"هذا مخاض تاريخي في المنطقة؛ لن تكتب نهايته سريعًا. حرب على هويتها ومستقبلها وموازين القوى فيها، وحرية شعوبها وتحررها".كان ذلك تعليقاً من المحلل السياسي ياسر الزعاترة على الوضع الذي تمر به اليمن منذ 4 أيام، والذي ارتفعت وتيرته منذ مساء أمس السبت وحتى الآن .
وأضاف "الزعاترة"، أن تسليم اليمن لـ"الحوثي"، الذي وصفه بوكيل إيران، "ستدفع ثمنه دول الخليج الذي تغاضت وشارك بعضها وبخلت بـ5 مليار لإخراجنا من أزمتنا بينما دعمت السيسي".
وتابع: "يدرك اليمنيون أن الجارة الكبرى تتآمر عليهم، لكنهم لم يتوقعوا أن يصل الأمر إلى هذا المستوى. هادي اليوم يكشف عن وجه بائس أيضًا.
فيما قال نبيل الصوفي، محلل سياسي، إن الحوثيين يختارون خصمهم في الوقت الذي "لا نرى دولة" تتحرك. أما توقيع الاتفاق المفترض اليوم الأحد فرأى أنه "لا قيمة له، كما أنه لا قيمة للحديث عن مخرجات الحوار الوطني، ما دامت لم تفكك السلطة السابقة ولم تفعّل مؤسسات الدولة".
من جانبه قال الكاتب والباحث سمير الشيباني، إن تعقد الوضع في اليمن أمر متوقع، حيث "نفاجأ بين اللحظة والأخرى ببروز مراكز قوى تطرح تغييرا طفيفا في الوجوه مع الحفاظ على ميكانيزمات النظام السابق".
ورأى "الشيباني" أن الرئيس عبد ربه منصور هادي، لم يكن مستعدًا لحمل مشروع بناء الدولة لما يتناسب مع المرحلة التاريخية، مطالبًا بأن تكون الدولة اليمنية وطنية تستوعب التنوع.
أما عضو الهيئة الوطنية للرقابة على تنفيذ الحوار الوطني، رياض ياسين عبد الله، فوصف التطورات الميدانية الأخيرة بأنها "بوضوح معالم انقلاب"، قائلًا إنه "ثمة من يريد العودة بالبلاد إلى الوراء عن طريق دفع الحوثي إلى المقدمة".
ومن جانبه أكد عبدالباقي شمسان، أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة صنعاء، في حواره بقناة الجزيرة مباشر مصر، أن الحوثيين يسعون لـ"تفجير الحقل السياسي بهدف إلغاء المبادرة الخليجية وخلق وضع جديد"، لكنه استبعد وصولهم إلى السلطة بهذه الطريقة، مشيرًا إلى أن ذلك سيقود البلاد إلى مرحلة الوصايات الخارجية.
وحذر "شمسان" من تداعيات انفجار الأوضاع في اليمن على دول الخليج والإقليم بأكمله، منددًا بدخول جماعة الحوثي صنعاء تحت شعارات تندد بالغلاء وتطالب بإقالة الحكومة لتصل في النهاية إلى استهداف مؤسسات الدولة.
ومن إيران قال مدير المركز العربي للدراسات الإيرانية محمد صدقيان، إن هناك سلوكًا قامت به السلطة اليمنية يمثل خطورة وهو استخدام السلاح، بينما رفع أنصار الله مطالب لا تخصهم وحدهم بل تخص الشعب اليمني، على حد قوله.
يذكر أن الحوثيين قد خاضوا حروبًا طويلة مع الحكومة في زمن الرئيس السابق منذ 2004- 2009م، ومع السلفيين وأولاد الأحمر مؤخرًا في عهد الرئيس "هادي"، واستمرت أكثر من عام، وانتهت بخروج السلفيين من دماج قبل 7 أشهر تقريبًا.