شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

“داعش”.. هل يكون السلاح حلا؟

“داعش”.. هل يكون السلاح حلا؟
"سقوط محافظة بالكامل وهروب قوات المالكي منها"، "85 ألفا من قوات المالكي المجهزة بأفضل عتاد هربت...

"سقوط محافظة بالكامل وهروب قوات المالكي منها"، "85 ألفا من قوات المالكي المجهزة بأفضل عتاد هربت وتركته وراءها أمام 1500 من مقاتلي داعش".. عناوين كثيرة تصدرت وكالات الأنباء والصحف العالمية التي اهتمت بالانتصارات النوعية غير المسبوقة التي حققها تنظيم "داعش" بالعراق في الأيام الأخيرة، إلى الحد الذي دفع خبراء إلى القول إن التقدم العسكري الذي حققه مسلحون اسلاميون في العراق باستيلائهم على مناطق شاسعة من شمال البلاد، يقرّبهم من تحقيق هدفهم بـ "إقامة دولة إسلامية عابرة للحدود"، بينما يرى آخرون أنها لا تعدو كونها تكرارا لتجربة أفغانستان أخرى.

 

وبينما ينظر البعض إلى تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام" (داعش) باعتباره حلم الدولة الإسلامية عابرة الحدود التي تتشكل في دولتين كبريين، ينظر آخرون بعين الريبة إلى التنظيم الحديث الذي حقق نتائج غير عادية متسائلين عن مصادر تمويله، وعما إذا كان مدعوما أو مخترقا مخابراتيا تارة، أو متطرفا متشددا تارة أخرى

 

وتشكّل تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام" (داعش) في أبريل 2013، وظهر في البداية على أنه اندماج بين ما يسمى بـ "دولة العراق الإسلامية" التابع لتنظيم "القاعدة" الذي تشكّل في أكتوبر 2006 وبين المجموعة الإسلامية المسلحة في سورية المعروفة بـ "جبهة النصرة"، التي سارعت بعدها بفترة وجيزة إلى رفض هذا الاندماج، وبدأت المعارك بين الطرفين في يناير 2014.

 

العلاقة مع القاعدة

 

ويمكن القول إن علاقة "داعش" مع القاعدة أخذت منحنيات درامية، فبينما أعلن قادتها في مراحل أولية من بدايتها بيعتهم للقاعدة، ووصفوا علاقتهم بها بأنها علاقة الجندي بأميره، تراجعت تلك العلاقة مؤخرا بشكل سريع، إلى حد المواجهة المسلحة بين التنظيم وعناصر من القاعدة ونفي ارتباط التنظيم بالقاعدة نهائيا والتأكيد على أن التصريحات السابقة لم تكن إلا علاقة أدبية لم ترعها القاعدة ولم تحافظ على أطر المودة.

 

واعترضت "الدولة الاسلامية في العراق والشام" علناً على سلطة زعيم تنظيم "القاعدة" أيمن الظواهري ورفضت الاستجابة لدعوته التركيز على العراق وترك سوريا لجبهة النصرة.

 

وكانت "داعش" في بداياتها تعمل تحت اسم "جماعة التوحيد والجهاد" بزعامة ابي مصعب الزرقاوي في عام 2004، قبل أن يبايع هذا الاخير زعيم "القاعدة" السابق اسامة بن لادن ليصبح اسمه "القاعدة في بلاد الرافدين".

 

وبعد مقتل الزرقاوي "انتخب" ابي حمزة المهاجر زعيما للتنظيم. وبعد أشهر أعلن عن تشكيل "دولة العراق الاسلامية" بزعامة ابي عمر البغدادي.

 

لكن القوات الأمريكية نجحت في أبريل 2010 في قتل البغدادي ومساعده أبي حمزة المهاجر، فاختار التنظيم "أبا بكر البغدادي" خليفة له.

 

البغدادي الغامض.. باني التنظيم

 

وأبو بكر البغدادي الذي لا يزال يقود الجماعة يحيط الغموض الشديد بشخصيته، ولا يعلم عنه أي شيء سوى الاعتقاد أنه ولد في سامراء، شمال العاصمة العراقية بغداد، عام 1971 وانضم إلى المعارضة المسلحة التي اندلعت في العراق بعد وقت قصير من الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003.

 

ويعتبر البغدادي قائدا ميدانيا وخبيرا تكتيكيا، إذ يقول المحللون إنه بنى "داعش" على عناصر شبابية مجاهدة مقارنة بتنظيم القاعدة التي يتزعمها أيمن الظواهري.

 

ويعتقد بيتر نيومان، من جامعة كينجز كوليدج لندن، أن نحو 80 في المئة من المقاتلين الغرب في سوريا انضموا إلى الجماعة.

 

الآلاف في العراق وسوريا

 

ويقدر الباحث في مركز "بروكينغز" في الدوحة تشارلز ليستر أعداد المنضوين في هذا التنظيم ما بين خمسة وستة آلاف مقاتل في العراق وسبعة آلاف في سورية. لكن لم يتم التحقق من هذه الأرقام من مصادر أخرى.

 

وفي ما يتعلق بالجنسيات، يقول الخبير في الحركات الاسلامية رومان كاييه من المعهد الفرنسي للشرق الاوسط أن معظم المقاتلين على الارض في سورية، هم من الجنسية السورية لكن قادتهم يأتون في اغلب الاحيان من الخارج ويكونون قد قاتلوا من قبل في العراق والشيشان وافغانستان. اما في العراق فمعظم المقاتلين من العراقيين.

 

ويضم التنظيم مئات المقاتلين الناطقين بالفرنسية من فرنسيين وبلجيكيين ومغاربة.

 

وتزعم "داعش" أن لديها مقاتلين من بريطانيا وفرنسا وألمانيا ودول أوروبية أخرى، بالإضافة إلى الولايات المتحدة والعالم العربي والقوقاز.

 

وعلى نقيض جماعات المعارضة المسلحة الأخرى في سوريا، تسعى "داعش" من أجل تكوين إمارة إسلامية تمتد من سوريا إلى العراق.

 

وحقق التنظيم نجاحات عسكرية كبيرة، ففي شهر مارس عام 2013 سيطر على مدينة الرقة السورية، التي أول عاصمة إقليمية تسقط في قبضة المعارضة السورية المسلحة.

 

الصدمة الكبرى

 

وفي يناير 2014، استفاد التنظيم من تنامي التوتر بين الأقلية السنية في العراق والحكومة التي يقودها الشيعة من خلال السيطرة على مدينة الفلوجة ذات الأغلبية السنية في محافظة الأنباء غربي البلاد.

 

كما استولت على قطاعات عريضة من مدينة الرمادي، وانتشرت في عدد من المدن القريبة من الحدود التركية والسورية.

 

غير أن الصدمة الكبرى كان سقوط الموصل في قبضتها في يونيو، حيث مثل ذلك صدمة للعالم أجمع.

 

وعلقت الولايات المتحدة على ذلك بقولها إن سقوط ثاني أكبر المدن العراقية في قبضة "داعش" يشكل تهديدا على المنطقة بأكملها.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023