قرر حزب الوسط العمل خارج إطار التحالف الوطني والعمل على إنشاء مظلة وطنية رحبة تحقق أهداف ثورة 25 يناير المهددة.
وقال الحزب فى بيان له اليوم الخميس، "يُراقب حزب الوسط هذه الأيام بمزيد من الحزن والأسى، الوضع المتردي الذي وصلت له الحالة المصرية وانسداد الأفق السياسي بها، والتي تجسدت مُؤخراً في أن أصبحت ثورة 25يناير مؤامرة سياسية شارك فيها عشرات الملايين من الشعب المصري الحر، وفي حل الأحزاب السياسية وغيرها من الانتهاكات، وذلك بعد ثلاثة أعوام ونصف من اندلاع تلك الثورة المجيدة.. وما فجرته من آمال وطموحات لم تتحقق حتى الآن، لكنها ستظل الوقود الذي يُشعل شرارتها ويُغذي شعلتها كي لا تنطفئ جذوتها أبدا، إلى أن يحصل المواطن المصري على كل ما ضحّى من أجله من الحرية والعيش والكرامة والعدل.
وأكد الحزب "أنه وبالرغم من ملاحظاتنا على أداء كل من تحمل المسؤولية السياسية أثناء تلك الفترة والأخطاء التي وقعت فيها معظم مُكونات الثورة بمختلف توجهاتها وانتماءاتها والتي لا نعفي أنفسنا منها؛ إلا أنّ مساحة التغيير وإصلاح الأخطاء وتصحيح المسار كان متاحاً وممكناً من خلال الطرق والآليات الديمقراطية وليس بالانقلاب عليها كما حدث في الثالث من يوليو 2013، والذي زاد من تعقيد الأزمة السياسية وعَمَّق من حالة الاستقطاب السياسي والانقسام المُجتمعي، فكانت نتيجته الفشل في توفير الحد الأدنى من احتياجات المواطنين.
وأضاف البيان :إنّ حزب الوسط قد أعلن منذ اليوم الأول لانقلاب 3 يوليو موقفه بمنتهى الوضوح بمساندته الكاملة للإرادة الشعبية أياً كانت، عبر إجراءات ديمقراطية سليمة، وفي ظل مناخ سياسي محايد يسوده العدالة والحرية، ويُعطي الحق في إبداء الرأي بعيداً عن الضغوط الأمنية أو التحريض الإعلامي، و فرض الرأي الواحد والصوت الواحد، كما أنّ انحيازاته لم تكن أبداً لشخص الرئيس مع كامل احترامنا وتقديرنا له، أو لفصيل معين أو لفئة دون أخرى، وظلت مواقف الحزب كما هي مُتسقة مع مبادئه وقيمه التي أعلنها منذ اليوم الأول لتأسيسه (الوطن قبل الوسط)، والذي قدّم من أجل تحقيقها العديد من التضحيات باعتقال بعض رموزه وتغريب بعضهم الآخر، وإزهاق دماء خِيرة شبابه وقتل أحلامهم ومستقبلهم.
وتابع البيان :إنّ حزب الوسط قد أدرك منذ اندلاع تلك الأزمة أنّ المخرج منها لن يكون سوى بالسُبل والطرق السياسية، فتعاطى بمسؤولية واضحة مع كل المبادرات السياسية الجادة التي صدرت أثناء تلك الفترة، ولم يأل جُهداً في السعي لبناء حوار وطني شامل من أجل إتمام المُصالحة الناجزة والوصول بسفينة الوطن إلى بر الأمان، كما أنّ الحزب دعم أثناء تلك الفترة كل صور الحِراك الشعبي في إطار النضال السلمي، والذي اتخذ منه الحزب شعاراً ومبدأً لم يحيد عنه أبداً، فكل ما هو دونه يُهدد الحراك الثورى الوطني ويعصف بكل مكتسباته.
وأشار البيان إلى أن الحزب : يرى أنّ أولويات المرحلة الحالية وأهدافها التي يسعى لتحقيقها والمُتمثلة في العمل على مقاومة الاستبداد بكل صوره، والوصول إلى تحول ديموقراطي سليم يُحقق مطالب وأهداف ثورة 25 يناير من خلال شراكة وطنية حقيقية، فإنّ هذه الأولويات تتطلب العمل خارج إطار التحالف الوطني وإنشاء مظلة وطنية رَحْبة تجمع تحتها كافة أطياف القوى السياسية الوطنية دون إقصاء لأي طرف من الأطراف، خاصة وأنّ الحراك الشعبي والثوري الحالي قد تجاوز كل الجبهات والتحالفات، وأصبح عابراً لكل الانتماءات سوى الانتماء للوطن ومُعبراً عن حاجات وطموحات الشعب بمختلف تنوعاتها، مما يفرض على القوى السياسية والثورية أن تُوَحّد صفوفها وتُوَسّع جبهتها لتعبر عن تلاحم هذا الشعب وتكون قادرة على أن تعيد للوطن حريته المسلوبة وحقوقه المنهوبة وتحقق مطالب ثورة 25 يناير المنشودة.