي يمكن أن تتطور للمستوى الذي وصلت إليه يوم الأحد الماضي، فقد قالت الدراسة إن اكثر أشكال التحرش شيوعا هي الصفير (87.7%)، فالنظرات الوقحة (75.2%)، فالنكات والكلام البذيء (62.5%)، ثم المعاكسة بالهانف (70.7%)، فالملاحقة (62.5%)، فالملامسة (59.5%)، ثم الحركات البذيئة والكشف عن الأعضاء الخاصة (29.3%)، ووضع صور فاضحة (18.3%)، فالإصرار على مرافقة الفتاة وإيصالها للبيت أو العمل رغم رفضها (16.2%)، أو تعليق صورة أو كلام فيه تلميحات (12.6%)، أو الطلب من الفتاة البقاء بعد نهاية ساعات العمل  أو الدراسة (10.2%).
 
وعندما يتطور الوضع إلى عنف وتحرش جسدي تقول المرأة المصرية إن الرجال يستهدفون جسدهن بواحدة من هذه الطرق: وضع اليد على الكتف (5.5%)، أو الوجه أو العنق أو الرأس (0.5%)، أو مسك اليد (3.6%)، أو وضع اليد على البطن (0.3%)، أو النهد (54.5%)، أو الرجل والفخذ (2.3%)، أوالإلية (13.5%)، أو عضو المرأة الخاص (0.1%)، أو كل الجسد (7.1%).
 
وعن رد فعل المارة، فإنهم في العادة لا يفعلون شيئا في حالات العنف الجنسي، ولكن هناك بعض الحالات التي يصرخ فيها رجل على المتحرش (7.5%)، أو تصرخ المرأة المعتدى عليها على المعتدي (4.5%)، أو يشارك المارة بالتحرش (0.5%)، أو لم يلاحظ أحد الاعتداء (33.6%)، أو يتظاهر العامة بعدم الملاحظة (11%)، أو لم يحركوا ساكنا (40%).
 
أما عن أثر الحادث (التحرش) على الضحية، فهو كالآتي: الشعور بالخوف والتأثر العميق (44%)، أو الشعور بأني لمت نفسي لخروجي من البيت والمشي في الشارع (7.8%)، أو الشعور بأني بت أشعر بأنوثتي وأنني مرغوبة (3.3%)، أو الشعور بالاكتئاب (9.2%)، أو الشعور بالتشوش وأني أصبت بالصداع وعدم القدرة على النوم (9.4%)، أو الشعور بالغضب ثم البكاء (35.9%)، أو الشعور بأني لم أهتم (22.8%). .
 


تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023