كما يعلم الجميع، فملك السعودية الحالي، عبد الله بن عبد العزيز، لم يحصل على أي شهادة جامعية، أو تحت الجامعية طوال حياته، حتى جاء شيخ الأزهر الحالي، مؤخرًا، وقدمها له فخريةً على طبقٍ من ذهب.
وهذا ما يحيلنا إلى السؤال البديهي: ما هي الأسس والمعايير التي يمنح الأزهر بها "الدكتوراه الفخرية" لأي شخص؟.. خاصًة وأن ملك السعودية لم يذكر له أي موقف عربي صريح، تجاه قضايا العروبة بكاملها سياسيًا، مواقفه المخزية أمام الاحتلال الصهيوني، واقتصاديًا تناسيه لفقراء العرب في الصومال وباقي الدول.
ففي الثامن من أغسطس الماضي، قرر المجلس الأعلى للأزهر، برئاسة شيخ الأزهر، أحمد الطيب، منح الدكتوراه الفخرية العالِمية، من الأزهر، للعاهل السعودي، الملك "عبد الله"؛ لجهوده في خدمة الإسلام والمسلمين في العالم، ولما يقوم به من جهود واضحة لدعم وحدة الأمة الإسلامية.
وزعم شيخ الأزهر وقتها: "أن منح الدكتوراه الفخرية للعاهل السعودي يأتي تقديرًا لاهتمامه بقضايا الأمة العربية والإسلامية، ولموقفه، وموقف السعودية، تجاه مصر، الذي يطوق أعناق المصريين جميعًا".
وبعد منح الدكتوراه، ومدح "الطيب" للعاهل السعودي؛ رد الملك اليوم "التحية"، وأمر بإعادة ترميم الأزهر الشريف، حيث أعلن الأمير "خالد بن بندر بن عبد العزيز"، رئيس الاستخبارات العامة السعودية، عقب لقاءه بشيخ الأزهر، أمس الخميس، عن مبادرة الملك "عبدالله"، بعزم المملكة العربية السعودية إعادة ترميم الجامع الأزهر، بحسب وكالة الأنباء السعودية.
ورغم إعلان رئيس الاستخبارات، إلا أن السعودية كانت قد أعلنت إسهامها بميزانية مفتوحة، في عملية ترميم وتمويل الأزهر، مطلع العام الجاري، حين تم تشكيل لجنة وزارية لتطوير الأزهر؛ لذلك يقف بعض المراقبين حول إعلان رئيس الاستخبارات تكفل السعودية بترميم الأزهر، رغم إعلانها عن ذلك، في شهر يناير من العام الحالي، ويتساءلون: هل أراد الملك السعودي رد "التحية" على الطيب بإعلان الترميم اليوم؟.. أم أن الدكتوراه الفخرية كانت بمثابة "رشوة"، قدمها شيخ الأزهر للعاهل السعودي؟
