ثلاثة أعوام مرت على مقتله، بعد أن طارده ثوار ليبيا في كل مكان، حتى تمكنوا من قتله فى 20 من أكتوبر عام 2011، بعد قتال استمر بين مليشياته وبين ثوار ليبيا لمدة 9 أشهر.
معمر القذافي.. الشخصية التى أثارت جدلاً كبيرًا فى الأوساط السياسية، والذى يتساءل البعض: كيف كان ذلك الشخص رئيسًا لدولة ليبيا طوال 42 سنة.
ولد معمر القذافي في 7 يونيو 1942، وعرف باسم العقيد القذافي، فكان سياسيًا وثوريًا ليبيًا. وصل إلى الحكم عام 1969 بعد الانقلاب على الملك إدريس السنوسي. وكان عمره وقتها 27 عامًا، ويعد أصغر حاكم عربي تولى الحكم حينها، وتعد فترة حكمه الأطول في تاريخ ليبيا منذ أن كانت ولاية عثمانية عام1551، وأطول فترة حكم لحاكم غير ملكي في التاريخ.
ويعد مشهد قتل القذافي غريبًا وفريدًا من نوعه، لكنّ نهايته هذه ربما تتفق مع غرابة قوله وفعله منذ توليه رئاسة الجمهورية الليبية؛ ففي بداية حكمه اكتفى بلقب "الأخ قائد الثورة الليبية"، واختلق لليبيا نظامًا يجمع بين الأنظمة الحديثة والقديمة، والنظام الجمهوري والملكي، ووضع دستوره الخاص "الكتاب الأخضر"، وأُطلق على نظام حكمه اسم الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية.
عُرف القذافي خلال حكمة بديكتاتوريته وجبروته، ووصفة البعض "بالجنون" و"سوء السمعة والأخلاق".
وللقذافى مئات المواقف الغريبة؛ ففي عام 2008 عقد اجتماعًا لزعماء أفريقيا ومنح نفسه لقب «ملك ملوك أفريقيا»، والمدافع الرئيس عن الولايات المتحدة الأفريقية، وكان أول حاكم أفريقي يلقب نفسه بهذه المسميات.
كما غيّر اسم الدولة من المملكة الليبية إلى الجمهورية العربية الليبية من فترة 1969 إلى 1977، ثم أطلق عليها الجماهيرية العربية الليبية الاشتراكية، وسمّى نفسه: «الأخ القائد للجماهيرية العربية»، ثم جاءت إضافة كلمة "العظمى" إلى الدولة عقب قصف الولايات المتحدة لليبيا سنة 1986.
نهى القذافي عن بيع الكحول، وغيّر التقويم الميلادي، وذلك بإعادة تسمية جدول الشهور، فمن أغسطس، التي سميت باسم أغسطس قيصر، إلى هانيبال، ويوليو تموز، التي سميت باسم يوليوس قيصر، إلى ناصر، نسبة إلى جمال عبدالناصر.
وبنى نظامًا فريدًا في العالم على الإطلاق، ليس بالجمهوري ولا الملكي، وإنما هو مزيج من أنظمة قديمة وحديثة، ادّعى أنه لا يحكم وإنما يقود ويتزعم، ولكن الواقع يشير إلى أنه كرّس كل الصلاحيات والمسئوليات في يديه، وشرح نظامه الجديد في "كتابه الأخضر".
استطاع القذافي خلال فترة حكمه الحصول على أسلحة كيميائية، وأمست ليبيا تحت حكمه دولة منبوذة، ما حدا دولاً في جميع أنحاء العالم بفرض العقوبات عليها. وبعد ستة أيام من إلقاء القبض على الرئيس العراقي السابق صدام حسين في عام 2003 من قبل الولايات المتحدة، رحب القذافي بفريق عمليات التفتيش للتحقق من برامج أسلحة الدمار الشامل في طرابلس، والتأكد من خلوها في البلاد، والالتزام بالقوانين الدولية.
في فبراير 2011، وفي أعقاب الثورات العربية في الدول المجاورة في مصر وتونس، بدأت الاحتجاجات ضد حكم القذافي، وتصاعد هذا التوتر إلى الانتفاضة في جميع أنحاء ليبيا، وسبّب قمع تلك التظاهرات إلى تشكيل حكومة للمعارضة، مقرها في مدينة بنغازي، وسميت بالمجلس الوطني الانتقالي. وأدت هذه الخطوة إلى نشوب الحرب الأهلية الليبية، والتي عجّلت بالتدخل العسكري من قبل قوات التحالف بقيادة حلف شمال الأطلسي؛ لفرض تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي الذي يدعو إلى إقامة منطقة حظر طيران وحماية المدنيين.
وتم تجميد أصول القذافي وعائلته، وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية والانتربول مذكرات توقيف لمعمر القذافي، وابنه سيف الإسلام، ورئيس المخابرات عبد الله السنوسي، بأحكام تتعلق بارتكاب جرائم ضد الإنسانية.
اشتهر القذاقي بالعديد من الجمل الغريبة، والتى على إثرها أطلق عليه البعض "مجنون ليبيا" ومنها: "للمرأة حق الترشّح سواءً كانت ذكرًا أو أنثى"، "أيها الشعب لولا الكهرباء لجلسنا نشاهد التلفاز في الظلام"، "أنا لست ديكتاتورًا لأغلق الفيسبوك .. لكنني سأعتقل من يدخل عليه"، قال للشعب الليبي: "تظاهروا كما تشاءون ولكن لا تخرجوا إلى الشوارع والميادين"، "الديموقراطية تعني "أديمو الكراسي"، "سنزحف بالملايين لتطهير ليبيا شبر شبر، بيت بيت، دار دار، زنقة زنقة وفرد فرد"، "إلي الأمام ثورة، ثورة".