داهمت قوات الأمن المصرية سلسلتي متاجر مواد غذائية شهيرة مملوكة لاثنين من القياديين البارزين بجماعة الإخوان المسلمين، وقامت بالتحفظ عليها، في إطار حملة صارمة يشنها النظام الحالي ضد الجماعة منذ عزل الرئيس المصري في الثالث من يوليو الماضي.
وقال القاضي "وديع حنا" عضو لجنة حصر وإدارة أموال الإخوان المسلمين، التي شكلها النظام الحالي: إن "اللجنة قررت التحفظ على سلسلة متاجر للمواد الغذائية، باسم "زاد" مملوكة لخيرت الشاطر، نائب مرشد لجماعة الإخوان المسلمين (محبوس)، وأخرى باسم "سعودي" المملوكة لرجل الأعمال الإخواني عبد الرحمن سعودي".
وأضاف القاضي حنا أن "قرار التحفظ جاء عقب ثبوت تورط رجلي الأعمال الإخوانيين فى دعم أنشطة الجماعة".
من جانبها، أستنكرت عائشة كريمة القيادي الإخواني خيرت الشاطر قرار أغلاق سلسلة محلات “زاد” لتجارة المواد الغذائية المملوكة لوالدها و سلسلة محلات “سعودي” المملوكة للقيادي الإخواني عبد الرحمن سعودي.
وقالت عائشة من خلال تدوينه لها على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” : “ليكون هذا من احد إنجازات السيسي، لمن حتي يملك فرصة عمل في هذه الايام الامر الذي اصبح صعبا مع انتشار البطالة يقوم هو بتشريد كل هؤلاء العاملين بهذه المحلات من عملهم، و طبعاً غلق و مصادرة محلات مملوكه لمن كل جريمتهم انهم لم يتورطوا يوما في سرقة و ونهب الوطن”، واصفة والدها و سعودي بـ”الرجال الأعمال الشرفاء”.
وتابعت: “يظنون اليوم بمصادرة زاد انهم يمنعون عنا الرزق و لكن اقول للسيسي يعيد حساباته جيدا حتي و ان خطي علي نفس خطي مبارك..لقد صادر مبارك و أغلق لابي الحبيب خيرت الشاطر من قبل سلسبيل و مطعم ابوالفدا و الكثير من الشركات و غيرها من موارد رزقنا و مع ذلك رزقنا الله رغم انفه”.
وأضافت: “و ليشهد التاريخ من بعد الله على خيرت الشاطر الذي قدم حريته و سنوات عمره و حتي أمواله من اجل دينه ووطنه”. كانت لجنة حصر وإدارة أموال جماعة الإخوان المسلمين برئاسة المستشار عزت خميس، قد قررت ظهر أمس الأحد التحفظ على مجموعة محلات “زاد” المملوكة للقيادي الإخواني المهندس خيرت الشاطر و سلسلة محلات “سعودي” المملوكة لرجل الأعمال عبد الرحمن سعودي.
وفي سياقٍ آخر، كشف الدكتور طارق عبد البارى، العضو المنتدب لشركة مصر للمقاصة والإيداع والقيد المركزى أن "المقاصة" لم تتلق أي إخطارات جديدة من الجهات القضائية بشأن التحفظ على أموال كل من المهندس خيرت الشاطر، نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، ورجل الأعمال عبد الرحمن سعودى.
وأشار "عبد البارى" في تصريحات صحافية، أمس الأحد، إلى أنه سبق وتلقت "المقاصة" قرارات تحفظ على أموال عدد من قيادات جماعة الإخوان الإرهابية المتهمين في جرائم العنف والإرهاب، من بينهم خيرت الشاطر، ونفذت "المقاصة" تلك القرارات.
وقال: " الجهات القضائية سبق وطلبت حصرًا بإجمالى أسهم "الشاطر"، وتبين عدم وجود أي حسابات مسجلة باسمه، كما أن هناك تنسيقًا على أعلى مستوى بين الجهات الرقابية بسوق المال وهى الهيئة العامة للرقابة المالية والبورصة المصرية و"مصر للمقاصة "، على حد قوله.
وعلى صعيدٍ آخر، كشف مصدر مطلع "رفض ذكر اسمه" لـ"رصد"، أن قرار التحفظ على أموال على عدد من المحال التجارية، وارءه مغزى آخر، مشيرًا إلى أن الجيش ينتوي الدخول في استثمارات غذائية يغزو بها السوق المحلية، كنوع من أنواع السيطرة على الاقتصاد.
وأوضح المصدر، أن الأيام القليلة القادمة، ستشهد "تأميم" العديد من المحال والمولات التجارية، تارة بحجة الانتماء إلى الإخوان، وتارةً أخرى بحجة التراخيص.
فيما ندد الكاتب الصحفى تامر أبو عرب بالقرار الصادر من لجنة حصر أموال الإخوان بالتحفظ على فروع شركتي “زاد و سعودي”، مشيراً إلى أن الحديث عن تمويل هذه الشركات للارهاب “خايب وسخيف”.
وكتب أبو عرب فى تدوينة عبر “”فيس بوك” أمس الأحد: “واضح ان الحكومة قررت تحل مشاكلها بالاستيلاء علي أموال وشركات خصومها زي سعودي وزاد”.
وقال أبو عرب ان “الكلام عن إن الفلوس دي بيمولوا بيها الإرهاب خايب وسخيف لأن أي حاجة خاضعة لرقابة الدولة بيبقي من السهل مراقبة حركة فلوسها الصادرة والوارد”.
وأوضح أبو عرب إلى أن الإرهاب يتم اتمويله بالفعل من خلال عمليات غسيل الأموال والتهريب، والتى تفشل الحكومة فى السيطرة عليها ومواجهتها.
وأشار أبو عرب إلى أن مثل هذه القرارات لها انطباعات سلبية لدى المستثمرين، حيث يتراجعوا عن الاستثمار فى مصر خوفا من صدور قرارات بمصادرة أموالهم بناء على تغييرات سياسية، بحسب تعبيره.
وأكد أبو عرب أن المتضرر الأكبر من عمليات المصادرة هم العمال التابعين لهذه الشركات الذين من المنتظر أن يشردوا.
وتابع: “مصانع أحمد عز اللي صدرت عليه أحكام قضائية بإنه حرامي وشركات المغربي وجرانة ورشيد شغالة زي الفل ومحدش طالب أساسا إنها تتقفل لأن طوابير البطالة مش ناقصة قتلا”.
