شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

العراق حائر بين “انتصارات داعش” و”تهديدات إيران” و”طائرات أمريكا”

العراق حائر بين “انتصارات داعش” و”تهديدات إيران” و”طائرات أمريكا”
تشهد المعارك الضارية في العراق صراعا لا ينتهي، كما أن تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام"...

تشهد المعارك الضارية في العراق صراعا لا ينتهي، كما أن تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام" نجح في زرع الشقاق بين الجماعات الجهادية، وشن هجماته ضد القوات العراقية لا ينقطع، والقمع الوحشي الذي ينتهجه في عملياته، فضلا عن أساليب الكر والفر عند شن هجوم مباغت، كل ذلك يشير في دلالة قوية إلى دعوة لحشد إقليمي لمواجهة زحف هذا التنظيم، فضلا عن الدعم الأمريكي الذي تتلقاه دول الجوار" هكذا وصف موقع ستريتفور الوضع العراقي المتأزم خلال الأيام القليلة الماضية .

وفى تصاعد للمشهد العراقي اعترف مسؤولون عراقيون لصحيفة "الغارديان" البريطانية، أن فرقتين من الجيش العراقي قوامهما 30 ألف جندي، فرتا من أمام 800 شخص من المسلحين، الذين فوجئوا بالسهولة التي سيطروا فيها. وقالوا إن الجنود أدراوا ظهورهم وتركوا لهم القواعد العسكرية.
 
وأضافت الصحيفة أن المقاتلين التابعين لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"،  تجولوا في شوارع الموصل بدون أية معوقات، فيما اختنقت الشوارع بالسيارات وازدحمت على طول الطريق بين كركوك والموصل، وقال "أبو عبدالله" الذي وصل مدينة أربيل الكردية، "فجأة انسحب الجيش ولم يبق جيش ولا شرطة، فقط المقاتلون الذين لا نعرف من هم لأنهم ملثمون". 

وتنقل عن سائق سيارة أجرة اسمه شيرزاد، كان ينقل الجنود الهاربين من الموصل إلى مناطق الأكراد، إن "سوق السلاح انخفضت أسعاره بسبب تخلي الجنود عن أسلحتهم".

ونُقلت كميات كبيرة من الأسلحة المنهوبة من الجيش العراقي لسوريا، حيث أصدر تنظيم داعش شريط فيديو ظهرت فيه الأسلحة هناك، ولهذا يفهم الحصار السهل الذي فرضته قوات التنظيم على مدينة دير الزور في الوقت الذي دخلت فيه بسهولة لمدينة صدام حسين، تكريت وأقامت نقاط التفتيش، فيما دخلت مدينة بيجي النفطية.

 وأكدت مصادر في الحسكة للصحيفة أن كميات كبيرة من الأسلحة وصلت محملة بالشاحنات للحدود السورية مع العراق، وكان في استقبالها القيادي في التنظيم عمر الشيشاني

وأشارت البيانات التي صدرت عن التنظيم ووضعت على الإنترنت أو اليوتيوب بأن الهجوم على الموصل يعني بداية النهاية لمعاهدة سايكس- بيكو التي قسمت البلاد العربية وقسمت الورثة العثمانية.

ومنذ العام الماضي والتنظيم يعمل بهذا الاتجاه حيث قام بالتحرك في مناطق شمال سوريا والأنبار في غرب العراق، وفي الطريق لهذا الهدف استطاع الحصول على الأسلحة التي أعطته الثقة بالنفس، لكن الموصل تعتبر الجائزة الكبرى، وهو إنجاز بالتأكيد سيضعف سلطة رئيس الوزراء نوري المالكي وجهوده ليؤمن ولاية ثالثة له في الحكم، ويشل مؤسسة الجيش الذي نظر إليه باعتباره المؤسسة الوحيدة المتماسكة في البلاد، كما أدى لانهيار دعاوي الأمريكيين أنهم أقاموا جيشا موحدا

وقالت الصحيفة إن هجوما مضادا متوقعا من البيشمركة، القوات الموالية لحكومة كردستان الإقليمية. ونقل عن الجنرال هالغورد حكمت المتحدث باسم هذه القوات: "الانهيار المفاجئ للجيش العراقي لم يترك لنا أي خيار إلا ملء الفراغ في بعض المناطق لأننا لا نريد فراغا أمنيا".

 وبدوره اتهم المالكي بعض الجنرالات بالإهمال في محاولة منه لحرف اللوم عنه. مع  أن الحكومة الأمريكية القت اللوم على سياسات المالكي الذي تعامل بقسوة مع مطالب السنة، ودعا متحدث باسم الرئيس الأمريكي باراك أوباما، جوش إرنيست كل الأطراف في العراق للتحرك وحل المشاكل العالقة.

 ويرى المحلل جيسون بيرك الذي كتب أن تنظيم "داعش" لم يتوقع سقوط الموصل، فقد كان يفضل الأساليب الهجومية والمعارك السريعة ومن ثم الانسحاب. وفي هذه المرة فتح هروب الجيش العراقي نافذة للسيطرة، بحسب الصحيفة.

 وسيواجه زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي عددا من الأسئلة حول الاستمرار في احتلال والاحتفاظ بمناطق، ولكن الموصل ليست أول مدينة تقع في يد البغدادي فمنذ بداية العام الحالي سيطر داعش على الفلوجة والرمادي ويسيطرون منذ أكثر من عام على الرقة.

 

 

جيش طائفي فاسد

فيما قال اللواء الأردني المتقاعد الدكتور فايز الدويري إنه وبالرغم من ضبابية المشهد الذي وقع في نينوى وسقوطها المفاجئ بيد مسلحين إلا أن الهجوم كان ساحقا ومباغتا للجيش العراقي.

وأوضح الدويري أنه حين يثار الحديث عند سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" على ثاني أكبر محافظة عراقية بتعداد سكان يفوق مليون و700 ألف نسمة فإن التساؤل المطروح "هل لدى داعش كل هذه الإمكانيات للقيام بهذه المهمة الكبيرة؟".

ولفت إلى أن الموصل يوجد بها نحو 3 فرق من الجيش العراقي وبعض التقارير قالت إن تعدادها نحو 30 ألف جندي فيما رجحت أخرى أن تصل إلى 80 ألف جندي معتبرا أن هذه الإمكانيات أكبر من قدرة "داعش".

وأضاف أن التقديرات لعدد قوات "داعش" في العراق تشير إلى 6 آلاف مقاتل أي أن المعركة في الموصل على أقل تقدير كانت المواجهة فيها بواقع 15 جنديا عراقيا مقابل مسلح واحد من "داعش" وهذا الأمر يخلق مواجهة غير متكافئة والهزيمة مؤكدة لـ"داعش".

وأوضح أن المتابع بدقة للمشهد يرى أن ممارسات "داعش" المعهودة لم تظهر في الموصل فلم تظهر الإعدامات ولا الحرق والسلب مما يدلل أن الذين اقتحموا المدينة صدروا "داعش" كشماعة لكنهم في الحقيقة مقاتلون على درجة كبيرة من التنظيم والقدرة العسكرية.

وأشار إلى أن "داعش" تصدرت المشهد و"لعلها شاركت بعدد قليل لكن المشاركة الأبرز على ما يبدو كانت لما يعرف بجيش الطريقة النقشبندية الذين يقودهم عزت الدوري نائب الرئيس العراقي الراحل صدام حسين وكتائب ثورة العشرين ومسلحين من العشائر العراقية السنية".

وقال الدويري إن هذه المجموعات "جرى الإعداد لها طويلا منذ احتلال العراق ولها خبرة طويلة  في العمل العسكري بالإضافة إلى القضية التي تؤمن بها ودفعتها للتحرك كثيرا في العراق وهي الظلم الذي وقع على السنة من قبل نظام المالكي".

ورأى أن ما "مارسه المالكي من ظلم على المناطق السنية ولد حالة من الكراهية والسخط على الجيش العراقي الذي شكل على أساس طائفي وأدى بالسكان للتعاطف مع عزت الدوري وجماعات النظام القديم خاصة أن ما يعانيه العراق لم يحدث إبان حكم صدام حسين".

وأوضح أن الجيش العراقي الحالي "جيش طائفي فاسد قام على المصالح الشخصية ولا يوجد له قضية يؤمن بها وليس مستعدا للموت في سبيلها ولذلك انهارت فرق كبيرة منه مع أول هجوم كاسح ومباغت لمجموعات مسلحة".

وعلى صعيد تهديدات المالكي بفرض حالة طوارئ قال الدويري "إن هناك شكوكا في تورط المالكي في سقوط الموصل لأغراض حزبية".

وأشار إلى أن المالكي يمكن أن يستفيد مما وقع من خلال فرض حالة الطوارئ في حال وافق البرلمان بالأغلبية الأمر الذي يعني تمديد ولايته في الحكومة بعد مناداة العديد من الكتل البرلمانية برحيله عن الساحة السياسية.

ولفت إلى أن مطالبة المالكي بتدخل خارجي لها مدلول على أزمته الكبيرة واستعانته بالخارج لإنقاذه منها.

وقال إن الأمريكان الذين احتلوا العراق وخسروا فيه المعركة استراتيجيا "لا مصلحة لهم بالعودة إليه حتى ولو سقطت كل المحافظات بسبب الخسائر العالية التي تكبدها الأمريكان".

ورأى أن التدخل الجوي الأمريكي أيضا لم يعد ذا فعالية بسبب الخسائر الكبيرة في صفوف المدنيين وعدم قدرته على إلحاق خسائر كبيرة في صفوف المسلحين.

تهديد ايراني وحسم امريكي

وعلى صعيد أخر هدد الحرس الثوري الإيراني بالتدخل العسكري في العراق ، كما تدخل الحرس الثوري الإيراني في سوريا من قبل ، حيث اعتبر نائب القائد العام لحرس الثوري الإيراني العميد حسين سلامي في  تصريح للصحفيين الخميس، إن التدخلات في العراق ستحبط  كما أحبطت في سورية.

ونقلت وكالة تسنيم المقربة من الحرس الثوري عن سلامي إن "أنشطة تنظيم داعش الإرهابي مؤشر لسياسات الاستکبار العالمي وحصيلة لتدخلاته الإقليمية، التي خلقت المشاکل للشعوب الإسلامية في المنطقة"..

و تابع نائب القائد العام للحرس الثوري ان ايران هي اليوم اقوى من أي وقت مضى ، وإن أعداء هذا الشعب هم اليوم في أضعف مواقفهم

ويعتقد المختصون بالشأن الإيراني إن في الحالة العراقية أن التحرك أسهل من الحالة السورية بالنسبة للحرس الثوري الإيراني؛ بسبب وجود أكبر القواعد العسكرية الإيرانية في منطقة الأهواز العربية المحاذية لمحافظتي البصرة والميسان العراقية.

إلى ذلك تؤكد المصادر الإعلامية الخاصة من داخل إيران لموقع عربي 21 أن 150  ضابطا من نخبة الضباط  بفيلق قدس الإيراني، انتقلوا للعراق لإدارة المعارك الدائرة بجانب الجيش العراقي والمليشيات الشيعية.
وفي ذات السياق قال الرئيس الإيراني حسن روحاني الخميس، إن بلاده مستعدة لاتخاذ موقف ضد العنف في المنطقة.

وقال على التلفزيون الحكومي (آي.آر.آي.إن.إن) "بسم حكومة جمهورية إيران الإسلامية فإننا غير مستعدين للوقوف مكتوفي الأيدي والتسامح إزاء العنف.. لن نتسامح مع الإرهاب. وكما قلنا في الأمم المتحدة إننا على استعداد لمحاربة العنف والتطرف والإرهاب في المنطقة والعالم الأوسع."

في العراق المجاور سيطر الأكراد على مدينة كركوك الشمالية الغنية بالنفط اليوم الخميس بعد أن تخلت القوات الحكومية عن مواقعها في مواجهة اندفاع مقاتلين متشددين سنة نحو بغداد فيما يهدد مستقبل العراق كدولة موحدة.

وفى سياق أخر قال الرئيس باراك أوباما اليوم الخميس إنه يبحث كل الخيارات في مساعدة الحكومة العراقية على مواجهة أعمال العنف المسلح المتصاعدة هناك.

وردا على سؤال عما إذا كانت الولايات المتحدة تبحث شن هجمات باستخدام طائرات دون طيار أو أي إجراء آخر لوقف أعمال العنف المسلح قال أوباما "لا أستبعد أي شيء".

وأضاف أوباما للصحفيين في البيت الأبيض أثناء اجتماعه مع رئيس وزراء أستراليا توني أبوت أن من مصلحة الولايات المتحدة ضمان ألا يحصل الجهاديون على موطئ قدم في العراق.

وقال إنه ستكون هناك تحركات عسكرية قصيرة المدى وفورية ينبغي عملها في العراق مشيرا إلى أن فريقه للأمن القومي يبحث كل الخيارات. وتابع إن الولايات المتحدة مستعدة لاتخاذ إجراء عسكري عند تهديد مصالحها المرتبطة بالأمن القومي.

وأكد مسؤول من إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما طلب عدم نشر اسمه اليوم الأربعاء إن العراق أبدى في السابق رغبته في توجيه ضربات جوية باستخدام طائرات أمريكية بدون طيار أو القيام بعمليات قصف أمريكية للمساعدة في هزيمة هجوم المتشددين

وكانت صحيفة نيويورك تايمز قد قالت الأربعاء نقلا عن مسؤولين أمريكيين وعراقيين إن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي طلب سرا من إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن تدرس توجيه ضربات جوية إلى نقاط تجمع لـ"مسلحين متشددين" من السنة يشكلون تهديدا متزايدا لحكومته.

ونقلت الصحيفة عن خبراء أمريكيين، زاروا بغداد في وقت سابق هذا العام، قولهم إن زعماء عراقيين أبلغوهم أنهم يأملون بأن يمكن استخدام القوة الجوية الأمريكية لضرب نقاط التجمع والتدريب للمتشددين داخل العراق ومساعدة القوات العراقية في منعهم من عبور البلاد إلى سوريا

 

 



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023