أكد عدد من خبراء المياه والري أن مصر تواجه العديد من التحديات فيما يتعلق بالمياه والموارد المائية بسبب النمو السكاني والاحتياجات المتزايدة من المياه وتناقص نصيب الفرد المصري من المياه باستمرار لدرجة ان اصبحت مصر تحت خط الفقر المائى، قبل اكتمال بناء سد النهضة في عام 2017.
وأضافوا أن مصر فى حاجه إلى الى 85مليار متر مكعب لسد حاجتها من المياة، فكيف تستطيع مصر أن تسد هذه الحاجة في ظل بناء سد النهضة.
بدوره أكد وزير الزراعة في حكومة الإنقلاب عادل البلتاجي، أن مصر دخلت مرحلة الفقر المائي، مشيرًا إلي ضرورة ترشيد استهلاك المياه في قطاع الزراعة.
وأضاف الدكتور عادل البلتاجي، وزير الزراعة، إنه تم البدء في العمل بمشروع الري الحقلي في عدة محافظات لتغير الري السطحي إلى ري بالأنابيب، بواقع ٦ لترات في الساعة لكل أنبوبة ري بالأراضي؛ لتقليل كمية المياه المستخدمة في الزراعة إلى ١٠ ملايين متر مياه سنويًّا تكفي لري ٥ ملايين فدان، موضحًا أننا نقترب بشدة من الفقر المائي نتيجة الزيادة السكانية بجانب سوء استغلال المياه في الزراعة.
ووفقا للمعايير الدولية فان الدولة تقع تحت خط الفقر المائى عندما يقل نصيب الفرد من المياه المتجددة بها عن 1000 متر مكعب سنويا.
وذكر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء فى تقارير معلوماتية أن نصيب الفرد من المياه فى مصر كان فى عام 1986 حوالى 1138 متر مكعب سنويا وتضاءل الى 860 متر مكعب عام 2003 والى 759 متر مكعب عام 2007 متوقعا ان ينخفض الى 582 متر مكعب سنويا عام 2025.
من ناحية أخرى قال حسام مغازي وزير الموارد المائية والري إن مصر طالبت إثيوبيا بموافاتها بكل التفاصيل الفنية والتأثيرات العابرة للحدود الخاصة بسد "البارو أكوبو" الجديد.
ونفى في تصريحات للجزيرة مباشر مصر في ختام اجتماعات لجان وخبراء المياه لدول مصر وإثيوبيا والسودان -ما أذاعته وسائلُ إعلام عن بدء تخزين المياه خلف السد ، مضيفاً أن زيارته للسد ليست اعترافا بأية أوضاع أو اتفاقات وأنها بالأساس زيارة فنية.
وفي السياق نفسه استهل موقع (بيزنيس انسيدر) الأمريكي تقريرا حول أزمة فقر المياه في العالم وخاصة الدول النامية بقارة إفريقيا ولاسيما مصر، مستشهدا بدراسة أعدتها لجنة دولية معنية بالتغيرات المناخية في شتى أنحاء العالم.
ونشر الموقع صورًا لتقرير اللجنة توضح أن مصر مهددة بالتعرض لأزمة مائية وإدارتها ضمن الدول المهددة بخطر الفقر المائي خلال السنوات القليلة المقبلة نظرًا لتزايد التعديد السكاني وتزايد الطلب على المياه مقابل تراجع الموارد المائية.
وأشار الموقع إلى تحذير الخبراء في منطقة الشرق الأوسط من أزمة مياه التي قد تعمّ المنطقة خلال سنوات بل إن بعض المتشائمين أحيانا ما يذهبون إلى إمكانية نشوب حروب حول المياه في المنطقة وأماكن أخرى من العالم.
بينما قال الدكتور محمد السلاق الخبير المائي أن حصة مصر من الماء 55.6مليار متر مكعب منذ 1959 ولازالت كما هي على الرغم أن عدد السكان أصبح عدد أضعاف من 50الى 90 مليون نسمة وتضاعف استهلاك الناس للمياة.
وأضاف في تصريحات صحفية أن مصر فى حاجه إلى أن تسد حاجتها من المياة الى 85مليار متر مكعب لسد حاجتها،متسائلاً كيف تستطيع مصر أن تسد هذه الحاجة في ظل بناء سد النهضة،مشيراً إلى أن نسبة الرقعة الزراعية في مصر ستقل ،والكارثة مع زيادة نسبة التلوث، من المياة الجوفية.
وكشف محمد عبد المطلب وزير الموارد المائية والري السابق – أن مصر دخلت فى مرحلة الفقر المائي، ولا بد لها من ترشيد الاستهلاك؛ لأن تعداد السكان يزداد باستمرار، ونصيب الفرد قل من المياه، ووجه نداء للشعب المصري كله للمحافظة على المياه متوقعا أن الشعب لن يجد المياه بعد ثلاث سنوات.
وقال "لو قسمنا حصتنا المقدرة بـ55.5 مليار متر مكعب على عدد السكان، سنجد أننا تعدينا خط الفقر المائي بكثير"، لكن وجود ما يسمى بالحوض "شبه المر"، وهو ما يعيد لنا المياه المهدرة والتي نقوم بإعادة استخدمها مرة أخرى، يمنع ذلك"، مشيراً إلى أن متوسط نصيب الفرد العالمي من المياه طبقاً لمقاييس الأمم المتحدة، يبلغ ألف متر مكعب في العام، بينما نصيب الفرد من المياه في مصر يبلغ 640 مترا مكعباً.