تبحث عديدٌ من الدول عددًا من المبادرات لوضع حد لعدوان الإحتلال الصهيوني المستمرة منذ أكثر من 20 يوماً على غزة، وعلى رأس تلك الدول، كل من "تركيا" و"قطر"، و"أمريكا"، وذلك بعد أن فشل نظام الانقلاب في مصر في وضع حد للتهدئة بين قوات الاحتلال والمقاومة الفلسطينية في غزة، من خلال المبادرة المصرية التي طرحها الرئيس الانقلابي "عبدالفتاح السيسي"، حيث قوبلت المبادرة التي وصفها الفلسطينيون بأنها "سيئة"، برفض شعبي ورسمي من قبل حركتي حماس والجهاد الإسلامي وباقي فصائل المقاومة، بسبب "تجاهلها لشروط المقاومة".
وأشار مصدر دبلوماسي إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية عبرت للمسؤولين المصريين عن "امتعاضها" من الطريقة التي طرحت فيها المبادرة المصرية، والتي لم تعرض على "واشنطن" قبل الإعلان عنها في وسائل الإعلام.
وأكد المصدر أن الخارجية الأمريكية تفاجأت عند إعلان المبادرة، بخاصةٍ أن فصائل المقاومة المعنية مباشرة بالموضوع أعلنت أنها لم تكن على اطلاع على هذه المبادرة.
وقال متحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إن الحركة أبلغت مصر رسميًا برفضها المبادرة التي طرحتها للتهدئة.
وقال "سامي أبوزهري"، المتحدث باسم "حماس"، إن نتيجة المحادثات داخل الحركة انتهت برفض المبادرة، ثم أبلغت "حماس" مصر بـ"اعتذارها" عن عدم قبولها.
وكانت كتائب "الشهيد عز الدين القسام"، الجناح العسكري لحركة "حماس"، قد رفضت بالفعل المبادرة المصرية الثلاثاء الماضي.
وأضاف "أبوزهري" خلال مؤتمر صحفي عقده في "غزة"، الأربعاء الماضى، أن رفض حركته للمبادرة بسبب "أنها (أي المبادرة) تدعو لوقف القتال قبل الالتزام الإسرائيلي بشروط المقاومة ولا يوجد أي ضامن للاستجابة لمطالبنا".
وشدد متحدث "حماس": "لن نقبل أي مبادرة لا تستجيب سلفاً للشروط الفلسطينية ولا يمكن التعامل معها بأي حال من الأحوال"، مؤكداً أن "المقاومة ستستمر لإجبار المحتل على قبول شروطنا".
ومن ناحيته، أكد مصدر فلسطيني مطلع لـ"فرانس برس"، أن "الفصائل الفلسطينية خصوصاً حماس والجهاد الإسلامي تعترض على استخدام كلمة الأعمال العدائية في مبادرة مصر للتهدئة، لأن الفصائل تقوم بالدفاع عن النفس ومقاومة المحتل وهذه مقاومة مشروعة، أما ما يقوم به الاحتلال فهو العدوان".
وقال مصدر دبلوماسي، إن الاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة يبحثان عن وسيط بديل لمصر، للتوصل إلى اتفاق للتهدئة مع فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، بعد أن رفضت الفصائل "المبادرة المصرية" لوقف إطلاق النار.
ومن جانبها تجري الولايات المتحدة مشاورات واتصالات مع دول إقليمية للتوصل إلى مبادرة مقبولة لدى جميع الأطراف.
وأشارت مصادر لـ"فرانس برس"، أن مسؤولين أمريكيين "على مستوى عال" يحاولون إنهاء "الأزمة" من خلال التفاوض غير المباشر مع حركات المقاومة، عبر وسطاء إقليميين، وخصوصًا قطر وتركيا، مؤكدين على أن المنطقة ستشهد زيارات لمسؤولين أمريكيين خلال اليومين القادمين في محاولة للتوصل إلى تهدئة يوافق عليها جميع الأطراف.
وبعد فشل تلك المباحثات والمشاورات قدمت المقاومة الفلسطينية شروطاً للقبول بالتهدئة فكانت أولها هو: "إيقاف متبادل للحرب و انسحاب الدبابات إلى مكامنها واستعادة المناطق الحدودية الصفراء والزراعية و السماح للمزارعين بالعمل في أراضيها"، وثانيها: "إطلاق سراح جميع المعتقلين الفلسطينيين منذ 23 يونيو 2014 و تحسين ظروف الأسرى الفلسطينين وخاصة أسرى القدس وغزة وفلسطيني الداخل".
أما ثالث الشروط فكان: "رفع الحصار كاملاً عن غزة و فتح المعابر الحدودية للبضائع والأفراد وإدخال كل المواد الغذائية والتصنيعية وإنشاء محطة كهرباء تكفي كل قطاع غزة"، ورابعها هو: "إنشاء ميناء بحري دولي و مطار دولي تشرف عليه الأمم المتحدة ودول عدم الانحياز".
وخامس شروط المقاومة كان: "توسيع منطقة الصيد البحرية إلى 10 كم و تزويد الصيادين بسفن صيد و شحن كبيرة"، وسادسها: "تحويل معبر رفح إلى معبر دولي تشرف عليه الأمم المتحدة ودول عربية وصديقة".
أما عن سابع شروط المقاومة الفلسطينية فكان: "التوقيع على تهدئة لعشر سنوات و نشر مراقبيين دوليين على الحدود"، وثامنها: "التعهد من قبل حكومة الاحتلال بعدم اختراق الأجواء الفلسطينية والتسهيل على المصليين في الأقصى"، وتاسعها: "عدم تدخل الاحتلال في شؤن الحكومة الفلسطينية أو عرقلة المصالحة الوطنية"، وعاشرها: "إعادة إنشاء المناطق الصناعية الحدودية و حمايتها و تطويره".
فيما كشفت موقع صحفي عبرية، مساء السبت، أن الاحتلال الصهيوني وافق على مناقشة التعديلات التي وضعتها فصائل المقاومة الفلسطينية، على ورقة التهدئة المصرية.
فحسب صحيفة "يديعوت احرونوت"، فإن الموقع يقول: "إن إسرائيل تبدي قبولها بالمبادرة المصرية ومناقشة التعديلات التي وضعتها فصائل المقاومة في غزة".
وأوضح الموقع أن الاحتلال أبلغ مصر رسمياً بموافقته على مناقشة تعديلات فصائل المقاومة على المبادرة المصرية.
جاء ذلك بعد يومين فقط من موافقة سلطات الاحتلال على القيام بعملية برية في قطاع غزة، وتوجيه المقاومة ضربات نوعية لجيش الاحتلال اليوم السبت، أسفرت عن مقتل نحو 15 جنديًا على الأقل، حسبما ذكرت فصائل المقاومة.
وتلقى الآف المواطنين من العدو الصهيوني رسائل تهديد نصية على هواتفهم المحمولة موقعة باسم كتائب "القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس" باللغة العبرية، تطالبهم بالضغط على حكومتهم لقبول شروط الحركة الخاصة بالتوصل إلى تهدئة.
وذكرت الرسالة المرسلة من "القسام": "حكومتكم أوقفت نيرانها ولكن دون قبول شروطنا.. اعتقدت أننا سنسارع ونوقف نيراننا.. ولكن على العكس سارعنا بضرب كل مكان في إسرائيل، من ديمونة إلى حيفا وأجبرناكم على الاختباء في الملاجيء كالفئران".
وأضافت: "مرة أخرى إذا لم تقبل حكومتكم شروطنا فإن إسرائيل بأسرها ستظل هدفًا مشروعًا".